كتاب " أسس علم النفس الاجتماعي " ، تأليف د. أحمد محمد الزعبي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب أسس علم النفس الاجتماعي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أسس علم النفس الاجتماعي
تمهيد
يبدأ الإنسان حياته في هذا العالم وليداً لا يدفعه ويوجه سلوكه إلا الحاجات البيولوجية. فالوليد يخرج إلى الحياة مزوداً بمجموعة من الأفعال الطبيعية المنعكسة التي تساعد على البقاء في الحياة.
والفعل المنعكس الطبيعي هو استجابة غير متعلمة لمثير معين من المثيرات، هذه الاستجابة يتحكم فيها الجهاز العصبي والمستقبل للكائن الحي. مثال: العطس عندما يدخل الغبار إلى الأنف، وإفراز اللعاب عند ملاقاة التجويف الفمي مادة ما، كما أن الغذاء حينما ينتقل إلى المعدة، وكذلك الأمعاء تصدر عنهما تقلصات معينة.
ولكن الوليد بعد ذلك يمضي في النمو وتطرأ عليه تغيرات جوهرية، فهو ينمو جسدياً فيزداد طوله ووزنه... وينمو حركياً ويزداد تطوره الحركي فتراه يحبو وينمو عقلياً ويبدأ العقل في الإدراك بما يحبط به، وتنمو قدرته على استخدام ما أوتي من إمكانيات عقلية. وينمو الطفل انفعالياً واجتماعياً ويكتسب أساليب سلوكية معينة يعبر بها عن كل هذه الانفعالات.
وينمو الطفل نجده يبدأ في كشف نوازع سلوكه أو إرجاء إشباع بعض حاجاته بعد أن كان لا يعرف إلا الإشباع المباشر لها.
وبسبب ما حدث له من نضج جسمي وعقلي.. فقد أصبح لديه القدرة على إنشاء العلاقات الانفعالية مع غيره، وعلى الدخول في علاقات اجتماعية فعّالة ومثمرة ومشبعة مع الآخرين.
وتراه بصفة عامة قد ساير الجماعة وامتثل لها بعد أن كانت الجماعة تسايره، وقد يكون التفاعل الذي يحدث بين الطفل ومن يحيطون به من العوامل الهامة التي تؤثر في نمو الطفل العقلي والانفعال والاجتماعي.
وهذا التفاعل سواء أكنا نتحدث عن الأسرة أو الجيران أو المدرسة أو المجتمع أو العمل بصفة عامة، من العوامل الهامة لاكتسابنا صفات تميز كل منا عن الآخر، وهذه الاختلافات قد تزداد وضوحاً وحدة لو أننا عقدنا المقارنات بين الحضارات والثقافات المختلفة، إذ لكل ثقافة قيم واتجاهات ومعايير وعادات شائعة خاصة بها.