أنت هنا

قراءة كتاب أسس علم النفس الاجتماعي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أسس علم النفس الاجتماعي

أسس علم النفس الاجتماعي

كتاب " أسس علم النفس الاجتماعي " ، تأليف د. أحمد محمد الزعبي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
4.333335
Average: 4.3 (3 votes)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 7

وتكشف هذه النتيجة أهمية العلاقات الإنسانية، وأهمية العلاقات بين العمال والمشرفين عليهم في الإنتاج. وبينت دراسات أخرى أن الإنتاج يتأثر بعدة عوامل أهمها:

1- الأجر 2- العلاقات بين العامل والمشرف.

ويعلمنا علم النفس الاجتماعي أن ننظر للموقف في المصنع نظرتنا إلى أي موقف اجتماعي آخر تلعب فيه العلاقات بين الأفراد المشتركين فيه دوراً هاماً.

وقد وصلت كثير من الدراسات إلى أنه كلما شعر الفرد بأنه ينتمي إلى مجموعة المصنع، وأنه واحد منهم، وأنه كلما أتيحت له فرصة التخطيط للعمل وتنفيذه، وكلما زاد الاحتكاك بين العمال والمشرفين ازدادت العلاقات الاجتماعية رسوخاً مما يؤدي إلى زيادة الإنتاج. ويهتم علم النفس الاجتماعي بتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو العمل ونحو المجموعة التي يعمل فيها العامل. وهكذا يسعى علم النفس الاجتماعي لتأمين الأمن والحب والانتماء وتقدير الذات للعمال كمواطنين لكل منهم قيمة في حد ذاته.

7- أهمية علم النفس الاجتماعي للمجتمع بصورة عامة:

تطورت أهمية علم النفس الاجتماعي منذ نشأته الأولى، فبدأت متشائمة بالإنذار من المشكلات الحتمية للمستقبل، وتطورت متفائلة إلى بناء ذلك المستقبل ومعالجة المشكلات الاقتصادية والسياسية، ومشكلات النقد وحرية الأسواق، وتجنب العدوان والحرب لتحقيق الطمأنينة والسلام. وبذلك يهدف علم النفس الاجتماعي في آفاقه العليا العالمية لإقامة مجتمع جديد فاضل، تتكافأ فيه الفرص لجميع الناس في حدود قدراتهم المختلفة وتتجلى الأهمية العالمية فيما يلي:

أ- الإنذار من مشكلات المستقبل:

كان أهم أهداف علم النفس الاجتماعي في إرهاصاته الأولى قبل النشأة العلمية التجريبية التي تطور إليها في القرن العشرين الإنذار من أزمات الغد. وكان الرأي السائد عند بعض المفكرين ومنهم هربرت سبنر H.Spencer 1820-1903)) أنه من العبث بل من الخطورة بمكان أن يحاول الناس توجيه التغير الاجتماعي والتعجيل به.

وكان المفكرون وقتئذ يرون أن عملية التطور الاجتماعي عملية طويلة المدى تخضع لعوامل طبيعية وليس للإنسان دخل فيها.

وبذلك تصبح الفائدة العملية لعلم النفس الاجتماعي أن ينذر الناس بما سيحدث شانها شأن العلوم التي تنذر بقدوم بركان.

وللإنذار بالمشكلات أهمية لا تقل عن عملية توجيه النشاط الاجتماعي التي تبناها علم النفس الاجتماعي حديثاً. والإنذار يعتمد على التنبؤ العلمي بأحداث العد، ومن هذا التنبؤ نشأ علم جديد اسمه علم المستقبل (Futuralogy).

ب- بناء المستقبل:

يؤكد كومت Comte 1798-1858)) الفيلسوف الفرنسي قدرة الإنسان على أن يغير أسلوب حياته وأن يوجه نشاطه ليعالج مشكلاته ويحقق أهدافه. وما زالت أهمية علم النفس الاجتماعي في بناء المستقبل عملية مستمرة من القرن الماضي إلى القرن العشرين.

ج- معالجة المشكلات الاقتصادية والسياسية:

إن شقاء الإنسانية يعود في أساسه إلى اختلاف النظم الاقتصادية والسياسية السائدة في العالم، فهناك عدم عدالة في توزيع الثروات، والعمل والجهد.

كما أن اختلاف النظم الاقتصادية والسياسية يعود إلى الجهل بطبائع الإنسان الاجتماعية. ومن الممكن أن يكون في مقدور علم النفس الاجتماعي من خلال أبحاثه المختلفة أن ينقذ العالم من المخاطر المتوقعة، وأن ينشئ الدعائم الأساسية لحياة اجتماعية أفضل. فالأزمات الاقتصادية والسياسية تنشأ من ضعف الثقة بين فرد وآخر، وبين جماعة وأخرى وأمة أخرى.. والثقة حالة نفسية يمكن لعلم النفس الاجتماعي أن يدرسها وأن يلم بعوامل قوتها وضعفها ونواحي توجيهها وإصلاحها. وبذلك تتضح أهمية علم النفس الاجتماعي في معالجة المشكلات الاقتصادية والسياسية.

د. معالجة مشكلة النقد وحرية الأسواق:

يرى بعض الباحثين( Brown، 1936)، أن أسباب شقاء المجتمع الراهن هو عدم ملاءمة النظام النقدي للتطورات الحديثة في الإنتاج والتوزيع، الأمر الذي أدى إلى ظهور مناطق مختلفة يهيمن عليها تعصب اقتصادي ضيق كمنطقة الدولار والجنيه الإسترليني. وتغالت الدول إلى إقامة الحدود المالية التي تفصلها عن جيرانها، وإقامة الحواجز الجمركية، وحالت بين التجارة وبين حرية أسواقها.

وتتضح أهمية علم النفس الاجتماعي في دراسته للسلوك الاقتصادي للأفراد والجماعات على أنه نوع من التفاعل الذي تحكمه ديناميات نفسية اجتماعية، تخضع بدورها للبحث العلمي، والتوجيه الهادف.

هـ- معالجة مشكلات العدوان والحرب:

إن من أهداف علم النفس الاجتماعي دراسة مظاهر التنشئة الاجتماعية، وما يلابسها من أسباب ومسببات وجنوح عدواني تؤدي إلى الحرب والهلاك، أما الاستواء على الطريق فهو يبشر بسلام وأمن وأمان.

كما أن مستقبل الحضارة الإنسانية في عصر كثر فيه التنازع وتقدمت فيه وسائل التخريب والدمار حتى أمست تهدد بفناء النوع الإنساني رهن بفهم تلك الظواهر فهماً علمياً دقيقاً، ورهن بتوجيهها توجيهاً متناسقاً لا اضطراب فيه ولا اختلال.

وهنا تبدو أهمية علم النفس الاجتماعي في بحث ودراسة السلوك العدواني الفردي والجماعي، والكشف عن العوامل التي تؤدي إلى ظهوره أو اختفائه تمهيداً للتحكم في نزواته، خاصة وأن السلام إنما يبدأ في عقول البشر قبل أن ينتشر بين الشعوب والدول المختلفة ويزدهر في ربوع الحياة.

الصفحات