كتاب " أسس علم النفس الاجتماعي " ، تأليف د. أحمد محمد الزعبي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب أسس علم النفس الاجتماعي
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أسس علم النفس الاجتماعي
تعاريف علم النفس الاجتماعي
Definitions Of Social Psychology
اهتم علماء النفس بدراسة التفاعل الذي يتم بين الفرد والآخرين، كما اهتموا بالعوامل المؤثرة في هذا التفاعل، ودرسوا العمليات النفسية المختلفة التي تحصل أثناء التفاعل، وما ينتج عنها من اكتساب الفرد للأساليب السلوكية والقيم والمعايير التي ترضى عنها الجماعات في نطاق الحياة الاجتماعية للمجتمع.
فعلم النفس الاجتماعي يدرس الأفراد في المواقف الاجتماعية والثقافية التي يتعرضون لها، وما ينتج عن ذلك من تأثير على تفكيرهم ومشاعره، وسلوكهم وتفاعلاتهم. ولهذا يقوم علم النفس الاجتماعي بالملاحظات ويجري التجارب واضعاً في اعتباره كلاً من الإطار الاجتماعي والفرد، ليفهم بصورة أفضل كيف يتفاعلان في المواقف الطبيعية. ومن هذا المنظور لم يجد المؤلف تعريفاً واحداً موحداً لعلم النفس الاجتماعي، بل تعددت التعريفات وتنوعت بتنوع وجهات النظر بين العلماء.
فقد عرف كرتش وكروتشفيلد Kretch & Grutchfield (1962) علم النفس الاجتماعي (بأنه ذلك العلم الذي يتناول بالدراسة سلوك الإنسان في الجماعة) أي يتناول كافة مظاهر سلوك الفرد ضمن الجماعة وفي المجتمع.
أما شريف وشريف Sherif And Sherif (1956) فيعرفانه بأنه (الدراسة العلمية لخبرة الفرد وسلوكه في علاقتهما بالمواقف الاجتماعية) والمواقف الاجتماعية هي تلك التي تتكون من الناس وعناصر الثقافة الاجتماعية والتقنية.
في حين أن هولاندر Hollander يعرّف علم النفس الاجتماعي (بأنه الدراسة العلمية لسلوك الإنسان في المجتمع).
ويرى سلامة عبد الغفار (1980، ص 16) أن علم النفس الاجتماعي (هو فرع من فروع علم النفس يهتم بالدراسة العلمية المنظمة للتفاعل الذي يحدث بين الفرد والآخرين أو ما يمثله الآخرون وما ينتج عن مثل هذا التفاعل).
ويعرّف بارون وبايرن Baron And Byrne 1981)) علم النفس الاجتماعي تعريفاً أقرب إلى الناحية العلمية فيذكران (بأنه العلم الذي يدرس الطريقة التي يتأثر أو يتحدد سلوك وشعور تفكير الفرد بسلوك أو خصائص الآخرين). أما العطية (1992، ص، 20) فتعرّف علم النفس الاجتماعي (بأنه العلم الذي يدرس السلوك الفردي كما يتشكل من خلال المواقف الاجتماعية والحضارية).
في حين أن عمر (1992، ص 28) يعرّف علم النفس الاجتماعي بأنه (العلم الذي يختص بدراسة سلوك الفرد في نطاق أي جماعة إليها على أسس التجريبية).
من هذه التعاريف نجد أن هناك تأكيداً واضحاً على سلوك الفرد متضمناً خبراته وتفكيره والمواقف الاجتماعية التي مر بها. وكذلك على المجال الاجتماعي الذي يتم فيه هذا السلوك، أي الموقف الاجتماعي وما يحتويه من أفراد وجماعات يؤثر الفرد فيها ويتأثر بها. ولهذا فإن دراسة سلوك الفرد ودراسة التفاعل بين الفرد والجماعة وما ينتج عنه من سلوك وقيم واتجاهات ومعايير وعادات هو ميدان علم النفس الاجتماعي.
يتضح من التعريفات الآنفة أنها وإن تفاوتت في الألفاظ، فإنها في واقع الحال لا تختلف من حيث السياق على أن سلوك الفرد بما ينطوي عليه من مقومات فطرية، لابد من أن يتأثر بما يكتسبه بالتعليم من معطيات ومؤثرات اجتماعية. ولهذا يعرف مؤلف هذا الكتاب علم النفس الاجتماعي بأنه ذلك الفرع من علم النفس الذي يهتم بالدراسة العلمية المنظمة لسلوك الفرد في الجماعة، وما يحدث بينهما من تفاعل في المواقف الاجتماعية والثقافية المختلفة.