أنت هنا

قراءة كتاب أسس علم النفس الاجتماعي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
أسس علم النفس الاجتماعي

أسس علم النفس الاجتماعي

كتاب " أسس علم النفس الاجتماعي " ، تأليف د. أحمد محمد الزعبي ، والذي صدر عن دار زهران عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
4.333335
Average: 4.3 (3 votes)
دار النشر: دار زهران
الصفحة رقم: 10

أما فيما يخص التنشئة الاجتماعية يقول ابن سينا (على والد الصبي أن يبعده عن مقابح الأفعال، ومعايب العادات بالترهيب والترغيب والتوبيخ فإن احتاج إلى الضرب فليكن). وهذا ما يؤكد دور الأسرة في عملية التنشئة الاجتماعية وخاصة الأب. وفي عصر النهضة يصف توماس هويز (1588-1679) الحياة البشرية في حالتها الطبيعية، وتمثلت آراؤه في علم النفس الاجتماعي في كل من دوافع الاجتماع وسلطة القائد. فهو يصف حياة الفرد خارج الجماعة بأنها انعزالية وأنانية ويلخص دوافع السلوك البشري في البحث عن المتعة والابتعاد عن الألم، وأن الكل في حرب ضد الكل، وأن الحاجة واستشعار القوة يجبران الفرد على أخذ ما يمكن أخذه من خيرات الأرض، فإذا لم يفلح بالقوة لجأ إلى المكر والخداع.

ويرى هويز أن المجتمع هو الذي يسيطر على هذه الدوافع ويوجهها للحفاظ على السلم والحياة الاجتماعية السليمة. والمجتمع حسب رأيه ليس طبيعياً، وإنما هو ضروري، ينشأ نتيجة للتعاقد الاجتماعي.

وقد ميز هويز بين ثلاثة أنواع من الحكومات، هي الحكومة الديمقراطية والحكومة الارستقراطية (الأوليجاركية) أو حكم الأقلية ثم الحكومة الفردية حيث يحكم الفرد المتميز في عقله وحكمته، وهذه الحكومة الأخيرة هي المفضلة لديه.

ويرى هوبز بأن الحاكم لابد أن يتمتع بسلطة مطلقة لا يحدها أحد ما دام الحاكم هو الدولة. فالحاكم حسب رأيه هو "الإله الأرضي" الذي يكفل للمجتمع عوامل الطمأنينة والعيش المستقر والسلام.

أما جان جاك روسو (1712-1778) فيرى في كتابه العقد الاجتماعي (1762) أن الإنسان خيّر بطبيعته طابعه العام نكران الذات، وأن الحضارة هي التي أفسدته، والإنسان خارج الجماعة ليس لديه من الأهواء والميول إلا بقدر محدود، وأن الطبيعة الطبية عند الإنسان تتطلب أيضاً ظروفاً اجتماعية خاصة لكي تنمو وتتطور.

واتخذ البحث في السلوك الاجتماعي للفرد وجهة بيئية، وذلك حين أعلن "منتسكيو" Mantesquieu مذهبه الذي يرجع السلوك الاجتماعي للفرد لأثر المناخ، وكان يعتقد أن المناخ الحار له أثر في انتشار الرق، والبارد لا يساعد على الرق. وحاول استناداً لهذا أن يفسر أنماط النظم السياسية، والطبقات الاجتماعية، والتقاليد والخلق. ولكن هذه الآراء تنطوي على قدر كبير من المغالطة، وتتعارض مع مظاهر الحياة الاجتماعية.

ويرجع الفضل في تطور علم النفس الاجتماعي إلى تشارلس دارون (Darwin (1809-1882 الذي أعلن في كتابه أصل الأنواع عام 1859م نظريته في النشوء والتطور، والتي دفعت بالكثيرين أمثال (جالتون) إلى دراسة العوامل الوراثية والاختلافات العقلية والنفسية بين الأفراد. وكذلك (مورجان) الذي يرى أن الحياة الاقتصادية تخضع هي الأخرى لقانون التطور، فقد تطورت من مرحلة الصيد إلى الرعي ثم إلى الزراعة. كما رأى هربرت سبنر (1897) أن السلوك الاجتماعي يتبع في تطوره خطوات خاصة تخضع لقوانين أساسية في تطورها، وأن دراسة السلوك الاجتماعي للفرد يجب أن تبدأ بدراسة النشأة الأولى لهذا السلوك.

الصفحات