كتاب " لقد خلق جميع البشر متساوون " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب لقد خلق جميع البشر متساوون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
العمل طوال العام دون أجازة أتاحت للجميع الحصول على شروط العلاج الطبي:
في يوم 27 أبريل (نيسان) عام 1979 حين أتممت مراسم وضع أساسات مستشفي "توكوشوكاي" في مدينة "تشيبا ساكى"قمت بإلقاء الكلمة التالية إن مبدأنا هو الوصول بهذا المجتمع إلى مجتمع لا يشعر معه المواطن بأي قلق من ناحية العلاج الطبي في أي زمان وأي مكان وتحت أية ظروف.
بل إننا نبذل لذلك قصارى جهدنا من أجل أن يحصل كل مواطن مهما كان مستواه على أفضل أشكال العلاج. في أي زمان وأي مكان وتحت أية ظروف" يعنى تغطية جميع المستويات من غنى أو فقير وفي أي مكان سواء كان في مدينة كبيرة أو في قرية صغيرة أو في جزيرة منعزلة أو في أية دولة متقدمة غنية أو دولة فقيرة أو نامية. إن مبدأ الرعاية الاجتماعية يكمن أساساً في عدالة الحصول على العلاج ومنها نصل إلى النقطة الرئيسية وهى مرحلة الطب الإسعافي أو طب الطوارئ. فبالنسبة لعلاج الأمراض المزمنة أو بالنسبة للطب الوقائي فيمكن للطبيب أن يقوم بذلك عندما يوجد عنده وقت. لكننا لا نستطيع أن نتشرف بأننا نقوم بتوفير الرعاية العلاجية في الوقت الذي نهمل فيه الرعاية الإسعافية للطوارئ التي لم تكن تحدث في أي وقت. والنظر إلى العلاج من وجهه نظر المريض وليس من وجهة نظر الطبيب المعالج يبدأ أولا من العلاج الإسعافي قبل أي شيء آخر. ومن أجل هذا فإن أقل شروط العلاج الطبي أن يكون متاحًا في أي يوم من أيام السنة وعلى مدى الأربعة والعشرين ساعة في اليوم، فأنا أعتقد أن الرعاية الطبية تبدأ أولاً من الطب الإسعافي، وثانياً من الرعاية الصحية للأمراض المزمنة وثالثاً من الطب الوقائي وأنني من أجل أن أصل إلى تطبيق واقع الشكل المثالي من إنهاء التجاوزات السلبية الموجودة في مجال الرعاية الصحية في اليابان كلها فقد أخذت القرار بحتمية إنشاء مستشفيات تتعامل مع المرضى من وجهه نظرهم بقدر الإمكان.
شعوري الجارف بالغضب والحزن يدفعني إلى إنشاء مثل تلك المستشفيات.
في عام 1973 وبعد افتتاح أول مستشفى من هذا النوع وهى مستشفى "توكودا" وفي خلال ست سنوات من ذلك التاريخ تم إنشاء خمسة مستشفيات، وفوق ذلك فحالياً نحن الآن نقوم بإنشاء ثلاثة مستشفيات أخرى وفي مناسبة افتتاح مستشفى "توكوشوكاي" في مدينة "تشيباساكى" فإنني أسعى جاهداً في سبيل ترسيخ مبدأ إنشاء مستشفيات من وجهه نظر المرضى أنفسهم في جميع أنحاء اليابان انطلاقاً من حزمة العاصمة وضواحيها تقوم بتطبيق مبدأ العلاج الطبي والرعاية الطبية الحقيقية. ولكن هناك أطباء يعارضون ذلك المبدأ لأسباب متعددة. إن المبادئ التي ننطلق على أساسها، وهى على سبيل المثال مثل "فتح أبواب المشافي على مصراعيها طوال السنة وكل يوم لمدة أربعة وعشرين ساعة دون إغلاق أبدا أو عدم قبول أية هدايا من المرضى مقابل تقديم الخدمات العلاجية لهم" هي مبادئ لا تتعدى كونها مسلمات يجب أن يتحلى بها الطبيب.
وإنني لا أقول سوى أننا نسعى إلى تحقيق تلك المسلمات والتي نشرناها في كل أنحاء القطر الياباني. إن ما يدفعني إلى هذا الحد من بذل الجهود في سبيل إنشاء مثل هذه المستشفيات هو شعوري بالحزن وبالغضب من الوضع السيئ الذي آلت إليه الرعاية الطبية في الوقت الحالي.
وأن محور غضبى وحزني يعود بجذوره إلى الظروف التي نشأت بها في جزيرة "توكونوشيما" مسقط رأسي. إنني حين أعود بالذاكرة إلى أيام طفولتي أشعر بالحرقة. فلو لم نكن نعيش في جزيرة "توكونوشيما" الصغيرة المنعزلة تلك لربما كان أخي الصغير على قيد الحياة حتى الآن. ولذاك فبالنسبة لي فإن "توكونوشيما" تمثل رمزا للمناطق المنتشرة في جميع ربوع اليابان التي تقل بها إمكانيات الرعاية الطبية الإسعافية مثل القرى والجزر المنعزلة وكذلك الدول النامية والفقيرة.
إنني دائما حين أتذكر جزيرة "توكونوشيما" فإنني أزيد إصراراً على بذل كل مجهوداتى من أجل هؤلاء الذين لا يتمتعون بالخدمات الصحية اللازمة لهم.
ومن أجل هذا فقد بذلت جهوداً مستميتة حتى الآن. والحياة نعيشها مرة واحدة فقط، وكل منا سيموت يوماً ما لا محالة. وأنا الذي أعمل طبيباً أنشر دائما الرعاية الطبية الحقيقية وأشعر بأنه واجب عليّ ألا أدخر وسعاً في سبيل تحقيق ذلك. ولذلك فحتى ولو شعرت بقدر ضئيل بأنني قصرت في جزء ما من واجبي فإن ذلك يدفعني إلى الإحساس بأنني أهدرت حياتي هباء وبأنني إذا كنت سأموت فسوف أموت ـ ناقص عمرـ. إن أقصى ما فعلته هو إنشاء ثمانية مستشفيات فقط، وأن الفكر الذي أملكه أنا وزملائي والذي يدفعنا إلى الاجتهاد في بناء المستشفيات التي تنفذ الرعاية الطبية الحقيقية لن يثمر أبداً إذا اقتصر على أنا وحدي وعلى مجموعة "توكوشوكاي" التي تتبنى هذا الفكر. ومن أجل هذا فإننا في حاجة شديدة إلى مشاركين آخرين حتى ولو كانوا قليلين. ولهذا فإنني أود أن أرسل ندائي إلى كل الناس وأقول: "فليفكر كل واحد منكم في وضع الرعاية الطبية للمنطقة التي يعيش بها ويسأل نفسه عما إذا كان راضياً عنها أم لا، ثم أدعو هؤلاء الناس للاجتهاد وتضافر الجهود من أجل تحسين مستوى تلك الرعاية الطبية". إنني أنادى الجميع بالتعاون مع مجموعة توكوشوكاي من أجل تحسين مستوى الرعاية الطبية. نسعى جميعاً. لإقامة حملة كبيرة لإرساء قواعد مجتمع كبير يجعل الرعاية الطبية في متناول يد كل مواطن في البلد؟