كتاب " لقد خلق جميع البشر متساوون " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب لقد خلق جميع البشر متساوون
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أبي الوحيد الذي يراهن من أجلي في مصارعة الديكة
هناك حادثتان عالقتان بذهني مما تأثرت به بشدة عن شخصية أبي المقدامة والجسورة.
الأولى: هي قصة ذات صلة بمصارعة الديكة التي ازدهرت في جزيرتنا "توكونوشيما" مع مصارعة الثيران.
فعندما كنت صبياً، كانت مصارعة الديكة شيقة جداً كنت آمل بشدة في أن أملك ديكًا مقاتلا. ولكنني لم يكن لدي المال كي أتمكن من شراء ديكاً قوياً يستطيع الفوز في المصارعة.
وقد انتبه أبي إلى ما كنت أتمناه، فذهب لحلبة مصارعة الديكة، وأثناء المصارعة كُسر منقار ديك، فاشتراه لي أبي بسعر زهيد وأعطاني إياه قبل أن يُعدم مباشرة.
أكاد أموت من السعادة، لأنني الآن أملك ذلك الديك الذي لطالما تمنيته. ولكن الناس كانوا يضحكون عندما يرون أن منقار ديكي مكسور، لكن ذلك لم يغير شعوري تجاهه.
فقد كنت أعتني به بكل اهتمام وشعوري دائماً كان "انظروا إليه كيف سيكون".
فهو ليس كالسحلية التي إذا فقدت ذيلاً ينمو لها آخر، فإن منقاره إذا كسر لن ينمو من جديد. ولكن مع مرور الوقت تغير شكله وأصبح له ما يشبه المنقار، وعندما كانت تسنح الفرصة، كنت أجعل ديكي يتقاتل مع الديكه الآخرين، كي أعزز قدرته القتالية.
كان ذلك الديك صغير البنية، لكنه كان في الماضي بطلاً ولو تكون له منقار، لكان كافياً لإظهار قوته. وبعد عام أخرجت ديكي في نزال حقيقي.
ولكن لم يكن هناك من يراهن على ديكي. فالذي كنت أواجهه ديكاً كبير البنية وبطل معروف، لذلك كان كل المشجعين يراهنون عليه فقط، ولم يراهن أحد على ديكى الصغير البنية والذي ليس له منقار. وفي حالة إن لم يكن هناك من يراهن عليه فسوف يتم إلغاء المباراة. ولكن شخصًا واحدًا فقط دون الجميع هو الذي راهن عليه، ذلك الشخص هو أبى.
لقد كانت مجازفة كبيرة، لكن ربما كان يريد أن يمنحني فرصة كي أثبت نفسي لقد سألني وهو قلق بشأني،"هل أنت واثق من الفوز"؟
وأجبت بوجه متخشب بما يفيد الموافقة وذلك بإيماء رأسي إلى أعلى وأسفل دون كلام. مدة المباراة ستون دقيقة، ضربة واحدة قد تجعلنا نفوز أو نخسر.
ديكى كان صغيرًا حتى أنه لم يصل إلا إلى رقبة الديك المنافس، فانقض على الجزء الضعيف في رقبة الديك المنافس وأمسك بكل قوة ولم يتركها وبعد مرور 27 دقيقة فقط استطاع ديكى أن يطرح الديك الآخر أرضاً. وقد عرفت من ذلك أن الذي حدد نتيجة المباراة، ليس الجسم الكبير أو المنقار الحاد، ولكن الجراءة وروح القتال.
سألني أبي الذي كان يخاطر من أجل ولده هل وعيت ما حدث؟ فجعلني هذا أبجله أكثر وجعلني أشعر بما لا يمكن وصفه.