أنت هنا

قراءة كتاب تأملت فتعلمت فحمدت

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تأملت فتعلمت فحمدت

تأملت فتعلمت فحمدت

في هذا الكتاب دروس وعبر، يرى فيها القارئ خطوات مدروسة تتبعها الكاتب، استطاع بها أن يتخطّى مخاوفه من مرض عضال ألمّ به، وأن يُبعدَ عنه أتون الأدوية الفتاكة، التي أدرك المهندس كمال أنها تُعالج مكامن، وتُمرض مكامن أخرى.

تقييمك:
3
Average: 3 (1 vote)
المؤلف:
دار النشر: منشورات ضفاف
الصفحة رقم: 4

فما الحل؟

الحل يا أخي هو ألا تفكر في تغيير الناس لا بالحسنى ولا بالقوة ، لأنك لا تستطيع أن تغيرهم. عليك أن تغيّر نفسك أولاً. نعم، إبدأ بنفسك، ولا تبال بما يقوله الناس من حولك. إبدأ بمراجعة تاريخ البشرية من خلال الكتب والشرائع السماوية والتاريخ البشري، وتوقف عندها. إبدأ بصقل نفسك من خلال قراءتك، وانس ما تربيت عليه، خذ منه السمين فقط واترك الغث.
من البديهي أننا نحب ونجل الوالدين والذين ربونا وتعبوا لنصبح كباراً، ولكن هذا لا يعني أنهم لا يخطئون أحياناً في تربيتنا، كل بقدر علمه وقناعاته. ومن الخطأ أحياناً أن نعيش حياتنا بالضبط كما قيل لنا، فماذا يكون دوري كإنسان؟ فقط الأكل والنوم والعمل؟ أعيش القشور وليس الذات الداخلية، لا أعرف حقيقة نفسي، ولا أُفعّل طاقاتي الخلاقة، وأعبر الدنيا كرقم في قائمة لامتناهية من الأرقام. كيف ألاقي خالقي عندما يقدّر لي أن ألقاه، وأنا لم أستخدم عقلي الذي وهبني إياه وميزني به عن باقي المخلوقات، فلم أحفظ الأمانة، وسرت به على ذات النهج الخاطئ الذي سار عليه من قبلي من الضالين، فكيف وأين ومتى الخلاص؟
العقل يا أخي الإنسان هو كنـزك الأبدي لا يضاهيه أي من كنوز الدنيا وقشورها، فلماذا يحاربون كل إنسان يستعمل عقله؟ هل لأنه سيفضح أعمالهم الشنيعة؟ من هنا أقول لك يا عزيزي الإنسان بأن تبدأ بنفسك ولا تبالِ بالوقت، لأن رسالة الإنسان بدأت منذ الأزل، لا تقتصر على حياتك ولا حياة شخص بعينه، فابدأ بنفسك، وافعل ولو القليل، وسيأتي من يكمل الفعل بعدك، ربما يكون ابنك أو حفيدك، أو آخرين لا تعرفهم وليسوا من نُسلك، ليكملوا مسيرة التطور الذاتي للارتقاء بالحياة الإنسانية الخلاقة، المفعمة بالتسامح والمحبة والتفاني، والإخلاص لشرع مبدع هذا العقل والكون سبحانه وتعالى. كيف تريدون منا أن نصدق ما تدّعون ونحن أبعد ما نكون عن الجوهر، نتشبث بالقشور ونهوي إلى أسفل السافلين.
لقد خلقنا الله فأحسن خلقنا، ووضع فينا أفضل وأرقى وأجمل الصفات، وبعث لنا أنبياءه الذين علّمونا المحبة والتسامح والعطاء، فكيف نكتشف كل هذا؟ كيف نصاب بالأمراض؟ كيف نتصرف مع الآخرين؟ ومع أنفسنا؟ أسئلة نجهلها ولا نشعر بها لأننا نعيش في عالم تغلفه القشور المادية، وأغلقنا عقولنا إلا عن قشور الدنيا التي تحيط بنا من كل حدب وصوب، بل ونعيشها أينما كنا.. في البيت.. والمدرسة.. والعمل.. والمجتمع ككل.
لو أدركنا بكل صدق وإيمان كم لدينا من طاقات وضعها الله فينا، لعرفنا كم نحن أغنياء ومميزون عن باقي المخلوقات، ولرحلت عنا الأمراض النفسية والجسدية، ولشعرنا بالسلام الداخلي والسعادة اللامتناهية ودفء المحبة. فكل ما هو مطلوب منك هو أن تتصالح مع نفسك، وتصادقها، وتحاورها، بل وتتعود على حوارها بصدق وصفاء. يمكنك أن تفعل ذلك بالصلاة، والتأمل، والتنفس العميق، لتكتشف النفس البشرية الخلاقة، النـزّاعة للخير، والمعطاءة للمحبة. عليك أن تحس بأنك في عالم آخر، عالم يملؤه النور والصدق والمحبة، وأنك تصلي للواحد الأحد بكل خشوع وقدسية متناهية. اُشعُر بأنك تمتلك الفرح والغبطة، ولتشعُر بعد الصلاة بأنك اغتسلت من الداخل بمياه عذبة شافية، وبأنها سرت في كل عروقك وخلايا جسدك، لتشعر بأنك تحلّقُ في عالم من الفرح والسعادة بعد الانتهاء من صلاتك، لأنك وقفت بين يدي الخالق العظيم بكل محبة وإجلال لتسأله السعادة والهناء، ولتنعم بنور المحبة والضياء.
أحبتي، لو كل واحد منا عمل بالحد الأدنى من أخلاق وتعاليم ووصايا المرجع الديني الذي يتبع له، أو الطائفة التي ينتمي إليها، لأصبحنا كلنا بألف خير، ولساد السلام والمحبة في تعاملنا مع أنفسنا ومع الآخرين. اقرأ الكتاب المقدس الذي هو مرجع طائفتك لتتفحص الكلمات والمعاني التي ترشدك للنظام الكوني، وما هو دورك في الحياة، وما لك وما عليك. سجل كل مقطع أو إرشاد أو تنبيه أو معلومة في كتيب خاص بك، وتصفحه في أوقات أخرى ليرسخ في ذاكرتك، وسيكون لك عوناً في يومياتك، وفي عملك. إن حياتنا بحاجة دائماً إلى مرجع وليس هناك من مرجع يضاهي كلام الله سبحانه وتعالى في الكتب المقدسة. وما من طائفة في الدنيا تدعو إلى غير الحق والسلام والمحبة، وكلها نـزلت من السماء إلينا لتساعدنا وتخفف عنا المتاعب النفسية والجسدية، وتضبط النفس الأمارة بالسوء، ولكي تزرع فينا السلام الداخلي، لأنه هو فقط الذي يحمينا من كل الأمراض ويبعد عنا السلوك السلبـي والعمل الباطل.
إن أشد ما يثقل كاهل الإنسان لهو المرض النفسي والجسدي، فلا المال ولا التكنولوجيا تستطيع أن تمنحك الشفاء الكامل والسليم، وإنما السلام الداخلي هو المحفز الوحيد والضامن الأكيد والحامي الأمثل والحارس الأمين من كل السلبيات التي تحيط بنا مهما كان مصدرها، ومن الإنسان أو الطبيعة أو الغذاء، وهذه العناصر الثلاثة تبدأ بالإنسان.

الصفحات