في هذا الكتاب دروس وعبر، يرى فيها القارئ خطوات مدروسة تتبعها الكاتب، استطاع بها أن يتخطّى مخاوفه من مرض عضال ألمّ به، وأن يُبعدَ عنه أتون الأدوية الفتاكة، التي أدرك المهندس كمال أنها تُعالج مكامن، وتُمرض مكامن أخرى.
أنت هنا
قراءة كتاب تأملت فتعلمت فحمدت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
التنفس السليم والتأمل
لقد تكلمنا عن مشاكل الإنسان والسلام الداخلي عن طريق الإيمان والإخلاص لتعاليم الكتب السماوية. والآن سنتكلم عن موضوع آخر يشعرنا بالطمأنينة والسلام الداخلي ألا وهو التنفس السليم والتأمل.
يقول الله في كتابه العزيز "وفي أنفسكم أفلا تُبصرون" صدق الله العظيم (الآية 21 من سورة الذاريات). إن الإنسان هو أحسن وأرقى المخلوقات على وجه الأرض، وقد ميّزه الله تعالى بطاقات كثيرة وقدرات هائلة، لو استطاع أن يستعملها لتمكن من تحقيق السعادة بعيداً عن الأمراض والسلبيات. إن أكثر ما يضعف قدرات الإنسان هو حجم الضغوط التي يواجهها في حياته، ولا يخفى علينا أن الحياة العصرية مليئة بالضغوطات التي تثقل كاهل الإنسان وإن كثرت حوله سبل الراحة والترفيه، إذ ليس شرطاً أن تكون الضغوط سلبية، بل حتى الإيجابية منها، حتى المُتع الذاتية هي بمثابة ضغوط تؤثر على الجهاز العصبـي للإنسان، ونستطيع تشبيه العملية بالمثال التالي:
إذا تخيلنا أن دماغ الإنسان هو عبارة عن كأس فوقها صنبور مياه تخرج منه المياه قطرة تلو الأخرى، فلا بد أن يمتلئ هذا الكأس (ونشبه المياه بالضغوط التي تتراكم). فإذا امتلأ الكأس تماماً وبدأ الماء يفيض، فإن هذا الفيضان سوف يسيل إلى كل أرجاء الجهاز العصبـي للإنسان، وبالتالي إلى كل عضو من أعضائه، لذلك فلا بد من تفريغ هذا الكأس بين الحين والآخر حتى نتمكن من استيعاب المزيد من الضغوطات التي من المستحيل إيقافها، بل لا بد من تحملها والتأقلم معها. ولكن كيف يمكن تفريغ الكأس؟ أو بمعنى آخر، كيف يمكن الحد من التأثيرات السلبية للضغوط الحياتية؟
اترك المهدئات والجأ إلى التأمل والاسترخاء
يختزن الإنسان طاقات رهيبة، إلا أنه للأسف ومع تقدم الزمن والمدنية أصبحنا ننظر إلى المظاهر والقشور ونسينا الجوهر والأساس.
يعيش الإنسان في حياة مليئة بالضغوطات والأعباء، ويقال بأن 75% من الأمراض التي تصيب الإنسان سببها الضغوط، وذلك حسبما أثبته العلم والدراسات. وقد يلجأ الإنسان إلى المهدئات للهرب من هذه الضغوطات، وهو إن استسلم لها فلا بد وأنها ستفتك بأجهزته وأعضائه. فيما يلجأ آخرون لما هو أكثر ضرراً كالمخدرات أو المسكرات، رغبة في الهروب بطريقة أو بأخرى.. لكن.. هناك ما هو أفضل من كل ذلك لحماية الإنسان ووقايته، ألا وهو جلسات الاسترخاء والتأمل أو ما يسمى باللغة الإنجليزية ""Meditation. تلك الجلسات هي أقل تكلفة وليس لها أي أعراض جانبية. وما على الإنسان سوى أن يلجأ إليها بمعدل ربع ساعة يومياً حيث يقوم خلالها "بمجهود دون مجهود" "Effortless Effort". تلك الجلسات هي بمثابة الملعقة التي تغرف فيها جزءاً من الماء (الضغوط) الفائضة في الكأس (الدماغ).
ربع ساعة كافية لإراحتك
لا يوجد إنسان لا يعاني من الضغوطات اليومية، وجلسات التأمل والاسترخاء معروفة علمياً، إذ تعطي الدماغ شيئاً من الراحة وبالتالي يصبح قادراً على التفكير والشعور بالواقع من أجل تفهمه بهدوء والوصول بأي مشكلة إلى مسار الحل.
أتمنى أن يتعلم كل إنسان الاسترخاء سواء كانت لديه مشاكل أم لا. لذلك فأنا أنصح كل الناس بممارسة هذه الجلسات لربع ساعة فقط يومياً.