في هذا الكتاب دروس وعبر، يرى فيها القارئ خطوات مدروسة تتبعها الكاتب، استطاع بها أن يتخطّى مخاوفه من مرض عضال ألمّ به، وأن يُبعدَ عنه أتون الأدوية الفتاكة، التي أدرك المهندس كمال أنها تُعالج مكامن، وتُمرض مكامن أخرى.
أنت هنا
قراءة كتاب تأملت فتعلمت فحمدت
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الطبيعة والتوازن
للطبيعة أثر كبير في حياتنا، حيث نشعر بالنشاط في النهار، لأن الطاقة والنور يحركان خلايانا للقيام بالأعمال التي نريدها، وفي الليل تنخفض الطاقة لترتاح الخلايا ونُشحن مرة ثانية لمواجهة اليوم التالي، وهكذا هي دورة الحياة والتوازن، وعندما لا نحترم هذا التوازن، فإن النتيجة تأتي بعكس الأماني.
كذلك الأمر بالنسبة للتوازن الغذائي، يجب أن يكون غذاؤنا متوازناً ايضاً، حيث أن الطبيعة، وبكل ذكاء خلاّق، سخرت لنا كل المكونات الضرورية لجعل الإنسان في صحة دائمة بعيدة عن الأمراض النفسية والجسدية، فإذا تناسينا هذا التوازن، سنجد الأمراض تفتك بنا، وهو ما نراه بكل أسف في أيامنا هذه، حيث استبدلنا المكونات الطبيعة بمركبات اصطناعية، وأصبح غذاؤنا أكثر ذكاء من حيث الطعم والصنعة، ولكنه أقل قيمة وأكثر سقماً من حيث المردود. والرجوع إلى الطبيعة ليس أمراً هيناً، ولكن إذا قارنا الطعم والمردود، سنرى أن النتيجة هي الصحة والعافية. فليكن شعارنا الرجوع إلى الطبيعة، وصدقني يا أخي بأن الرجوع إلى الطبيعة والتوازن هو عادة قد تجدها في البداية صعبة ولكنك ستشعر بها وبنتائجها سريعاً. حسب خبرتي الشخصية، فكل حركة نقوم بها تصبح عادة، وكثيرّ من العادات توارثناها عن أهلنا ومحيطنا وليس لنا فيها أي خيار. ألا تستحق حياتنا وصحتنا وسعادتنا أن نبدأ بعادات أكثر توازناً، حتى وإن كانت على حساب غضب الآخرين؟
لقد بدأت أنا شخصياً باختبارات كثيرة، واستطعت أن أغيّر من العادات التي اكتسبتها، فيما حافظت على العادات المتوازنة بل وحسنتها، ومازلت أحاول، لأن هذا هو دوري كإنسان، أن أبحث عن الحقيقة وأنشد التوازن، وهو إجراء ليس بالسهل، لأنك ستصطدم بالناس الذين هم حولك أولاً، وبمحيطك ثانياً، لكني فضّلتُ المرآة التي تصور حقيقتي على طبيعتها.


