كتاب " الجامعة اللبنانية - ثمرة نضال الطلاب والأساتذة " ، تأليف إميل شاهين ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب الجامعة اللبنانية - ثمرة نضال الطلاب والأساتذة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

الجامعة اللبنانية - ثمرة نضال الطلاب والأساتذة
أزمة الجامعة اللبنانية من أزمة النظام اللبناني: هكذا هو تاريخ الجامعة اللبنانية من أزمة إلى أزمة. لقد ولدت (فرضت) نواتها الأولى دار المعلمين العليا في ظل أزمة فساد الحكم في العهد الاستقلالي الأول، واستمرت على الرغم من الشمع الأحمر في العهد الثاني القمعي. وانتعشت في ظل العهد الثالث الإصلاحي وفي الستينيات والنصف الأول من سبعينيات القرن المنصرم تقدمت مع تقدم الحركة التقدمية طلابياً وشعبياً. وتفرعت مع تقسم البلد في الحرب الأهلية وتشرذمت مع تشرذم أهل الحكم بعد الطائف.
انطلاقاً من هذا الترابط بين وضع البلد ووضع الجامعة اللبنانية، رأينا ضرورة معرفة الجذور التاريخية لأزمته، وكيف ولدت الجامعة اللبنانية بفعل نضال طلابه وقواه التقدمية. لذلك خصصنا الكتاب الأول عن تكوين لبنان الحديث من المسألة الشرقية حتى مشروع الشرق الأوسط الجديد. والكتاب الثاني منه عن كيفية نشوء الجامعة اللبنانية، وكيف تثبتت وتعززت وتوسعت ضمن صراع عام ودائم بين لبنانين: لبنان الحكم القائم على تحالف بقايا الإقطاع وقادة الطوائف وكبار الرأسماليين والعائلات التجارية، وبين لبنان الفئات الشعبية المطالبة بحقها في العلم والتقدم والرقي، وهذا التخصيص التقسيم، جاء بناء على رأي الأصدقاء من أساتذة التاريخ والمختصين، أخص بالذكر منهم الدكتور عصام خليفة، فله ولهم كل الشكر والامتنان. والشكر الخاص للدكتور جورج طعمه، الطالب في الجامعة اللبنانية والأستاذ فيها ورئيسها، على جمعه وتوثيقه نضالات الطلاب والأساتذة في كتابه المرجع (الجامعة اللبنانية في سنواتها الأولى).
الفصل الأول
العملية التربوية قبل الاستقلال
قديماً كان التعليم في الغالب يتم في الجامع أو الكنيسة. وكان يقتصر على تدريس التعاليم الدينية. ولم يكن المعلمون يتقاضون الأجر ، بل إنّ عملهم خدمة (لوجه الله) وإرضاءً للضمير وراحة البال. ومع تقدم الزمن، وتقدم الحياة من المجتمع الزراعي إلى المجتمع الصناعي - التجاري، أصبح للتعليم مهمة أوسع من خدمة الدين، إلى خدمة حاجات الدنيا، إذ أصبح التعليم مهنة وصنعة ووظيفة، ومكانة مرموقة، ومورداً ورزقاً. كما أن المدرسة أصبحت مستقلة عن الجامع والكنيسة. ولمرافقة هذا التطور يجدر بنا التوقف السريع عند العملية التربوية في العهد العثماني ومن ثم في عهد الانتداب الفرنسي.