أنت هنا

قراءة كتاب حياة على المتراس

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حياة على المتراس

حياة على المتراس

كتاب " حياة على المتراس " ، تأليف أرتين مادويان ترجمه إلى العربية أرادشيس قيومجيان ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2011 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 7

1904 ـ 1922

ولدتُ في 10 نيسان من العام 1904. محافظة كيليكية، منطقة أضنة، في بقعة كان اسمها غانفصاف زاده (وهي اليوم سوجو زادي).

اسم عائلتي مارديروس، وكان والدي قد اتخذ من صناعة الأحذية حرفة له، ثم اشتغل في زراعة الكرمة وفي حفر آبار المياه، ثم أصبح عامل بناء وبعدها حمّالاً في توزيع القطن لفرزه في المنازل. وهذا كله حتى الخامسة والعشرين من عمره (1). وكان يعيش في منزل والده دون أن يشارك في مصروف العائلة، بل يحتفظ بدخله لنفسه، الأمر الذي ساعده لاحقاً على إنشاء محل لصناعة الأحذية، مع أحد أرباب هذه المهنة ممّن يفتقر إلى المال. وما هي إلّا فترة قصيرة حتى تعلّم أبي أسرار المهنة، بمساعدة شريكه.

غير أنّ هذه الشراكة لم تدم طويلاً. فقد افترق أبي عن شريكه وفتح محلاً خاصاً به بمساعدة خالي ستيبان توتنجيان وعنايته، الذي كان يملك محلاً للأحذية ويتمتع بمكانة رفيعة في السوق.

برع والدي في مهنته مبتعداً عن الأسلوب التقليدي في صناعة الأحذية، وابتكر أسلوباً جديداً حتى اشتهر وذاع صيته. وبعد العام 1910 أصبح لديه عامل أو عاملان، أما في فترة الأعياد فكان العدد يزداد. وكانت عائلتنا على حظّ وافر من اليُسر. وعلى ما يرويه جدي فإن أسلافه قد وفِدوا من ديار بكر (يكراناكرت) قبل مئة وخمسين سنة، وحلّوا في أضنة حيث زاولوا الأعمال الزراعية وظلّوا على اتصال بأقاربهم في يكراناكرت المعروفين بإنتاج الحرير، وذلك حتى العام 1914.

كان والد جدّي، مارديروس، ملقباً بـ «خالو مادو»، ومن هنا أتى اسم عائلتنا «مادويان».

حـيُّنــا

كانت عائلتنا تسكن في حي شعبي ضمن مجموعة من السكان الأرمن والأشوريين والأتراك. وفي آخر الشارع كان سوق الخضار حيث كان يعيش العرب العلويون الذين عرفوا بالفلاحين، وكانت العلاقة بين المقيمين في شارعنا والعرب العلويين علاقة صداقة حتى 14 نيسان عام 1909، حين بدأت المجازر الجماعية ضد الأرمن والأشوريين.

كان تسعون بالمئة من السكان الأرمن والأشوريين يعملون في المعامل والمزارع وفي المهن الصغيرة. وكانت أكثرية السكان تنتقل في الصيف للعمل في حقول القطن حيث أقيمت لهم أكواخ خاصة يعملون من طلوع الشمس حتى الغسق في جمع القطن، أما حصتهم فعُشر ما يجمعون، وكان ممثل صاحب الأرض يُنقص عليهم بعض الوزن، وهو إلى ذلك، يبتاع حصتهم بثمنٍ متدنٍ.

أما عمال المصانع وعاملاتها فكان شغلهم على مقربة من الحيّ في معامل كوكيناكي ذوطوس ولوغوقيت بامبوكيان وشركائه، وهي معامل تتولى تنقية القطن، وكان ثمة فروع أخرى تُعنى بطحن الحبوب وإنتاج الثلج.

وكانت حياة العاملين والعاملات في غاية الصعوبة، فظروف العمل لم تكن صحيّة والرواتب منخفضة ولا توجد مساعدات مرضيّة ولا ضمانات ضد الحوادث والبطالة والشيخوخة، كما درج أصحاب المعامل على إهانة الشغيلة ولا سيما العاملات. وكل ذلك في غياب أيّ شكل من أشكال التنظيم النقابي والعمالي.

الصفحات