كتاب " نيتشه وجذورها ما بعد الحداثة " ، تأليف د. أحمد عبد الحليم عطية ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2010 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب نيتشه وجذورها ما بعد الحداثة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نيتشه وجذورها ما بعد الحداثة
(2)
لم تتوقف الكتابات عن نيتشه منذ بدأت مجلة (الجامعة) التعريف بفلسفته وأول كتاب صدر بالعربية أثناء الحرب العالمية الأولى في مصر والذي قدمه مرقس فرج بشارة (1892 ـ 1964) وهو والد الكاتب المسرحي الفريد فرج والصحفي نبيل فرج. وصدر هذا العمل عن مطبعة السلام شارع مولاي محمد بالإسكندرية وأعيد نشره في (مجلة «إبداع» العدد 9 عام 2001) وهو يقع في 28 صفحة من القطع المتوسط. وأهميته تكمن في كونه أول كتاب يصدر بالعربية عن نيتشه كما أنه يعيد الاعتبار للفيلسوف الألماني ضد الاتهامات التي اتهم بها «وقد رمي الرجل فيما رمي بالعدمية وحب الذات واحتقار الأديان. على أن القارىء المثبت لا يرى شيئاً من ذلك في كتاباته مطلقاً. ولكن تطرفه في الكتابة الناشىء عن أمراضه التي لازمته طوال حياته أعمى خلال النظر عن حبه للحرية المطلقة غير المقيدة بقانون، وعن احترامه للأديان وإقراره ـــــ وهو ملحد ـ بأنها تملأ المتدين سعادة وقناعة وأملاً» (9).
يعرض المؤلف حياة ونشأة الفيلسوف ثم فلسفته، التي تتجه الى غرض واحد هو ترقية النوع الإنساني. فهو يقول صريحاً: «كل شيء يساعد على ترقية الإنسان هو عندي صواب. وكل شيء يقف بالنوع الإنساني عند حد أو يرجع به القهقري عماية وضلال» موضحاً موقف نيتشه من المسيحية ومن الشفقة، ورأيه في حاضر الأدب ومستقبله. ويتوقف عند رأيه في المرأة وفي الألمان ثم مختارات من أقواله، والتعريب لكتابه «هكذا تكلم زرادشت» ، إلا أن ما يلفت النظر الى هذه الكتابات المختلفة هو تناولها لحياة نيتشه ومؤلفاته وجنونه والمرأة في حياته والموضوع الذي يجذب الانتباه في فلسفته هو الإنسان الأعلى (السوبر مان). الملاحظة الثانية أن معظم هذه الكتابات هي نقل لآراء مؤلفين فرنسيين أو تلخيص لمؤلفات أوروبية عن نيتشه، وذلك على الوجه التالي:
(3)
تناول إدوار منسي علاقة نيتشه بالموسيقار فاغنر في دراسة نشرت على حلقتين في مجلة «الثقافة» بعنوان «بين نيتشه وفجنر» (10) وعلاقته بلوسالومي دراسة بنفس المجلة «امرأة في حياة نيتشه» كذلك كتب في «الهلال» بإمضاء أ. م «غرام الفيلسوف نيتشه» (11) وتناولت مجلة «المقتطف» عرض فلسفته بالمجلد 46 كانون الثاني/يناير 1915 «الفيلسوف نيتشه» دون توقيع (12) وعرض حبيب جاماتي «جنون نيتشه» بمجلة «الهلال» (13) وإبراهيم يوسف «أثر نيتشه» بالمقتطف (14) وترجم محمد فهمي «أغنية الليل» من «هكذا تكلم زرادشت» «بالمقتطف» (15) وقد خصص سلامة موس عدة دراسات عنه توضح الاهتمام الكبير به هي: «نيتشه وابن الإنسان» «بالمقتطف» المجلد 34 في 1909 (16). و «مقدمة السوبرمان». دار مطابع المستقبل طبعة 1910 ويقدم سلامة موسى كتابه بعبارة نيتشه «الإنسان جسر تخطو عليه الطبيعة من الحيوان للسوبرمان». ويبدأ ببيان الروح الجديدة في الآداب الأوروبية متوقفاً عند نظرية التطور ثم يخصص الفقرة الرابعة للحديث عن نيتشه والمسيحية. وهو يناقش فكرة الأقوى وفكرة الأنانية ويميز بين أنانية الفرد وأنانية الجماعة. ويرى مقابل نيتشه «أن علينا أن نضع أحياناً مصلحة الجماعة فوق مصلحة الفرد. فننال غرضاً من الرقي بدون أن نقهر في نفوسنا عواطف الرحمة والتعاون والبر» (17). كما كتب عنه تحت عنوان «نيتشه فتنة الشباب» في كتابه «هؤلاء علموني» . وعرض أحمد أمين «السوبرمان أو الإنسان الكامل» في حلقتين بمجلة «الثقافة» نقلاً عن (P.D.Ouspemk) (18). كما كتب عبد الحميد سالم عدة دراسات حول نيتشه هي «لما قرأت الفيلسوف نيتشه؟» للناقد الفرنسي إميل فاجيه في عدة أعداد بمجلة «العصور» أعوام 1928، 1929(19). كما عرض «فلسفة نيتشه عن هنري ليختبنبرجيه» الأستاذ بالسوربون (العصور) نيسان/إبريل 1929 (20).