قراءة كتاب ليندا مطر - محطات من سيرة حياتي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ليندا مطر - محطات من سيرة حياتي

ليندا مطر - محطات من سيرة حياتي

كتاب " ليندا مطر - محطات من سيرة حياتي " ، تأليف ليندا مطر ، والذي صدر عن دار الفارابي للنشر والتوزيع عام 2013 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

2 ـ المدرسة

انتقلت العائلة من بيروت إلى الشياح ثم إلى عين الرمانة بعد أن أمَّن لنا أهلي بيتاً متواضعاً خاصاً. ولأنه لم يكن بالإمكان الذهاب إلى مدرسة العازارية سجلتني والدتي أولاً في مدرسة خاصة، وبعدها أدخلتني في مدرسة الناصرة (القسم الخارجي المجاني).

كنت أذهب مشياً على الأقدام برفقة إحدى بنات الجيران التي كانت تكبرني بست سنوات. تابعت الدراسة في المدرسة المذكورة لمدة خمس سنوات، كانت كلها سنوات مثمرةً حيث كنت أتبادل مع صديقتي ناديا (هي اليوم راهبة في دير الناصرة) المرتبتين الأولى والثانية.

أحداث كثيرة سجلتها ذاكرتي في تلك السنوات، وتساؤلات لم يكن بالإمكان الإجابة عنها.

سنوات الدراسة كانت مفرحة رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التي كانت تعانيها عائلتي. الراهبات والمعلمات، وبالتحديد mère Chehab المسؤولة الأولى عن هذا «الجناح الناصري المجاني»، ربطتني بهن صداقة لا مصلحة خاصة فيها. جميعنا كنا نحب كثيراً mère Chehab فكانت تنقل إلينا معلوماتها العلمية بشكل سريع حيث كان يتوجب على التلميذة، إذا كانت تريد النجاح، أن تواكبها أيضاً بشكل سريع.

آخر مرة جلست على مقعد الدراسة أستمع إلى mère Chehab كان لي من العمر 12 سنة، وكنت بمستوى أعلى من المرحلة المتوسطة.. جيد جداً في كل المواد ما عدا اللغة العربية التي لم تكن أساسية خصوصاً في المدارس التابعة للفرنسيين في تلك الأيام.

بعض زميلاتي انتقلن إلى مدارس أخرى، وأنا انتقلت بدوري إلى معمل للكلسات ومن ثمّ إلى معمل للحرير. لكني قررت أن أتابع تعليمي في إحدى المدارس الليلية التي كانت منتشرة في حينه، فقد التحق بها الكثير من الشبان والشابات الذين كان عليهم العمل أثناء النهار.

إن أية تلميذة تعلّمت في مدرسة الناصرة كانت تتابع بشكل طوعي لقاءات الأحد التي كانت مخصصة للصلاة. وفي كل مرة كنت أذهب إلى هذه اللقاءات كانت تبدو على وجه mère Chehab عندما تراني مسحة من الألم، فتقول لي: إني أريد أن تكوني هنا في مدرستك، ولكن لاتزالين صغيرة، أنتظر أن يصبح عمرك 14 سنة لأسلمك أحد الصفوف الابتدائية.(***)

الصفحات