كتاب " خطفني الديك " ، تأليف أمل حويجة ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب خطفني الديك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
القرميدية : لا أعرف!..
النيلية : ...
القرميدية : ربما... يا صديقتي
النيلية : بعد أن صفق لك ملوك النحل والفراش وغنت أوراق الشجر مع فرح حشرات الحقل.؟!..
القرميدية : ..!.. ..
النيلية : بعد انتهاء كل هذا, كلُّ ذهبَ مع عائلته إلى داره وأنتِ بقيت وحيدة؟!..
القرميدية : ..!..
النيلية : عدتِ وحيدة إلى دارك بعد أن كانت تلفـُّك عيون مئات المعجبين!..
القرميدية : ..!....
النيلية : هذا هو سبب شعورك بالقلق..
القرميدية : كيف!..
(أسلمت القرميدية نفسـَها في حضن عنقود الأكاسيا وأغمضتْ عينيها قائلة):
ربما!.. معك حق.. شعرت بالوحدة...
النيلية : أنت فنانة إذاً!..
القرميدية : حقا!.. لمَ!..
النيلية : لأن هذا الشعورَ يعيشـُه المبدعون عادة!..
القرميدية : حقاً!..
النيلية : بالتأكيد!..
القرميدية : لم أكنْ أعرفُ أن هذا يحدثُ مع المبدعين, ترى هل أنا منهم يا نيلية؟!..
النيلية : بلى, أنت منهم, عيناك في الأمس كانتا متألقـَتيـْن وعبـَّرتا بفن راقٍ عن فرحك..
القرميدية : وهل تعتقدين أن الآخرين يرون ما ترين؟!..
النيلية : بل إنني واثقة.
القرميدية : (مبتسمة) شكراً صديقتي لو تعرفين كم أسعـَدْتـِني الآن، أنا فنانة إذاً (تضحك) لقد ساعدتني (تتثاءب)... أنا نعسانة!.. يبدو أنني سأنام!.. نعم سأنام, شكراً صديقتي!.. وسامحيني لأنني أتركـُك لأنامَ.
غفت القرميدية في حضن الأكاسيا الطيبة، والرضى مرتسمٌ على ملامحـِها, أما نيلية فكانت ساهمةً متعبة.!.. ..
نهضتُ لأراها عن قرب كانت غاية ًفي السحر والجمال فلون الفجر النيلي الذي ينساح على أجنحتها بتدريجات تصل إلى الأبيض الناصع جعلها تبدو كملكة، ملكة ٌ، لكنها مهمومة... سألتـُها:
ـ وأنت يا نيلية لمَ لم تنامي في الأمس ما الذي كان يقلقك؟!..
بوغتـَت بي ,أرادت أن تهربَ, لكنها تماسكت وحبست أنفاسها وبعد صمت كررتُ عليها السؤال:
ـ ما الذي كان يقلقك؟!..
ـ لا شيء!..
ـ أرجو أن تخبريني فلا يليق بك التعب.
ارتجفت رموشها واضطربت:
ـ لا شيء, إنها صديقتي ,لكنها تنسى أنني بحاجة أيضاً لأسئلتها.
قلت لها:
ـ هكذا، يؤذي الطيبون بعضهم بعضاً دون أن يقصدوا ذلك؟!..
قالت:
ـ أعتقد هذا!..
وطارت, لكنها من بعيد ٍدارتْ في الحقل ثم عادَت إليَّ , ارتفعت فوق رأسي عالياً وألقت ورقة ليمون، التقطتـُها وقرأت ما كتبتْ عليها:
«شكراً لأنك سألتـِني»!..
رفعتُ رأسي إليها أَنشـُدُ مرافقـَتـَها, لكنها كانت قد اختفت.
ـ 2007 ـ