كتاب " خطفني الديك " ، تأليف أمل حويجة ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:
أنت هنا
قراءة كتاب خطفني الديك
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نفولة والسلحفاة لولو
نفولة هي سيارة أمي «أمولة»,وهي تشبه «لولو» سلحفاة والدي، لولو تأتي لزيارة نفولة كل يوم حاملة لها ورقة خس ونفولة ترفع مساحتيها مستغربة, فهي لا تعنيها هذه الخسة وما تشتهية موجود في محطة البترول وما سبق أن قدم لها عامل المحطة يوما خسة!...
لكن السلحفاة لولو لا تمل من هذا الواجب ومن هذه الهدية الأثيرة!..
اليوم عصراً, تقدمت لولو ببطء وتنزهت بين عجلات نفولة طويلا حتى فكرت نفولة أن هناك ما هناك خلف هذه الجولة الهادئة الصبورة, لكنها قررت ألا تعيرها اهتماما, فهي لاتطمح لبناء صداقة معها كي لاتتعزز عند الآخرين حكاية الشبه التي بينهما, باختصار, نفولة لا تريد أية علاقة بهذه اللولو, فأين هي وأين السلحفاة الصغيرة البطيئة الشاردة... الهائمة!.. وهي التي تنزلق بين السيارات غير آبهة بضخامتهما ولا بعجلاتها العريضة, تنافسهما بكل ثقة وكبرياء وتقطع المسافات الطويلة مثلهما تماما وتمتع ركابها بمحطات مذياعها المتنوعة وبنسمات «مكيّفها» العذبة!..
تعتز بصداقة «أمولة» لها وتحب أن تسمع الآخرين يرددون اسمها.. «نفولة»!.. تحرك مساحتيها بحركة راقصة حينما تكرر «أمولة» لصديقاتها:
«نفلة, في اللغة العربية, اسم معناه, ما تفعله مما لم يفرض ويطلب منك, أي أفعال الهبة والتطوع».. فتتمايل نفولة معتزة بنفسها ويصبح كل ما تقدمه من خدمات لنا بقيادة «أمولة» هو هبة وهدايا وتطوع!..
تتململ لولو السلحفاة من غرور هذه النفولة وتعود أدراجها إلي مستنجدة باجتهادي لأفتح لها المعجم وأجد معنى لاسمها يكون قويا ومنافسا, فتضع فيه حدا لدلع نفولة أمولة هذه!.. أتيت لها بالمعجم وقرأت لها:
«السلحفاة: دابة برية وبحرية ونهرية, لها أربع قوائم تختفي بين طبقتين عظميتين»..
لم يعجبها ما قرأت... فطلبت مني قراءة ما ذُكر في المعجم حول اسمها الآخر!.. ولا تقصد «لولو» بالطبع بل تقصد «الليل» الإسم الذي أطلقه والدي عليها, نظرا لما يجد في الليل من سحر وروعة. وفيما بعد صعب علينا مناداتها بالليل فأصبح اسمها «لولو» اسم الدلع لإسم «الليل»!..
قلبت المعجم.. وعندما وجدت كلمة ليل, قرأت لها :
«ليل: هو الوقت الممتد من مغرب الشمس إلى طلوع الفجر» وتابعتُ : «والليلي هو الذي يحب سرى الليل. أي المشي في الليل»..
قاطعتني بخيبة أمل وانزعاج :
ـ أعرف كل هذه المعلومات قرأتها سابقا, معجمك هذا لم يأتني بجديد!..
تركتني وعادت تترنح نحو نفولة من جديد, وقفتْ قبالتها وسألتها :
ـ لو رغبت بالسير وحدك من دون أن يشغل محركك أحد هل تستطيعين؟!..
لم ترد عليها نفولة, فقد أدركت أن لهذا السؤال نوايا مشاكسة, مدت السلحفاة لولو رأسها من تحت قبتها العظمية بأقصى ما تستطيع, حركته يمينا ويسارا, لكن نفولة لم ترد عليها أبدا, خبأت رأسها قليلا وعادت لتمده من جديد بحماس وبسؤال مباغت أكثر من سابقه: