أنت هنا

قراءة كتاب خطفني الديك

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
خطفني الديك

خطفني الديك

كتاب " خطفني الديك " ، تأليف أمل حويجة ، والذي صدر عن دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2009 ، ومما جاء في مقدمة الكتاب:

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

النيلية : مالذي كان يضجرك ويقلقك إذا؟!..

القرميدية : لا أعرف يا نيلية... نيلية, اسأليني أكثر, فربما أسئلتـُك تأتيني بالجواب!..

النيلية : همممم... طالما لا علاقة للأمر بعرس الفئران. إذاً, ربما كنت ترغبين بفعل شيء مميز أكثرَ من رقصتـِك الرائعة التي أدهشـْتِ بها كلَّ أصدقائنا في الحقل!..

القرميدية : حقاً أدهشت الجميع؟!..

النيلية : بالطبع, ألم تلاحظي ذلك!..

قرميدية : وأنتِ دُهشت أيضاً؟!..

النيلية : أكثر مما تتوقعين, كنتِ رائعة!..

القرميدية : آه!..

النيلية : أيعقل أن تقلقي بعد كل ذاك الفرح الذي كان يغمرك؟!..

القرميدية : ...!...

النيلية : آه, أنت موهوبة بفن تحضير العطور، لـِمَ لا تشغلي نفسك بها عندما يجافيك النوم ؟!.. فربما انشغالـُك بأمر ٍتحبـِّينـَه يجعلُ النعاس يتسلل إليك دون أن تشعري به!..

القرميدية : فعلت يا نيلية، جلست فوق غصن ِدالية العنب الذي أحضر عليه عطر «زهرة الجـُلـَّنار مع النرجس» ولكنني سرعان ما تعبت وبدا لي أنني أشوِّه العطر, فتركته وعدت أتنقل من زهرة لأخرى، لعل إحداهن تكون مـِخدة النوم التي أحتاجها, لكن, لا جدوى يا نيلية!..

النيلية : ربما بدأت تضجرين من هذا الحقل وترغبين بالسفر كعادتك!..

القرميدية : لا أعرف, لا, لا أعتقد هذا. (صمتت نيلية.. والقرميدية تلتفت إليها برجاء) إسأليني بعد!..

النيلية : تريحـُك أسئلتي؟!..

القرميدية : جداً.

النيلية : حسناً, بم كنت تفكرين وأنت قلقة؟!..

القرميدية : لم أكن أفكرُ بشيء مهم, كنت أراقب السماء, أعدُّ نجومـَها, أبحث عن قـُطبيها الشمالي والجنوبي، أحدد الجهات, أنشغل بممرات النمل المعقدة, أتذكر السهرة بكل تفاصيلها, أرقص, أتعب.اندس تحت مخدات الورود مرات ومرات، أزعجهم دون جدوى!..

النيلية : هل جرحت مشاعرَ أحدٍ أثناء النهار، مشاعر الذنب تستيقظ في الليل وتقلقنا!..

(تململت القرميدية خفقت بجناحيها, دارت في مكانها وبغضب قالت):

القرميدية : لا يا نيلية, لم أُغـْضـِبْ أحداً, أنت تعرفينني، ليس الأذى من طبعي!.. فأنا لست شريرة.

النيلية : آسفة, ليس بالضرورة أن نكون أشراراً، ولكننا نسببُ الأذى أحياناً دون أن نشعر بذلك.

(ابتعدت قرميدية وسرعان ما رجعت قائلة):

القرميدية : آسفة, لنعدْ إلى الأسئلة من جديد, إسأليني..

النيلية : لا... لن أفعل، لا أريدك أن تغضبي!..

القرميدية : أعدك ألاَّ أغضبَ!..

النيلية : لم تعد لدي أسئلة...

القرميدية : حقاً؟!..

(صمتت الفراشتان واعتلى الهمُّ وجه القرميدية, فلم تحتمل نيلية حزنَ رفيقتها، قالت لها بشرود)

النيلية : هل رجعت وحدك إلى المنزل أمس؟!..

القرميدية : نعم..

النيلية : هل كنت ترغبين أن يرافقك أحد ما بعد انتهاء العرس؟!..
 

الصفحات