أنت هنا

قراءة كتاب عبد الرحمن البزاز فكره السياسي

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
عبد الرحمن البزاز فكره السياسي

عبد الرحمن البزاز فكره السياسي

عرف تاريخ العراق السياسي المعاصر الكثير من الشخصيات الوطنية التي كان لها دوراً بارزاً في أحداثه، وقد نال بعضهم العناية والدراسة الكافية أما البعض الأخر فلم ينل هذه العناية وذلك لأسباب مقصودة أو غير مقصودة ومن بين تلك الشخصيات عبد الرحمن البزّاز.

تقييمك:
4
Average: 4 (1 vote)
الصفحة رقم: 5

وهدف التجمع الى الإطاحة بحكم عبد الكريم قاسم ومعارضته من خلال استخدام راديو القاهرة ونشر الكتب الدعائية ضد النظام وإرسالها الى العراق وكذلك وجود نشاطات في دمشق تقوم بدور الدعاية ضد النظام([47]) وكان المكتب مرتبطا بمكتب شوؤن اللاجئين التابع لرئاسة الجمهورية العربية المتحدة ويقوم بإعمال السفارة في القاهـرة علـى الرغم مـن وجود السفارة العراقية([48]) الا إن البزّاز لم يكن راضيا تماما عـن التجمـع ودعى الى تأسيس جبهة هي (جبهة أحرار العراق) تضم العراقيين فـي الجمهورية العربية المتحدة والمعارضين لحكم قاسم، إلا إن السلطات لم توافق عليه([49]).
وكمـا اقتـرح البزّاز ميثـاقاً يضـم جميع القوى القومية وكان ينص: تمكين شعب العراق بإرادته الحرة لتحقيق الوحدة مع الجمهورية العربية المتحدة وفق أسس مرضية.
إلا إن فؤاد ألركابي اقترح تجميد الفكرة وأيده جابر عمر في ذلك([50]) واستمر التجمع حتى قيام انقلاب الثامن من شباط عام 1963م، حيث أغلق مكتبه بعد انتهاء الغرض الذي أسس من أجله([51]) وعاد البزّاز بعد قيام انقلاب 8 شباط 1963م مستفيداً من قرار أصدره المجلس الوطني لقيادة الثورة بيان رقم (19) حول عودة الوطنيين من الخارج، فعاد البزّاز مسـاء الثالث عشر من شباط مع عشرة من الوطنين السياسيين في الساعة 6.5 مساء([52]) بالرغم من طلب أصدقاء البزّاز البقاء في القاهرة وان يستمر في عمله كمدير للمعهد العالي للدراسات العربية لان المعهد بحاجه إلى أيدي قديرة كالبزّاز خاصة بعد استقالة ألحصري من المعهد في عام 1958م([53]).
وفي الحادي والعشرين من شباط عام 1963م عين البزّاز سفيرا للجمهورية العراقية في القاهرة حتى السادس عشر من أب عام 1963م([54])، وشارك في مباحثات الوحدة الثلاثية (العراق ومصر وسوريا) عندما كان سفيرا في القاهرة وانتهت المحادثات بتوقيع ميثاق 17 نيسان الذي كان للبزّاز دورا فاعلا ورئيسا في صياغة الميثاق وإزالة الغموض عن كثير من المصطلحات وتفسيرها([55]).
ثم عين البزّاز سفيرا للعراق في لندن منذ عام 1963م حتى الأول من شباط عام 1965م([56]) ثم سكرتيرا عاما لمنظمة الأقطار المصدرة للنفط (أوبك) ورئيس مجلس المحافظين في الأول من أيار عام 1964م حتى نيسان عام 1965م وفي السادس من أيلول عام 1965م كلف عبد السلام عارف (رئيس الجمهورية)، عارف عبد الرزاق([*]) بتشكيل حكومة جديدة بعد استقالة حكومة طاهر يحيى وعند تشكيل الحكومة الجديدة([57]) تسنم عبد الرحمن البزّاز منصب نائب رئيس الوزراء ووزيراً للخارجية والنفط وكالة في السادس من أيلول عام 1965م، حتى الحادي والعشرين من أيلول عام1965م([58]) وبعد عشرة أيام من تشكيل الحكومة الجديدة حاول عارف عبد الرزاق الانقلاب على الحكم مستغلا غياب الرئيس عبد السلام عارف في الدار البيضاء في المغرب إثناء حضوره مؤتمر القمة العربية([59])، واتهم عبد السلام عارف مصر بالمؤامرة فتوترت العلاقة بين البلدين لولا الجهـود التي بذلها البزّاز لرد هذه التهم([60]) وبعد فشل محاولة عارف عبد الرزاق الانقلابية، كلف عبد السلام عارف البزّاز بتشكيل الحكومة الجديدة التي استمرت برئاسة البزّاز من 21 أيلول عام 1965م حتى الثامن عشر من نيسان عام 1966م([61]) حيث تعتبر أول حكومة مدنية([*]) منذ ثورة 14 تموز 1958م أخذت على عاتقها مهمة تسيير نهج البلاد([62]).
وأعلن (البزّاز) نهج وزارته على المستوى الداخلي والعربي والدولي فدعا إلى السلام([63]) وضرورة الاستقرار السياسي ووقف القتال مع الأكراد ووضع مشروع تسوية للقضية الكردية، وسيادة حكم القانون واختيار الحكام من قبل الشعب بعيدا عن الثورات والانقلابات العسكرية وأيد استمرار الاتحاد الاشتراكي وفق أسس نظامية بعيد عن التكتل([64]).
كما تظمن نهج وزارة (البزّاز) على المستوى الإقليمي الدعوة إلى الوحدة العربية والالتزام بميثاق الأمم المتحدة وبناء علاقات وثيقة مع دول الجوار الإسلامية وإعطاء أهمية كبيرة للقضية الفلسطينية واعتبارها القضية المركزية([65]) وأكد البزّاز رغبته في التعايش السلمي والتعاون المخلص في كافة المجالات مع الدول غير العربية([66]).
لقـد حظـي (البزّاز) باحتـرام غيـر قليـل فـي أوسـاط المعتدليـن ممـن اضـر بهـم طول الاستبـداد العسكـري([67]). كمـا أكد عبد الرحمن عارف إن البزّاز رجل دولة من الطراز الأول وهـو يعمـل لصالـح العراق والأمة العربية ولا شائبة على مسيرته القانونية والسياسية([68]).
وفـي الثالـث عشـر مـن نيسـان عام 1966م احترقت الطائرة التي كانت تنقل الرئيس عبد السـلام عارف في البصرة حينما كان يقوم بجولة في المحافظات الجنوبية([69]) وأعلن رئيس الـوزراء (البزّاز) بيانـا فـي اليوم التالي لوفاة الرئيس نعى فيه الرئيس عبد السلام عـارف([70])، وأعلـن منـع التجول وإغلاق الحدود واتخاذ الترتيبات اللازمة لاختيار رئيساً للجمهوريـة خلال أسبوع مـن وفـاة الرئيـس السابـق([71])، ولكي يتم أختيار الرئيس الجديد لابد مـن جلستيـن مشتركتيـن لمجلـس الدفاع الوطني ومجلس الوزراء وقد تم ذلك خلال يومي السـادس عشـر والسابع عشـر مـن نيسـان عام 1966([72])، لقد وجد البزّاز في ذلك فرصة لإنهـاء الحكـم العسكـري الـذي استمـر ثمـان سنوات([73]) وإعادة الحكم إلى المدنيين لأنه يؤمن بأن الشعب يختار من يشاء سواء كان عسكرياً أو مدنياً ولا يشترط أن يكون عسكرياً كما يريد الضباط([74]).
وكـان مـن بيـن المرشحين وزير الدفاع (عبد العزيز العقيلي) الذي حضي بتأييد كتلة ضبـاط الموصل([75])، أما بعض الضباط الآخرين فوجدوا أنهم سينقسمون على أنفسهم في حالة إصـرار (البزّاز) وعبـد العزيز العقيلي على ترشيح نفسه، لذلك اختاروا عبد الرحمن عارف رئيساً وفـي حالـة عدم فوزه سيجري انقلاب عسكري يعلن عبد الرحمن عارف رئيساً للجمهورية فيه وجهـز سعـد صليبـي (آمـر موقـع بغداد) بالاتفاق مع ضباط آخرين سيارتين لنقل البزّاز والعقيلـي خارج بغداد وشوهدت دبابات وآليات مصفحة في بعض المناطق الحساسة([76])، ويمكن القـول أن البزّاز تعـرض للتهديـد ومـن كـان معه بعد مجيء اللواء بشير الطالب (آمر الحـرس الجمهـوري) وهـذا مـا أوضحـه عبد الرزاق الأسدي بقوله: (عنـد خروجـه من قاعة مبنى المجلس الوطني التي تجري فيها عملية اختيار الرئيس للبلاد، صـرخ فـي وجهـه الضابــط طـارق الجبـوري بقولـه: (أنظر إذا لم ينتخبوا عبد الرحمن عـارف رئيساً للجمهورية، لـن يخرج أحد حياً من القاعة)، وسمع ذلك التهديد من كان في القاعة ومنهـم البزّاز([77]).

الصفحات