أنت هنا

قراءة كتاب تذكيــر المسلمـين بتوحيـد الإلـه العظيـم

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تذكيــر المسلمـين بتوحيـد الإلـه العظيـم

تذكيــر المسلمـين بتوحيـد الإلـه العظيـم

كتاب "تذكيــر المسلمـين بتوحيـد الإلـه العظيـم " ، تأليف محيي الدين محمد عطية ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 10

أخطاء عامة تمس التوحيد

الخطأ في مفهوم مدلول لا إله إلا الله

فإن كثيراً من الناس يفهمُ من لا إله إلا الله أنَّها كلمة يقولها بلسانه، وينسى أن هذه الكلمة تقتضي منه إفراد الله تعالى بالطاعة والخضوع لأوامره ونواهيه.

والخطأ الشائع عند بعض الناس اليوم، هو ظنهم أن لا إله إلا الله مقتضاها عبادة الله فقط، نقول: نعم. هذا هو مقتضاها وركنها الأول، ولكن لها مقتضى آخر وركناً لا بد منه، ألا وهو الكفر بالطاغوت، فلا بد من البراءة من الشرك والكفر بالطواغيت جميعاً، وهذه هي ملة إبراهيم الخليل – عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والتسليم: "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ"[115].

الخلط في مفهوم الولاء والبراء

فمعنى الولاء أن تحب وتنصر وتؤيد كل من قال لا إله إلا الله، والولاء يكون للمؤمنين جميعاً في مشارق الأرض ومغاربها، قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم"من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان "[116]

ومعنى البراء: أن تبغض وتعادي كل من كفر بالله أو أشرك به I قالالله عز وجل: "قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ۖ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ "[117].

لأن هؤلاء الكفار مهما تعددت ديانتهم سواءً كانوا وثنيين، أو كتابيين، فهم أعداءٌ لنا، والله سبحانه وتعالى يقول:"وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ"[118]ويقول سبحانه:" وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلاً"[119].

ومن صور موالاة الكفار ما يلي

- الرضا بكفر الكافرين وعدم تكفيرهم أو الشك في كفرهم أو تصحيح أي مذهب من مذاهبهم الكافرة [120].

ويتضح هذا الأمر في كونه ولاء للكفار: إنه يسرهم ويسعدهم أن يروا من يوافقهم على كفرهم ويجاريهم على مذاهبهم الإلحادية.

- التولي العام واتخاذهم أعواناً وأنصاراً وأولياء أو الدخول في دينهم

وقد نهى الله عن ذلك فقال: "لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ"[121].

قال ابن جرير في تفسيرها: "من اتخذ الكفار أعواناً وأنصاراً وظهوراً يواليهم على دينهم ويظاهرون على المسلمين فليس من الله في شيء أي قد برئ من الله وبرئ الله منه، بارتداده عن دينه ودخوله في الكفر"، "إلا أن تتقوا منهم تقاة" أي إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية بألسنتكم وتضمروا العداوة، ولا تشايعوهم على ما هم عليه من الكفر ولا تعينوهم على مسلم بفعل"[122] وقال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "[123].

- الإيمان ببعض ما هم عليه من الكفر،أو التحاكم إليهم دون كتاب الله.

قال تعالى: "أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ هَؤُلاء أَهْدَى مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ سَبِيلاً"[124].

ونظير هذه الآية قوله تعالى عن بعض أهل الكتاب:"وَلَمَّا جَاءهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ اللّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ كِتَابَ اللّهِ وَرَاء ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (101) وَاتَّبَعُواْ مَا تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ"[125].

- مودتهم ومحبتهم.

وقد نهى الله عنها بقوله: "لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ "[126].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله "أخبر الله أنك لا تجد مؤمناً يواد المحادين لله ورسوله، فإذا وجد الإيمان انتفي ضده موالاة أعداء الله. فإذا كان الرجل يوالي أعداء الله بقلبه كان ذلك دليلاً على أن قلبه ليس فيه الإيمان الواجب" [127] وقال تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ"[128].

- الركون إليهم.

قال تعالى:"وَلاَ تَرْكَنُواْ إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ "[129].

قال القرطبي: الركون حقيقته: الاستناد والاعتماد، والسكون إلى الشيء والرضا به[130] وقال قتادة معنى الآية: لا تودوهم ولا تطيعوهم. قال ابن جريج: لا تميلوا إليهم.

- مداهنتهم ومداراتهم ومجاملتهم على حساب الدين.

قال تعالى:"وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ"[131].والمداهنة[132] والمجاملة والمداراة[133] على حساب الدين أمر وقع فيه كثير من المسلمين اليوم وهذه نتيجة طبيعية للانهزام الداخلي في نفوسهم، حيث رأوا أن أعداء الله تفوقوا في القوة المادية فانبهروا بهم، ولأمر ما رسخ وترسب في أذهان المخدوعين أن هؤلاء الأعداء هم رمز القوة ورمز القدوة فأخذوا ينسلخون من تعاليم دينهم مجاملة للكفار ولئلا يصمهم أولئك الكفرة بأنهم متعصبون! وصدق المصطفيصلى الله عليه وسلم، إذ يقول في مثل هؤلاء "لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم". قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟"[134].

- اتخاذهم بطانة من دون المؤمنين.

قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لاَ يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّواْ مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ"[135].

وبطانة الرجل: خاصته تشبيهاً ببطانة الثوب التي تلي بطنه لأنهم يستبطنون أمره ويطلعون منه على ما لا يطلع عليه غيرهم. وقد بين الله العلة في النهي عن مباطنتهم فقال "لا يألونكم خبالاً" أي لا يقصرون ولا يتركون جهدهم فيما يورثكم الشر والفساد، ثم إنهم يودون ما يشق عليكم من الضر والهلاك[136].

- طاعتهم فيما يأمرون ويشيرون به [137].

قال تعالى ناهياً عن ذلك: "وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا "[138]، وقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ"[139]وقال: "وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ" [140].

قال ابن كثير في تفسير هذه الآية: "وإن أطعتموهم إنكم لمشركون" حيث عدلتم عن أمر الله لكم وشرعه إلى قول غيره، فقدمتم عليه غيره فهذا هو الشرك، كما قال تعالى:"اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ "[141] [142]

- مجالستهم، والدخول عليهم وقت استهزائهم بآيات الله.

قال تعالى في النهي عن مجالستهم:"وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ"[143].

قال ابن جرير: قوله "إنكم إذاً مثلهم" أي إنكم إذا جالستم من يكفر بآيات الله ويستهزئ بها وأنتم تسمعون فأنتم مثلهم إن لم تقوموا عنهم في تلك الحال، لأنكم قد عصيتم الله بجلوسكم معهم وأنتم تسمعون آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها.

"وفي الآية دلالة واضحة على النهي عن مجالسة أهل الباطل من كل نوع من الكفرة والمبتدعة والفسقة عند خوضهم في باطلهم[144].

- توليتهم أمراً من أمور المسلمين.

فالتولية شقيقة الولاية لذلك فتوليتهم نوعاً من توليهم،وقد حكم الله أن من تولاهم فإنه منهم، ولا يتم الإيمان إلا بالبراءة منهم، والولاية تنافي البراءة فلا تجتمع البراءة والولاية أبداً، والولاية إعزاز فلا تجتمع هي وإذلال الكفر أبداً.

- استئمانهم وقد خونهم الله؟

قال تعالى"وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ"[145].

- الرضى بأعمالهم والتشبيه بهم ، والتزيي بزيهم.

مما يؤسف له أن هذا البلاء شمل الرجال والنساء والفتيان والفتيات، والأطفال،كما أنه تعد إلى أمور كثيرة من حياة الناس في ألبستهم وأزيائهم ومساكنهم وكلامهم وسلامهم، وأعيادهم وحفلاتهم.

ولا يخفي على كل مسلم أن التشبه بأهل الكتاب حرام، سواء في عاداتهم أو أعيادهم أو أخلاقهم أو غير ذلك؛ لأنَّ التشبه بهم يدل على نوع مودة ومحبة وموالاة، وإن لم يجاهر المتشبه بذلك، فيكون محرماً، وحسماً لعادة حب الكافرين والولاء لهم، قال تعالى: " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ"[146] وقالصلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم"[147].

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : "وهذا الحديث أقل أحوال أن يقتضي تحريم التشبه بهم ، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم "[148].

- البشاشة لهم والطلاقة وانشراح الصدر لهم وإكرامهم وتقريبهم [149]

- معاونتهم على ظلمهم ونصرتهم.

ويضرب القرآن لذلك مثالين هما: امرأة لوط التي كانت ردءاً لقومها، حيث كانت على طريقتهم، راضية بأفعالهم القبيحة، تدل قومها على ضيوف لوط. وكذلك فعل امرأة نوح [150]

- مناصحتهم والثناء عليهم ونشر فضائلهم [151].

وهذه الصورة ظهرت واضحة في العصور الأخيرة فقد جاء من ينشر فضائل الغرب أو الشرق مضيفاً عليها ألقاب التقدم والحضارة والرقي، واصماً الإسلام والمنتسبين إليه بالرجعية والجمود والتأخر عن مسايرة الركب الحضاري والأمم المتقدمة!!

- تعظيمهم وإطلاق الألقاب عليهم

مثل: السادة والحكماء ومبادأتهم بالسلام، ومما يجب النهي عنه ما يفعله كثير من الجهال في زماننا إذا لقي أحدهم عدواً لله سلم عليه ووضع يده على صدره إشارة إلى أنه يحبه محبة ثابتة في قلبه، أو يشير بيده إلى رأسه إشارة إلى أن منزلته عنده على الرأس وهذا الفعل المحرم يخشى على فاعله أن يكون مرتداً عن الإسلام لأن هذا من أبلغ الموالاة والمودة والتعظيم لأعداء الله[152].

والتعظيم واللقب الرفيع رمز للعزة والتقدير وهما مقصورتان على المؤمن. أما الكافر فله الإهانة والذلة وقد ورد في الحديث الصحيح النهي عن مبادأتهم بالسلام فقالصلى الله عليه وسلم:"لا تبدؤا اليهود ولا النصارى بالسلام، فإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه"[153].

- تقديم المساعدات اللازمة لهم من طعام ومسكن حتى يقوموا بمهمتهم في ضرب وسحق المسلمين واحتلال أراضيهم.

- السكنى معهم في ديارهم وتكثير سوادهم[154].

قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم:"من جامع المشرك وسكن معه فإنه مثله"[155] وقال:"لا تساكنوا المشركين ولا تجامعوهم فمن ساكنهم أو جامعهم فليس منا" [156].

- التآمر معهم، وتنفيذ مخططاتهم والدخول في أحلافهم وتنظيماتهم والتجسس من أجلهم، ونقل عورات المسلمين وأسرارهم إليهم والقتال في صفهم [157].

وهذه الصورة من أخطر ما ابتليت به أمتنا في هذا العصر.

- الهروب من دار الإسلام إلى دار الحرب بغضاً للمسلمين وحباً للكافرين [158].

- الانخراط في الأحزاب العلمانية أو الإلحادية كالشيوعية والاشتراكية والقومية والماسونية وبذل الولاء والحب والنصرة لها [159].

- استقدام الكفار إلى جزيرة العرب لغير ضرورة.

بل إن بعض الناس، من أصحاب الشركات وغيرهم ، قد يفضل الكفار على المسلمين، وربما وصف الكفار بالأمانة وأثنى عليهم، وسب المسلمين وتنقصهم، وهذا خطأ جسيم، وصاحبه قد ارتكب ذنباً عظيماً، وهو على خطر في دينه، فليتق الله وليتب من ذنبه، فلا يستقدم إلا عمالة مسلمة أمينة. والله المستعان.

الصفحات