كتاب " السياسة الخارجية الإيرانية ( 1979– 2011 ) " ، تأليف د. احمد نوري النعيمي ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب السياسة الخارجية الإيرانية ( 1979– 2011 )
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
السياسة الخارجية الإيرانية ( 1979– 2011 )
المبحث الأول: المتغير الجغرافي الإيراني
تحد إيران من الشمال بحر قزوين وتركمانستان ، ومن الجنوب الخليج العربي وبحر العرب ومن الشرق افغانستان وباكستان ومن الغرب العراق.
ان لإيران حدودا برية من كل من العراق وافغانستان وباكستان وبعض الجمهوريات الإسلامية في اسيا الوسطى ، اما فيما يخص الحدود البحرية والتي تتمثل في الخليج العربي وبحر عمان وبحر قزوين ومن ناحية اخرى فأن إيران هي دولة شبه مغلقة تحاصرها اليابسة من الشمال والشرق والغرب ، ولهذا السبب تعتمد في اتصالها بالخارج على منطقة الخليج العربي التي يبلغ طولها 320. كم بالمقارنة مع السعودية (2500 وعمان 210. كم واليمن 190. كم والإمارات 1450كم([1] . فضلا عن ذلك تعد منطقة الخليج العربي المعبر الاساسي للنفط الايراني الذي يشكل 80% من صادرتها الى العالم الخارجي ، وتعد أيضا المصدر الرئيس لعملتها الأجنبية .وقد قوم وزير خارجية إيران السابق على اكبر ولايتي ([2] منطقة الخليج العربي قائلا ((ان ساحلنا الجنوبي والخليج ومضيق هرمز وعجمان هي حدودنا الستراتيجية الأكثر اهمية .إن هذه المنطقة حيوية بالنسبة الينا لايمكن ان نكون لامبالين حيالها([1] .
إن تقويم ولايتي لأهمية الخليج العربي ، ينطوي على ان هذه المنطقة هي منطقة إيرانية وبالتالي هي مياه فارسية بحته ، وهذا مايخالف الحقيقة الجغرافية لمنطقة الخليج العربي([2].
وهنا لابد من الإشارة من أن حجة الله رفسنجاني اشار في مناسبة من المناسبات ان للخليج ضفتين ، الضفة الفارسية حيث تقف ايران ، ومن بعدها شمالاً آسيا الوسطى الإسلامية ، والضفة العربية حيث يقف العرب ومن بعدها جنوباالجزيرة العربية وما وراءها من امتداد قومي حضاري عربي ([1].
إذا بامكاننا ان نقول ان هناك الإدراك الفارسي للرموز العربية ، اذ تشيع في الخيال الايراني صورة للعربي على انه : ((الفاتح الغازي المقتحم الذي لايبالي بالموروث الفارسي.
ويبدو ان هذه الصورة قد ترسخت في اذهان الإيرانيين ، ولا سيما في مرحلة الشاه محمد رضا بهلوي وولده من قبله ([2].
ان مساحة إيران واسعة جدا ، حيث تقدر مساحتها بما يقارب 628,00. ميل مربع وهو مساحة اقل بكثير مما كانت عليه في بداية القرن
التاسع عشر وما قبل ذلك ([3] . وهذه المساحة هي أقل بكثير مما كانت عليه فيما مضى ، حيث أن حروب القرن التاسع عشر أدت إلى فقدانها أجزاء مهمة من مساحتها الأصلية ([3] .إن مساحة إيران هي أكبر من العراق اربع مرات بنسبة تقارب 630 ألف ميل مربع إلى أكثر من 140 ألف للعراق . ولمقارنتها بالمقاييس الأمريكية والأوربية ، فإن مساحة تكساس ، أكبر المدن في الولايات المتحدة تبلغ ما يقارب 266 ألف ميل مربع ، ومعنى هذا أن إيران اكبر من تكساس مرتين ونصف المرة . وإيران أكبرمساحة من مجموع مساحة ألمانيا الغربية وفرنسا واسبانيا وبريطانيا وويلز واسكوتلندا ([4] . تتركز على محور يمتد من الشمال الغربي وفيها مناطق صحراوية واسعة جدا التي تمتد عبر الهضبة من الشمال الغربي بمحاذاة طهران وقم لمسافة تقدر 85. كم الى الجنوب الشرقي وتتجاوز الحدود الى ما ورائها ، وعليه يكون نحو سدس مساحة إيران صحاري قاحلة واكبر منطقتين صحراويتين تعرفان باسم دشت لوط ودشت كوير والمنطقة الصحراوية التي تلي هاتين المنطقتين في السعة هي جازموريان. وفي الواقع لايمكن اجتياز هذه الأراضي الصحراوية إلاّ عبر الطريق الوحيد الذي يربط مدينة يزد بمدينة فردوس ([1] .
إن الجبال الضخمة والصحاري الموحشة تقف سدودا هائلة ، امام المواصلات . ولو نظرنا إلى إيران نظرة جغرافية لرأيناها تقدم للعالم مثلثا كبيرا في عصر ما قبل الطيران السابق صعب الاختراق جدا ، فالقمة الشمالية الغربية لهذا المثلث هي بداية سلسلتين جبليتين فجبال زغروس تشكل الساق الجنوبية الغريبة للمثلث وجبال البرز الساق الشمالية.
وكلتا السلسلتين الجبليتين ترتفعان على العموم الى علو يصل الى 1100. قدم ويرتفع جبل وند في سلسلة البرز الى علو 1860. قدم 0وقد اثبت وهن المثلث على ان الوصول اليه ستسهل عند النقطة التي تتلاقى بها الصحراء مع جبال البرز ، فمن الممكن هنا دخول الهضبة الإيراني بالالتفات على طول السفح الجنوبي للجبال الواقعة شمالي الصحاري الموحشة. وهذا الطريق كان طريق الدخول التقليدي الذي سلكه الاتراك والمغول الى إيران([2] نجد إيران في أطرافها سلاسل جبلية عملاقة وماعدا المدن الكبيرة القليلة مثل اصفهان وكرمان ، فان مركز الارض الإيراني كان حاليا مقفرا من السكان ، في حين ان المجتمع السكاني والنشاط والثروة والزراعة كانت تتجمع في الإقاليم الجانبية ، ولهذا السبب فان الإيرانيين كانوا خلال القرون الطويلة الماضية يغيرون عاصمة دولتهم بين حين واخر([5].
تقدر المنطقة السطحية للشاطئ الجنوبي لإيران بـ 5,926,30. هكتار بموجب تقديرات عام 1995 ، من بين هذه المسافة 22,366 هكتار هي سهلية 1,982,066 هكتار مغطاة بالغابات ، 11,420,00. هكتار مغطاة بالحقول ، والبقية أي 565,622 هكتار موضوعة لاستخدمات اخرى . المصادر النهرية لإيران هي 177,00. كيلو متر وهي منطقة تشكل 11%من منطقة المصادر النهرية الكلية في ثمانية اقاليم و 7 % من منطقة المصادر المائية لبحر قزوين ، وان 864 نهرا تجري الى داخل هذه المنطقة وهي الكمية التي تساوي 5% من الإسهامات المائية من بحر قزوين .على الرغم من ان هذه ليست كمية معتبرة لكنها تمثل منطقة مصدرية مائية ذات حجم معتبر كبير في إيران([6].
يبلغ عدد سكان إيران وبموجب احصائية عام 2000 ، 302 ,865 ,65 مليون نسمة ([7] ، وبموجب الإحصائيات الأخيرة ، يصل عدد سكان إيران إلى نحو سبعين مليونا غالبيتهم العظمى من الشباب ([8] . وبحلول عام 2025 من المتوقع ان يصل هذا العدد الى 16. مليون نسمة ، وهذا ما يتجاوز عدد سكان اية دولة اخرى في الشرق الأوسط بما فيها مصر وتركيا([9] .
تمتعت إيران ، على سبيل المثال بأفضلية ثلاثة إلى واحد على العراق بعدد السكان في 1989 ( 5 و 54 مليونا مقابل 6 و 17 مليونا ، وبنحو 4 و 2 إلى واحد في 2006 ( 65 مليونا مقابل 8 و 26 مليونا . وبإستخدام الناتج المحلي الخام كمؤشر إلى الثروة ، تميزت إيران بأفضلية 4 إلى واحد في 1985 ( 8 و 179 مليارا دولار أمريكي في مقابل 2 و44 مليارا وبأفضلية 9 و3 إلى واحد في 2000 ( 101 مليار دولار في مقابل 9 و25 مليار .