كتاب " اللغة العربية دراسات في علوم اللغة " ، تأليف د. كمال جبري عبهري د.توفيق أسعد حمارشة د.
أنت هنا
قراءة كتاب اللغة العربية دراسات في علوم اللغة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أول من تكلم بالعربية الفصيحة:
علماء العرب يجمعون على أن إسماعيل عليه السلام أصل العربية المضرية كما قال صاحب المخصص: " وإنما صارت لغتهم الأصل لأن العربية أصلها إسماعيل وكان مسكنه مكة فهي الأصل في جميع لهجات العرب".
وقد انفتق بها لسان نبي الله إسماعيل عليه السلام، قالوا وعلى هذا يكون توقيف إسماعيل على العربية المحضة أمرين إما أن يكون اصطلاحاً بينه وبين جرهم المنازلين عليه بمكة ومصاهرته لهم كما سبق. وإما أن يكون توقيفاً من الله تعالى وهو الصواب.
والذي عندنا أن المراد بانطلاق لسان إسماعيل عليه السلام بالعربية وضع أصلها لما أضاف من لغة جرهم غلى لغة قومه. وما انتقى من ألفاظ أعذب نطقاً وأجمل أداءً.
وبذلك انطلق لسانه من الكلام في مذهب أوسع منحنى وأوضح دلالة وهذا معنى ما ورد في الحديث " من أنه أول من فتق لسانه بالعربية المبينة ".
لذلك يصح أن نقول إن أول تهذيب حقيقي في العربية يرجع إلى عهد إسماعيل عليه السلام أما تنقيح اللغة قبل ذلك فإنما هو درجات من النشوء الزمني والتطور الطبيعي من التقاء القبائل عند مكة في الحج.
وعلى الرغم مما تقدم فإنه لم ينقل لنا التاريخ نصوصاً عربية قديمة في عهد إسماعيل أو بعده بعدة قرون، ولم تعثر الكشوفات الأثرية على أي من النصوص في تلك الحقبة الزمنية نظراً لبعدهم عن الممالك والدول التي تهتم بالكتابة والتدوين من أمور الدولة والسياسة.
والذي يبدو على وجه الحقيقة هو أن أقدم نص عربي مكتوب بالنبطية القديمة هو النص الذي عُثر عليه على قبر امرئ القيس في ضواحي بصرى الشام في سنة ( 328م)، وهي لغة عربية تشوبها صبغة الآرامية، لأن العرب لم تكون وضعت رموز الحروف لديهم وقتئذ، فكانت الكتابة بالحروف الآرامية أو النبطية وهو ما أدخل على اللغة بعض الشوائب في ألفاظها.