كتاب " اللغة العربية دراسات في علوم اللغة " ، تأليف د. كمال جبري عبهري د.توفيق أسعد حمارشة د.
أنت هنا
قراءة كتاب اللغة العربية دراسات في علوم اللغة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
النظام اللغوي العربي:
اللغة العربية تتكون من حروف ذات أصوات هي " تسعة وعشرين حرفاً" وثلاث حركات: الكسرة والضمة والفتحة.
فتبنى الكلمة العربية من الحروف من جذر ثلاثي غالباً أو رباعي ويندر الخماسي. وتختلف مستويات الكلمة ومعانيها وأوزانها باختلاف حركاتها وصيغها الصرفية.
أما الجملة العربية فتبنى في العربية من عدة كلمات تستوي فيما بينها، وتترتب من خلال نظام خاص بها وهو ما يعرف بالقواعد النحوية وهي ما جرت عليه ألسنة العرب السابقين الأقحاح.
واللفظة في العربية تدل على معنى من المعاني تفيد السامع من خلال صوتها الجرسي ومعناها الدلالي. وتختلف الدلالة المفردة عن الدلالة المركبة فدلالة اللفظة المفردة تفيد شيئاً ما، أما المركبة داخل الجملة بنظام النحوي الصرفي فإن إفادتها تكون مختلفة عن أفرادها ولذلك وضع العلماء لدراستها ما يسمى بعلم الدلالة.
وإذا كانت دلالة الألفاظ على المعاني دلالة تختلف مستوياتها حسب موقعها وصيغتها فإن لذلك دراسة خاصة تسمى بعلم المعاني أو البلاغة والبيان.
واللغة العربية: ملفوظة ومكتوبة، فالمحكية الملفوظة هي التي تكون في المخاطبات الرسمية والخطب والإعلام ولغة الدرس والتعليم. أما المكتوبة فهي لغة التأليف والرسائل والإعلام الصحفي والمجلات.
وللكتابة قواعد وأسس لا بد من الأخذ وتعلمها من قواعد الخط والإملاء والترقيم وغيرها.
وكل ما سبق يؤدي وظيفة مهمة في نتاج اللغة وجمالها وتطور أساليبها، فالحرف لا يؤدي غرضه إلا بعد أن يتخذ موقعه في اللفظة أو الكلمة، والكلمة لا تجمل وتؤدي غرضها إلا في جملة والجملة في الفقرة. وكذلك دلالة اللفظ ومعنى الجملة لا بد أن يأخذ دوره في أداء الغرض المطلوب.
فاللغة العربية إذن تبدأ علاقاتها من الحرف إلى الكلمة إلى الجملة إلى روابط الجملة النحوية إلى الدلالة المعنوية واللفظية على المعنى. فهي علاقات متسلسلة مترابطة متوالية تبدأ من النبرة الصوتية للحرف وتنتهي ببناء الجملة ومعناها اللغوي والدلالي.
ويلحظ بذلك تفوق العربية على غيرها في موازنتها بين اللفظ والمعنى وتصوير اللفظ على صورة المعنى لذلك يقول ابن جني: " ألا تراهم قالوا قضم في اليابس وخضم في الرطب وذلك لقوة القاف وضعف الخاء فجعلوا الصوت الأقوى للفعل الأقوى والصوت الأضعف للفعل الأضعف.
وكذلك قالوا: " صرّ الجندب فكرروا، الراء لما هناك من استطالة صوته. وقالوا: صرصر البازى فقطعوه لما هناك من تقطيع صوته. وسمّوا الغراب غاقٍ حكاية لصوته والبط بطًّا حكاية لأصواتها وقالوا قط الشيء إذا قطعه عرضاً وقدّه إذا قطعه طولاً وذلك لأن مقطع الطاء أقصر مُدّة من مقطع الدال([12]).
ولحظ سيبويه كذلك في بعض المصادر التي جاءت على فَعَلان بثلاث حركات أنها تأتي للاضطراب والحركة نحو الغليان فقابلوا توالي الحركات بتوالي حركات الفعل. ونحوها القلقلة والصلصلة والزلزلة.