أنت هنا

قراءة كتاب موانع المسؤولية الجنائية في الشريعة والقانون

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
موانع المسؤولية الجنائية في الشريعة والقانون

موانع المسؤولية الجنائية في الشريعة والقانون

كتاب " موانع المسؤولية الجنائية في الشريعة والقانون " ، تأليف د. حامد جاسم الفهداوي ، والذي صدر عن دار الجنان للنشر والتوزيع ، وما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
الصفحة رقم: 9

مراحل تطور الفقه الإسلامي

بحث الفقهاء المسلمون التشريع الجنائي الإسلامي في كتبهم الفقهية ، وأفردوا له أبواباً خاصة ضمن أبواب الفقه المختلفة ، وتحت عناوين مختلفة مثل : جرائم القصاص ، أو جرائم الحدود ، أو جرائم التعازير ، أو جريمة القتل أو الزنا أو السرقة وغيرها من المسميات الدالة عليه .

أما ما يخص موضوع موانع المسؤولية الجنائية فإن غالبية الكتب الفقهية لم تبحثه في أبواب خاصة ، وأصبح من الواجب علينا البحث عن هذا الموضوع وأحكامه في ثنايا مواضيع الفقه المختلفة ، مما يتطلب التعرف على مراحل التطور التي مرَّ بها الفقه الإسلامي في تاريخ الدولة العربية الإسلامية ، وهذه المراحل هي :

أولاً : ( عهد النبوة ) ([51]) ( 610 م – 632 م ) ( 1 للبعثة – 11هـ ) :

وهذا العهد يبدأ من تاريخ البعثة النبوية سنة ( 610 م ) إلى انتقال الرسول (صلى الله عليه وسلم) إلى الرفيق الأعلى سنة ( 11 هـ – 632 م ) وهو عهد الإنشاء والتكوين ، وفي هذا العهد انحصرت سلطة التشريع والقضاء والإفتاء في المدينة المنورة بالرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) والتي كانت تعتمد على الوحي غالباً ([52]) . وقد اجتهد الرسول (صلى الله عليه وسلم) في مسائل لم يكن فيها وحي ، فأحياناً يقره الله سبحانه وتعالى على ذلك ، وأحياناً يبين له أن الأولى غير ما ذهب إليه ([53]) .

وكان الرسول (صلى الله عليه وسلم) في هذه الحقبة يمارس القضاء بنفسه في المدينة المنورة فيقضي بين المتنازعين ويحكم بين المتشاجرين ([54]) .

وإن تولية القضاء للرسول (صلى الله عليه وسلم) هي بأمر من الله سبحانه وتعالى ، وأمر المسلمين بالرضوخ لحكمه ؛ لقوله تعالى :

]فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّىٰ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ [ ([55]) .

ومن هنا يتبين أن هذا العهد لم يتأثر بفقه أجنبي من هنا أو هناك ؛ لأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمي ولم يجلس في يوم من الأيام إلى أي معلم ، ونشأ في أمة لا عهد لها بالقوانين الرومانية أو اليونانية أو غيرها .

وهذا العهد ينقسم على مرحلتين هما ([56]) :

- العهد المكي :

وهو العهد الذي اتجه فيه الرسول الكريم (صلى الله عليه وسلم) في مكة المكرمة إلى بناء العقيدة ومكافحة الوثنية .

- والعهد المدني :

وهو العهد الذي اتجه فيه الإسلام إلى التشريعات العملية وذلك بعد الهجرة إلى المدينة المنورة ، إذ كان الفقه واقعياً لا نظرياً ، ويعالج القضايا التي تحصل في الواقع العملي بين الناس.

ودامت هذه الحقبة ( 22 سنة وبضعة أشهر ) منذ البعثة النبوية سنة (610 م) إلى حين التحاق الرسول (صلى الله عليه وسلم) بالرفيق الأعلى سنة ( 11 هـ – 632 م ) .

الصفحات