كتاب " حركة التحرير الفلسطيني فتح 1958م – 1968م " ، تأليف د. عصام عدوان ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :
أنت هنا
قراءة كتاب حركة التحرير الفلسطيني فتح 1958م – 1968م
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
نشأة حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح
أدرك الشعب العربي في فلسطين منذ البداية أن هدف الانتداب البريطاني هو إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين كما نص عليه تصريح بلفور. فكانت المظاهرات والإضرابات، والمؤتمرات، وتشكلت الأحزاب، ولجان العمل الوطني، ووقعت الاشتباكات مع الإنجليز واليهود على السواء ومن ثم تشكلت الخلايا العسكرية السرية (عصابات الكف الأخضر سنة 1929، عز الدين القسام منذ عام 1930، ومجموعة أبوجلدة سنة 1933)، والخلايا شبه العسكرية (النجادة والفتوة في منتصف الثلاثينيات). وكانت ثورة 1936، ثم كتائب الجهاد المقدس بقيادة عبد القادر الحسيني التي أعلنت الحرب على الإنجليز واليهود إثر صدور قرار التقسيم في 29/11/1947.
ولم تفلح جهود عرب فلسطين في مقاومة الانتداب والغزوة الصهيونية وحلت النكبة بعرب فلسطين عام 1948، وشرد منهم حوالي مليون لاجئ، على الرغم من تدخل الجيوش العربية عسكرياً، وفقد الشعب العربي الفلسطيني هويته حيث أصبح المقيمون منهم في الأرض المحتلة يحملون الجنسية الإسرائيلية ،وضمت معظم الأجزاء الباقية من فلسطين إلى المملكة الأردنية الهاشمية وحملوا الجنسية الأردنية، بينما احتفظت مصر بحق إدارة قطاع غزة مبقية على هويتهم الفلسطينية بموجب وثيقة سفر.
وأجهضت محاولة الحاج أمين الحسيني في إقامة حكومة عموم فلسطين ،مما شكل دافعاً قوياً لنشوء حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)([1]) أواخر الخمسينات، مستفيدة من عجز الأنظمة العربية عن تحرير فلسطين، في اجتذاب بعض الفلسطينيين إليها سواء داخل ما تبقى من فلسطين أو في البلاد العربية.
وتعتبر دراسة الأحزاب والمؤسسات السياسية على الساحة الفلسطينية التي سبقت تأسيس حركة فتح خلال الفترة (1948- 1958)، ذات علاقة وطيدة بنشأة فتح وتبلورها، فقد وفرت هذه الأحزاب والمؤسسات السياسية البيئة المناسبة لظهور الأفكار الثورية الوطنية التي دعت إليها فتح، حيث انطلقت أفكارها قريباً أو بعيداً من أفكار وتوجهات تلك الأحزاب والمؤسسات السياسية، فجاءت استكمالاً لها أو تشديداً على بعض مفرداتها فيما يتعلق بالشخصية الفلسطينية والعمل الثوري. كما كان للصراع بين تلك الأحزاب أثره في سعي مؤسسي فتح للعمل على تشكيل تنظيم شعبي عريض يتسع لكل وطني حر. وسنتناول في هذا الفصل الأحزاب والمؤسسات السياسية وفق تسلسلها التاريخي، ومن ثم عوامل نشأة فتح.