أنت هنا

قراءة كتاب حركة التحرير الفلسطيني فتح 1958م – 1968م

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
حركة التحرير الفلسطيني فتح 1958م – 1968م

حركة التحرير الفلسطيني فتح 1958م – 1968م

كتاب " حركة التحرير الفلسطيني فتح 1958م – 1968م " ، تأليف د. عصام عدوان ، والذي صدر عن مكتبة مدبولي ، ومما جاء في مقدمة الكتاب :

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
دار النشر: مكتبة مدبولي
الصفحة رقم: 7

أولاً: الأحزاب والحركات السياسية على الساحة الفلسطينية 1948-1958:

1- الحزب الشيوعي الفلسطيني:-

أسسه مستوطنون يهود في عام 1923، واعترفت به الأممية الشيوعية في عام 1924، وبسبب طغيان العنصر اليهودي عليه، انفصل الأعضاء العرب ليؤسسوا (عصبة التحرر الوطني) في مدينة حيفا في ربيع 1943([2]). وفي عام 1946 نشرت العصبة برنامجها السياسي، الذي اعتبر أن حل المسألة الفلسطينية يتم بتصفية الانتداب البريطاني وجلاء الجيوش البريطانية وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة ديمقراطية تؤمن الحقوق للعرب واليهود([3]).

لكن العصبة تراجعت عن برنامجها الداعي لإقامة دولة فلسطينية على كامل أرض فلسطين، باعترافها بقرار التقسيم في أواسط كانون أول/ ديسمبر 1947 ومطالبتها بتنفيذه معتبرة التدخل العسكري العربي في عام 1948: غزواً خارجياً لفلسطين([4]).

وإثر الحرب في عام 1948 تشتت تنظيم العصبة، فمن بقي منهم تحت الاحتلال الإسرائيلي انضم للحزب الشيوعي الإسرائيلي ،ومن استقر منهم في الضفة الغربية اشترك مع شيوعيي الأردن في تأسيس الحزب الشيوعي الأردني في عام 1951، أما من استقر منهم في قطاع غزة، فشكلوا قيادة خاصة بهم في عام 1949 التحقت بقيادة العصبة ،المركزية في الضفة الغربية([5]).

وفي اجتماع العصبة الذي عقدته لجنتها المركزية في الأردن أوائل عام 1951 في الأردن، انتقدت اللجنة ذاتها، واعتبرت أن الانقسام القومي الذي حصل في عام 1943 داخل الحزب الشيوعي الفلسطيني وأدى إلى تكوين عصبة التحرر الوطني، شكل ضربة للطبقة العاملة الفلسطينية العربية واليهودية، وضربة لحركة التحرر في فلسطين، وأن نضال العصبة ضد الاستعمار آنذاك لم يكن مجدياً- وبذلك اعتبرت المستوطنين اليهود، فلسطينيين يسعون للتحرر من الاستعمار البريطاني- وانتقدت نفسها لأنها أنكرت آنذاك حق الشعب اليهودي في تقرير مصيره في فلسطين([6]).

وفي كانون ثاني/ يناير 1953 شكل شيوعيو قطاع غزة حزبهم المستقل([7])، وأسموه (الحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة) والذي أصدر نشرة "الشرارة" ،وساهم أعضاؤه في إسقاط مشروع سيناء لتوطين اللاجئين، وفي المقاومة السلبية للاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة في عام 1956([8]). وأيد الحزب الشيوعي في القطاع مشروع تدويل القطاع وإحضار قوة طوارئ دولية تشرف على انسحاب الإسرائيليين منه([9]).

أما في الأردن، فقد رفض الحزب الشيوعي، بازدراء، المساعدات التي تقدمها وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين، كما رفض كل محاولات إسكان وتأهيل اللاجئين باعتبارها مؤامرة لمنع عودة اللاجئين إلى وطنهم فلسطين([10]).

ولكن مواقف الحزب الشيوعي الفلسطيني والأردني تبدلت وفقاً للموقف السياسي للاتحاد السوفيتي، فخلال الفترة 1948-1955 أيدت الأحزاب الشيوعية قرار التقسيم وطالبت به كما طالبت بانسحاب الجيوش العربية من فلسطين واعتبرتها معتدية،ودعت لإقامة الدولة الديمقراطية المستقلة في القسم المخصص للعرب والمتحدة اقتصادياً مع إسرائيل، والصديقة للشعب اليهودي، ولذلك شكلت لجان السلام للسعي لتحقيق الصلح مع إسرائيل([11]).

ومع تنامي المد القومي في منتصف الخمسينات، تضاءل اهتمام الحزب الشيوعي الأردني والفلسطيني بالقضية الفلسطينية، معتبراً أن مسألة اللاجئين جزء من مسألة الوحدة العربية المعقدة. وحتى أوائل الستينات، أنكر الحزب الشيوعي الأردني حق إسرائيل في الوجود وتراجع عن موقفه من التقسيم ونادى بدولة عربية في كل فلسطين، ونظر لإسرائيل "كدولة مجرمة" لابد من مقاومتها حتى "النصر النهائي"([12]). وكان هذا التقارب من الحركات القومية، أواخر الخمسينات وأوائل الستينات، مردّه إلى التقارب بين مصر والاتحاد السوفيتي.

الصفحات