كتاب " رسالة الى الجنرال فرانكو " ، تأليف فرنارندو أرابال ، ترجمة عمار الأتاسي ، والذي صدر عن دار دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب رسالة الى الجنرال فرانكو
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
رسالة الى الجنرال فرانكو
نظامك هو حلقة خاصةٌ من مسلسل التّعصب الذي بدأ في إسبانيا منذ قرون.
أتمنّى أن تدرك الوضع وتنزع الأصفاد التي تحبس معظم الإسبان. فهدف رسالتي: أن تتغيّر، أن تستحق النجاة ككلّ الرّجال من ستالين إلى غاندي، أن تستحق السّعادة.
كيف لك السّعادة وأنت تعرف مدى الإرهاب الذي فرضه ويفرضه نظام حكمك، لابد أنّك تعاني لتنشر العقاب حولك، ولهذا أنقذ نفسك وكن سعيداً فإنه لابد لإسبانيا في النهاية أن تحبس السّم عن شعبها.
كم من رمادٍ وكم من دموع، وكم من موتٍ بطيء في جنازات الخردة على وقع الأجراس المتعفّنة.
قرونٌ مرّت على بلدٍ كان الفلاسفة العرب فيه يبنون فكراً أصيلاً وعلى بعد شوارع قليلةٍ منهم شيّد اليهود صرح " الكابالا"([5]) وأتى المسيحيون في الوقت نفسه برائعة الإنجيل المترجم وهذا البلد كان إسبانيا.
كان يُطلق على ملوكهم أسماءً مثل ألفونسو العاشر (الحكيم)، أو فرناندو الثالث (المقدّس) ونصّب كلٍّ منهم ملكاً على الأديان الثلاثة. أشعر بالفخر ربما لأنني أحمل اسمه!..
تخيّل حضرتك أن إسبانيا اليوم تستوعب الأنماط الثلاثة السّائدة من التفكير وترعاهم بكل حريّة. ( الديمقراطية، الشيوعية، التّديّن).
إذا أنت سيدي الرئيس انتدبت سلطتك للشّعب، فيا للسعادة، ياللسعادة لك أولاً ويا للسّعادة لكلّ الإسبان.
لكنّ ذاك التّسامح البنّاء الذي تشرّبته العصور الوسطى كان مصيره الزوال بوحشية.
أتى ملوك الكاثوليك وطردوا اثنين من الأديان الثلاث، فرضوا اعتناق المسيحية بالدم والنار لإفناء اليهود والمسلمين.
بدأت الليلة الأكثر سواداً في تاريخ إسبانيا، اشتعلت محارق الاستبداد ولم ينطفئ تعصّبهم اليساريُّ وعمّ صمتٌ من زهورٍ متكلّسةٍ، من قضبانٍ لا نهائيةٍ وكأنها سرب من العناكب في أدمغتنا.
ومازال الناس في إسبانيا يتعفّنون في الزّنازين لأنهم أبدوا رأياً، وبسبب البوح بمثاليةٍ تحرق قلوبهم رغبةً صادقةً بنظامٍ مختلف.