كتاب " رسالة الى الجنرال فرانكو " ، تأليف فرنارندو أرابال ، ترجمة عمار الأتاسي ، والذي صدر عن دار دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع عام 2013 .
ومما جاء في مقدمة الكتاب :
قراءة كتاب رسالة الى الجنرال فرانكو
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
رسالة الى الجنرال فرانكو
والآن دعني أروي لك سيرةً أعرفها جيداً: سيرتي.
عندما أعلنت الهجوم على الجمهورية الإسبانية لم أكن قد بلغت سنيني الأربعة وخلال حياتي الواعية كانت إسبانيا دائماً في إدارتك.
يالتصحّر هذا البلد!.. ويالوحدة هؤلاء الرّجال!.. وما أطول هذا الكابوس.
خمسٌ وثلاثون عاماً مدفونون بين الأبواق.
الانقلاب العسكري (الانطلاقة) بدأت في 18 تموز عام 1936 وحيث كنت أسكن في مليليه مع عائلتي تقدّمت إلى يوم 17 وسط ذهولٍ مطلق.
وكنت وعائلتي سنعيش تراجيديا الحرب الأهلية ومأساة الأعوام اللاحقة، أي باختصار سننزل إلى مستوى الفقر.
يومها اعتقل والدي كسائر رجال مليليه وإسبانيا الذين يعرفون كليبراليين أو جمهوريين أو ماركسيين.
لم يستطع أبي فعل شيءٍ للدفاع عن أفكاره فجاءت صدمة الانقلاب العسكري ّ لتمنعه من اتّخاذ أي قرار.
لا يهم.
اعتقله المنقلبون، وألصقوا به مباشرةً التّهمة الدّامغة بالتمرّد العسكريّ، وحكموه بالسجن المؤبّد.
هي حالةٌ من بين الآلاف، بل مئات الآلاف.
كم من رجالٍ تفاجؤوا في أسرّتهم، في أشغالهم، أو على موائد طعامهم بنبأ الاعتقال؟..
قُتل العديد منهم دون أي إجراءات.
سأذكر أبرزهم:
الشاعر "فيديريكو غارثيا لوركا".
أُعدموا دون إجراءٍ يُذكر: رجالٌ، نساءٌ، أطفالٌ، طفلات.
هذه شهادة "فيالونغا"([9]) أحد جنود قوّاتك:
كان أكثرهم حظّاً يحظى بمهزلةٍ من إجراءاتٍ قضائية تنتهي غالباً بإعدامه.
كما في عصور الاستبداد الديني، الموت عقاباً لجريمة الرأي.