كتاب " التجارة الألكترونية " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب التجارة الألكترونية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
إن الإدارة الإلكترونية تتكون من بعدين رئيسيين هما الأعمال الإلكترونية (e-Businesses) والإدارة العامة الإلكترونية أو ما يسمى الحكومة الإلكترونية (e-Government). والإدارة العامة الإلكترونية بدورها تصنف إلى فئتين هما: التجارة الإلكترونية (e-Commerce) والأعمال الإلكترونية غير التجارية مثل إدارة سلسلة التوريد أو التجهيز، التسويق الإلكتروني، إدارة شبكات الإنترنت والإكسترانت وما يرتبط بها من أنشطة وعمليات وغير ذلك من أنشطة وعمليات الأعمال غير المندمجة مباشرة بمعاملات لبيع وشراء السلع والخدمات والمعلومات. ويمكن تصنيف فئة الأعمال غير التجارية حسب نوع التطبيق أو نوع النشاط الذي تتضمنه أو حسب نمط التكنولوجيا المستخدمة. فهناك أنشطة وظيفية في داخل المنظمة ترتبط كما ذكرنا بحزم عتاد وبرامج شبكة الإنترنت وبنظم تخطيط موارد المشروع. وتوجد حزم عتاد وبرامج أخرى ترتبط بتكنولوجيا الإكسترانت وبنظم دعم العلاقات البيئية مثل نظم مساندة قرارات الزبائن أو نظم إدارة العلاقات مع الزبائن وغيرها. وقد يجري تصنيف الأعمال الإلكترونية على أساس نوع وطبيعة النشاط الذي يجري إسناده مثل نظم التحويلات المالية الفورية، نظم إدارة سلاسل التوريد والتجهيز، ونظم تنظيم الدفعات أو النظم الشبكية للتوزيع وغيرها.
أما فيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية فهي تضم بشكلها الحالي تجارة إلكترونية من الشركات إلى الزبائن الأفراد (Business-to-Consumer)، ويشار إليها اختصاراً بالمصطلح B2C وهي تمثل التبادل التجاري بين الشركات والزبائن الأفراد. والتجارة الإلكترونية من الشركات إلى الشركات (Business-to-Business)، ويشار إليها اختصاراً بالرمز B2B، وهي تمثل التبادل التجاري الإلكتروني بين شركة وأخرى. وهناك من يصنف التجارة البينية للأفراد ((Consumer-to-Consumer كجزء من التجارة الإلكترونية ويشار إليها بالرمز (C2C).
البعد الآخر للإدارة الإلكترونية هو الإدارة العامة الإلكترونية للأعمال والوظائف الحكومية الموجهة للمواطنين أو لقطاع الأعمال أو بين مؤسسات الدولة ووكالاتها وأجهزتها عبر استخدام منظومات تكنولوجيا المعلومات والشبكات. أي أن الحكومة الإلكترونية ببساطة هي إنتاج وتقديم الخدمة العامة باستخدام الوسائل الإلكترونية.
وتتوزع أنشطة الحكومة الإلكترونية على ثلاثة مجالات مهمة هي:
1- علاقة الحكومة بالمواطنين G2C.
2- علاقة الحكومة بالحكومة G2G.
3- علاقة الحكومة بالأعمال G2B.
وهكذا تتضح العلاقة الحميمة بين مفاهيم الإدارة الإلكترونية (e-Management) والأعمال الإلكترونية، والحكومة الإلكترونية والتجارة الإلكترونية.
فالأعمال الإلكترونية هي بعد مهم من أبعاد الإدارة الإلكترونية التي تطوي في داخلها الإدارة العامة الإلكترونية أيضاً. ومع ذلك، فإن هناك قاسماً مشتركاً يجمع كل هذه المنظومات والمفاهيم مع بعضها. هذا القاسم المشترك هو شبكة الإنترنت والاستخدام المكثف لكل من تكنولوجيا العمل بالإنترنت والشبكة العنكبوتية العالمية (WWW).
إن الأعمال الإلكترونية- وكما هو الحال أيضاً في المنظومات الأخرى تدور في فلك شبكة الإنترنت وتستفيد من تقنياتها ومن القدرات المهمة التي توفرها شبكات أخرى تستخدم تقنيات الإنترنت مثل شبكات الإنترانت (Intranet) والاكسترانت (Extranet) باعتبارهما الخيار التكنولوجي الأول للأعمال الإلكترونية، (Technology of Choice). وبدون هذه الشبكات يصبح من غير الممكن تكوين بيئة معلوماتية متفاعلة وتلقائية لتطبيقات المنظمة الداخلية والخارجية وذلك عن طريق استخدام وسائل وقنوات الاتصال الإلكترونية.
وأخيراً، تمثل الأعمال الإلكترونية مع إطلالة القرن الواحد والعشرين خياراً تكنولوجيا حتمياً في ضوء فرص وتحديات عولمة الأعمال، عولمة المنافسة، والاستخدام المكثف لتكنولوجيا المعلومات كسلاح فعال في المنافسة أولاً وكأداة لا غنى عنها لاكتساب الميزة التنافسية الاستراتيجية في لعبة الأعمال. ناهيك عن دور الأعمال الإلكترونية في خلق نماذج جديدة للأعمال وبالتالي خلق فرص استثمار جديدة لم تكن مطروقة من قبل، بل ولم تكن تخطر ببال حتى أصحاب الرؤى الاستراتيجية من رواد الأعمال.
لقد أخذت الأعمال الإلكترونية مدّيات من الاتساع وطرقت آفاقاً جديدة شبيهة بالاستكشافات الجغرافية للعالم الجديد أو للاختراعات الجوهرية التي شكلت منعطفات أساسية في تاريخ البشرية. ويكفي أن نلقي نظرة على شركات الإنترنت التي لديها رصيد كبير من الإنجازات والتي حققت نمواً وأرباحاً خلال أقل من عقد واحد. وقصص النجاح لهذه الشركات كثيرة مثلما قصص الفشل كثيرة أيضاً وهذا من طبائع الأعمال. فالنجاح والفشل لا يقتصران على قطاع دون غيره أو على نموذج للأعمال دون غيره من النماذج التقليدية المختلفة عنه. لكن من حكم المؤكد أن لعبة الأعمال تغيرت، وأن قواعد هذه اللعبة تغيرت أيضاً، وإن النجاح في الأعمال التقليدية لا يضمن أبداً النجاح في الأعمال الجديدة وإن اللاعبين الكبار هم في مقدمة من تواجههم تحديات الانتقال إلى الأعمال الإلكترونية بصورة جزئية لتعزيز فعالية الأنشطة التقليدية أو لخلق نماذج جديدة للأعمال الإلكترونية.