كتاب " التجارة الألكترونية " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب التجارة الألكترونية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
أما الفئة الثانية من التصنيف، فهي تعتمد على أنواع المجتمعات الإلكترونية، والتي يمكن إيجازها بالآتي:
مجتمعات التعامل (Transaction Communities) التي تساهم في عمليات بيع وشراء السلع والخدمات وتوفير المعلومات المرتبطة بعمليات التعامل هذه. مثلاً، يستطيع المستهلك من خلال الشبكة شراء سيارة من شركة لها موقع على الشبكة.
مجتمعات الاهتمام (Interest Communities) التي تتيح للمشتركين فرصة الاتجار بالمعلومات في ما بينهم.
مجتمعات العلاقة (Relationship Communities) التي تمكن الأفراد من الاتصال مع مجاميع النقاش (Discussion Groups) على الشبكة.
إن لهذه المجتمعات الإلكترونية قيمة كبيرة. فهي وسيلة ناجعة تساهم بشكل كبير في تطوير الإحساس بالولاء والمشاركة لدى المشتركين فيها من خلال التفاعلات المستمرة في ما بينهم. فالشركات مثلاً، تشجع المجاميع على الدخول في مناقشات عبر الإنترنت وهي بهذه الطريقة تحصل على تغذية عكسية من هذه المجاميع حول السلع والخدمات المعروضة على الشبكة أو التي هي موضوع النقاش.
كما أن شبكة الإنترنت تساهم في تثوير بحوث التسويق بحكم المعلومات المباشرة والصريحة والتغذية العكسية الواقعية التي تحصل عليها الشركات التي تربط نشاطاتها بالإنترنت وتعتمد عليه في هذا المجال بالذات. فأساليب البحث التقليدية المعتمدة على الاستبانات المعدة مسبقاً والاستجابات المحكومة بأسئلة محددة لا تقدم جواباً شافياً أو نهائياً، بينما الأسئلة التي توجه عبر الإنترنت لأغراض بحوث السوق هي في الغالب ليست من إعداد الشركة، وإنما تتولد من قبل العملاء القائمين والمرتقبين أنفسهم، مما يجعلها ذات قيمة كبيرة من حيث مصداقيتها وأصالتها وواقعيتها.
وينبغي على الشركات التي تعتزم ممارسة أعمالها عن طريق الإنترنت أن تكون قادرة على الإجابة عن عدد من الأسئلة ذات العلاقة بالمشاركة في هذه المجتمعات الإلكترونية، وأيضاً بكيفية إدارتها ومن هذه الأسئلة:
1- ما هو حجم وأبعاد الجدوى الاقتصادية الكامنة في المجتمع الإلكتروني؟
2- ما هي حدة أو كثافة المنافسة المحتملة في هذا المجتمع؟
3- هل نحتاج إلى تكوين مجتمع إلكتروني لكي ندافع عن قطاع أو جزء من قطاع سوقي معين، أو هل نحن بحاجة إلى ضرورة تكوين قطاع أو جزء من قطاع جديد تماماً، أو كلاهما معاً؟
4- كيف باستطاعتنا تنظيم أو تجزئة المجتمع الإلكتروني إلى قطاعات؟
هـ- هل نرغب بإنشاء موقع لمجتمعنا على الإنترنت بشكل مباشر، أم نرغب باستخدام خدمات موقع قائم أصلاً على الإنترنت؟
6- هل نريد إنشاء أو تكوين مجتمع إلكتروني بأنفسنا اعتماداً على إمكانياتنا الذاتية، أم بالتعاون مع شركاء آخرين؟
لقد أصبح الإنترنت سوقاً إلكترونية حبلى بالفرص ومجالاً رحباً للإبداع والابتكار. فتطبيقات التجارة الإلكترونية تشهد نمواً هائلاً من حيث الكم والنوع، وهذا بحد ذاته يسهل عمليات التفاعل والتداخل ما بين العملاء وتجار التجزئة، وتجار التجزئة والصناعيين، والصناعيين والموردين، وهي علاقات تتم عبر الإنترنت.
هل توفر نظم المعلومات أفضلية تنافسية؟
يتضح مما سبق ذكره أن تكنولوجيا المعلومات قد ساهمت فعلاً في تمكين العديد من منشآت الأعمال من تحقيق أفضلية تنافسية. إلا أن مثل هذه الأفضلية التنافسية قد لا تدوم طويلاً. ويعود سبب ذلك إلى قيام المنافسين في الصناعة بتقليد أو استنساخ الأفكار المبتكرة للرواد في الصناعة الأمر الذي يؤدي بالمحصلة النهائية إلى إزالة الميزة التنافسية للشركة الابتكارية التي يعود الفضل إليها في المقام الأول في بلوغ هذه الميزة التنافسية. وهكذا تتحول نظم المعلومات الاستراتيجية إلى ضرورة استراتيجية –جزء لا يتجزأ من أسلوب الأعمال في الصناعة برمتها.
فشركات مثل (American Airlines) و (American Hospital Supply) و (McKesson) كانت سباقة في مجال تصميم نظم معلومات تنافسية استهدفت إرساء علاقات ارتباط في ما بينها من جانب ومع عملائها من جانب آخر. إلا أن أي من هذه الشركات لم تكن قادرة على الحفاظ لفترة طويلة على ميزتها التنافسية المتأتية أصلاً من استخدامها لهذه النظم المبتكرة. واليوم صارت هذه الشركات تكرس نظم المعلومات التي تمتلكها وتديرها لإرساء علاقات ارتباط ما بين العملاء والموردين، وتحولت إلى شركاء ومشتركين في السوق الإلكترونية.
وفي إطار هذا السيناريو، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: "ماذا سيكون مصير الشركات الصغيرة التي لا تسمح إمكانياتها المادية والبشرية بتصميم نظم معلومات تنافسية خاصة بها؟" ففي صناعتي الطيران والأدوية، كان أمام مثل هذه الشركات خياران هما: (أ) الاندماج مع شركات أكبر حجماً أو (ب) الانسحاب من الصناعة.
وفي العديد من الصناعات مثل التأمين وتجارة التجزئة وتصنيع السيارات، فإن الاستخدام الاستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات يعتبر ضرورياً لأغراض البقاء (Survival). صحيح أن تكنولوجيا المعلومات قد لا توفر ميزة تنافسية طويلة الأمد، إلا أن هذه التكنولوجيا حيوية جداً للمشاركة في صناعات عديدة. فالاهتمام اليوم ينصب ليس في استخدام تكنولوجيا المعلومات بشكلها المجرد، وإنما لتشخيص الاستخدامات التنافسية للتكنولوجيا التي تعزز القدرات الأساسية للشركة (The firm’s basic capabilities).