كتاب " قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مدلول المنهج
Curriculum
المنهج هو كل ما تقدمه المدرسة إلى تلاميذها من أجل تحقيق رسالتها، وأهدافها،وفقاً للخطة التي وضعتها لتحقيق تلك الأهداف، وهذا يعني أن مفهوم المنهج يرتبط بالتربية وأهدافها. والمنهج هو المعلومات والحقائق، والمفاهيم المختلفة التي تريد المدرسة إكسابها للتلاميذ لغرض إعدادهم للحياة وتنمية قدراتهم عن طريق إلمامهم بخبرات الآخرين والاستفادة منها، وهو أيضاً مجموعة من الخبرات والأنشطة التي يتفاعل معها التلاميذ ليحصلوا على تعليم، أو تعديل للسلوك.(عامر ومحمد،2008) والمنهج بمفهومه الحديث يشير إلى الحياة المدرسية التي يعيشها التلميذ، ويتضمن خبرات التلميذ التي تتضمنها المدرسة وتشرف عليها سواء داخل المدرسة أو خارجها، ويتحدد المنهج بعاملين هما: التلاميذ من حيث قدراتهم واستعداداتهم،ومشكلات الحياة في المجتمع.
والمنهج يكون مهماً إذا أصبح جزءاً من خبرة التلميذ، فالموقف التعليمي الواحد يتضمن خبرات مختلفة باختلاف التلاميذ والفروق الفردية بينهم، حيث أن المادة الدراسية لا تزال تحتل مكانة هامة بمفهومها الحديث، ولم يعد الكتاب المصدر الوحيد للمعلومات، كما لم تعد مهمة المعلم التلقين، ولكن توجيه النشاط التعليمي للتلميذ بحيث يحقق أكبر قدر من النمو المتنوع المرغوب فيه،فالمنهج يعتبر بيئة خاصة تمثل الحياة الحقيقية للتلميذ، وتنمي فيه السلوك الجيد، والمنهج الحديث وثيق الصلة بمشكلات المجتمع، ومساعدة التلاميذ على مواجهة مشكلات الحياة الشخصية.(جاد، 2007) فهو مجموع الخبرات المخططة التي تعدها المدرسة وتقدمها لتلاميذها داخل المدرسة أو خارجها لغرض تحقيق النمو الشامل لشخصية التلميذ وبناء تلك الشخصية وفق أهداف تربوية محددة وخطة عمل تؤدي إلى تعديل سلوك المتعلمين وفقاً للأهداف المحددة، ولقد عرفه محمد عزة عبد الموجود المشار إليه في (عطية،2008) بأنه مجموعة من الخبرات والأنشطة التي تقدمها المدرسة لتلاميذها تحت إشرافها بقصد احتكاكهم، وتفاعلهم معها، ومن خلال هذا التفاعل والاحتكاك يحدث تطوير سلوكهم، أو تعديله مما يؤدي إلى تحقيق النمو الشامل المتكامل الذي يعد الهدف الأسمى للتربية، والمنهج في مفهومه الحديث يشتمل على الأهداف، ومحتوى المادة الدراسية، والأنشطة، واستراتيجيات التدريس، وطرقه وأساليبه، والوسائل التعليمية، ودور المعلم، وعملية التقويم، ويعد المنهج خطة تربية وتعليم التلاميذ أثناء تلقيهم تعليمهم في مدرسة ما (Beauchamp,1981) ويعتمد نجاح برامج رياض الأطفال وأنشطتها ومناهجها على البيئة والمثيرات المحيطة بالطفل في الروضة وخارجها، وهذه البيئة هي موضوع منهج الأطفال من حيث مرونة البيئة لتقابل حاجات ومتطلبات الطفل، ومن حيث تغيرها وتأثرها بعوامل اقتصادية واجتماعية وثقافية، فإذا كانت البيئة تتسم بالاتساع والشمولية فأن المنهاج أيضاً يتسع ليشمل حاجات الأطفال جميعاً وخصائصهم، ويتسع ليشمل ويعكس أهداف الروضة، والمنهج هو برنامج أو نشاط يدل على التعليم، وهو كل عمل منظم يمارسه الطفل تحت إشراف المعلمة، أو هو كل نشاط يصرفه الطفل في سبيل التعلم، كما أنه العمل الإيجابي والخبرة المباشرة (طراونة،1988) ولقد أشارت الدراسات إلى أن المنهج الدراسي المميز الذي يصلح للتطبيق على أطفال ما قبل المدرسة، هو المنهج المبني على نظرية تنمية الطفل من خلال التمارين والأنشطة والألعاب والكتيبات والمناقشات، وتحتوي موضوعات هذا المنهج على القطع الخشبية واللعب في أحد الأركان بحجرة النشاط، والنشاط الفني، والرمل والماء والمكتبة والموسيقى، والنشاط الحركي، والطبخ وتدريب الحواس، واللعب خارج حجرة النشاط(حطيبة،2009).
ويفترض أن يساعد منهاج الروضة الأطفال على أمرين هما: (أبو ميزر وعدس،1993)
1- تنمية اتجاهات الأطفال نحو التعلم ومنذ اليوم الأول للعام الدراسي يلتحق الأطفال فيه بالروضة، ويجب عليهم ممارسة مختلف المهارات الأكاديمية، والفن والموسيقى، فهذه الممارسات تشكل لديهم الأساس لارتياد آفاق واسعة، وليصبح بمقدورهم أن يجدوا المتعة في ذلك، وأن يكونوا قادرين على الاستيعاب والشرح والتفسير والتعامل مع المواقف الحياتية المتنوعة بطريقة ذكية.
2- مساعدة الطفل على فهم ذاته، لأن فهم الذات هو جزء من النشاط ونقطة الانطلاق التي ينبثق منها ويبنى عليها المنهاج، فالأطفال الذين يتمتعون بالراحة النفسية يعملون بفاعلية كبيرة، وحين يتم التركيز على فهم الذات يمارسون الأنشطة المختلفة بدافع التعلم الذاتي، ويمكن للطفل أن يفهم ذاته من خلال اللعب والأدوار والمسرح والحركات الإبداعية، والمراجع والكتب والقصص، وخلق اتجاه ذاتي نحو النظام، ويجب أن يقترن الفهم الذاتي بتقدير الفرد لذاته وذلك من خلال إدراك أهميته في المجتمع ودوره في الحياة وشعوره بقدرته على الإنجاز، ويتسم منهاج الروضة بأنه يعتمد في معظمه على مبدأ التعلم بالعمل، وهو مبدأ تتبناه الآراء التربوية الحديثة(عامر ومحمد،2008) وهناك عوامل أساسية تؤثر على طبيعة مناهج الروضة أهمها هوايات الأطفال، وميولهم، ومواهبهم، وقدراتهم، ومتطلباتهم، واحتياجاتهم، بالإضافة إلى فلسفة وأهداف المجتمع المعبر عنها بالفلسفة التربوية، وتعتمد المناهج المعاصرة لرياض الأطفال على مبدأ النشاط الذاتي الذي يتضمن مواقف تعليمية منظمة، وأنشطة وألعاب هادفة متنوعة ومنظمة ضمن إطار من الوحدة المعرفية تتسم بالشمول والتنوع والمرونة والترابط والتكامل، وتؤدي بالطفل إلى التعلم الذاتي مما يدفعه إلى البحث والاستكشاف. (بدر،2009) على أن يتم ذلك في ضوء منح الطفل الحرية والاستقلالية، وعدم تدخل المعلمة في نشاطه أو إرغامه على القيام بنشاط معين، فدور المعلمة هو التنظيم والتوجيه والملاحظة والإرشاد، فالطفل في برامج الأطفال التعليمية هو محور العملية التعليمية، وبيئة التعلم لا تقتصر على حجرة الدراسة بل تشمل البيئة الدراسية وموجوداتها، وربط العملية التعليمية بالبيئة الاجتماعية، مما يوفر نمواً شاملاً متوازناً لشخصية الطفل.
والمفهوم الحديث لمنهج رياض الأطفال ينظر إليه على أنه يتكون من ثلاثة جوانب هي: (اللقاني،1989)
1- الجانب الأكاديمي أو الدراسي، وهو الجانب الخاص بالمواد الدراسية بمفهومها التقليدي.
2- الجانب الخاص بالنشاط المصاحب للمنهج.
3- المنهج المستتر وهو الجانب غير المرئي، والمتمثل في التفاعل مع العناصر البشرية، من معلمين وإداريين وفنيين وأقران، وما ينتج عن هذا التفاعل من تعلم واكتساب للقيم والاتجاهات في ظل المناخ النفسي السائد في الروضة.