كتاب " قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
الاتجاهات العالمية لبرامج تربية الأطفال
تهدف رياض الأطفال بالدرجة الأولى إلى إضفاء المتعة والسعادة في نفس الطفل، وإلى مساعدته على اكتشاف مواهبه وقدراته وتنميتها،و العناية بنموه الشامل من الناحية الجسمية، والعقلية، والنفسية، والروحية، والاجتماعية من خلال توفير البيئة المناسبة له وتقديم كل سبل المتعة والاكتشاف والإبداع التي تشحذ طاقاته وتحرك إمكاناته وتثير تفكيره الإبداعي، وتشبع رغباته وحاجاته. ويحرص القائمون على وضع برامج رياض الأطفال في جميع دول العالم بوضع البرامج الرصينة والمدروسة دراسة مستفيضة والقائمة على النظريات الحديثة للنمو والطفولة، وذلك من أجل إعداد الطفل إعداداً سليماً موفقاً في هذه المرحلة الحرجة (الطفولة المبكرة) والتي تعد أسرع المراحل التي يتعلم فيها الطفل ويكتسب المهارات المعارف الأساسية. ومرحلة رياض الأطفال هي الركيزة الأساسية لتأسيس قاعدة التعليم العام حيث يبدأ فيها الاستعداد النفسي والبدني للطفل لعقد علاقات اجتماعية، واحترام الأنظمة وتعلم المبادئ الأساسية للعلوم العامة، بالإضافة إلى الاستعداد للترقي المنظم للمرحلة الابتدائية، ولقد أطلق د.علي الحبيب مصطلح (الترقي) مشبهاً ذلك بالرقي الوظيفي داخل الأجهزة والمؤسسات المختلفة في أي بلد، فالطفل لا يعي ولا يدرك إن كان يتطور في نموه وقدراته في مراحل نموه السابقة، إلا في مرحلة الروضة حيث تتضح له المفاهيم والأمور بشكل جيد.(الحبيب،1995) ذلك أنه يتفاعل، ويقوم بأداء المهام المطلوبة منه، ويناقش، ويعبر، ويبدع، ويسأل، ويتشاور ويعقد العلاقات مع أقرانه،ويتخذ القرارات،ويحل المشكلات..الخ، ولذلك فإن النصف الأول في القرن العشرين قد تميز باهتمام متزايد في مجال تربية الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة وظهرت اتجاهات عديدة في برامج ومناهج رياض الأطفال تستهدف توفير أفضل السبل لتربية طفل ما قبل المدرسة من خلال إتاحة الفرص التربوية المرتبطة بخبرات الطفولة والتفاعل الاجتماعي للطفل مع أقرانه، وتنمية السمات الشخصية للطفل، ولقد ساعدت تلك الاتجاهات على ظهور العديد من النماذج لبرامج رياض الأطفال والتي يتم في ضوئها تخطيط الخبرات التربوية المقدمة للأطفال.(بدران،2000) وتتلخص هذه الاتجاهات المعاصرة بالآتي:(الناشف،2005)و الحبيب (1995)
1- تعد التنمية الشاملة والمتكاملة للطفل في مقدمة الأهداف التربوية التي تسعى الروضة إلى تحقيقها،مع الاهتمام بشكل خاص بالنمو المعرفي واللغوي للطفل إذ أثبتت الدراسات النفسية الطولية أهمية ما يحققه الطفل في هذا المجال في سنوات ما قبل المدرسة على طبيعة ونمط النمو في السنوات التالية.
2- ومن الاتجاهات الحديثة في أساليب التعليم في الطفولة المبكرة توظيف اللعب لتنمية الطفل ومهاراته واتجاهاته، أي توجيه اللعب فلا يكون حرا كل الوقت، بل يعطي الطفل الفرصة للعب الحر أحياناً، ويتم التدخل التربوي أحياناً أخرى لتحقيق أهداف تعليمية محددة دون التخلي عن اللعب كأفضل أسلوب لتعليم أطفال هذه المرحلة.
3- التأكيد على الجوانب الإنسانية المشتركة في الثقافات الفرعية المختلفة بدلاً من الاهتمام بما يميز ويفرق بين الجماعات الإنسانية، حتى لا ينشأ الأطفال في ظل أنماط ثقافية جامدة، بل في إطار ثقافة واسعة ومرنة تؤدي إلى الالتقاء في الفكر والأهداف بالنسبة لجميع شعوب العالم، وتخفف من حدة الصراعات الدولية.
4- اعتبار مرحلة ما قبل المدرسة (الروضة) مرحلة هامة تستحق أن تدخل ضمن الأطر التعليمية الرسمية حتى تلقى الاهتمام الكافي وترصد لها الميزانية اللازمة لتقديم خدمة تربوية تتناسب وأهمية هذه المرحلة.
5- الاهتمام بتربية وتثقيف الآباء ليقوموا بدورهم في تنشئة طفل ما قبل المدرسة وتوفير المناخ الثقافي والاجتماعي والتربوي المناسب له داخل الأسرة وتؤكد الاتجاهات التربوية الحديثة على ما يلي:(المسعد وآخرون،2004)
1- تشجيع نمو الطفل كعضو في المجتمع برعايته، وتربيته امتداداً لدور الأسرة وتصحيح أي مظاهر نقص، وإتاحة الفرص المثلى نحو نموه وتربيته وتعليمه.
2- عدم وجود مناهج محددة كما هو الحال في التعليم النمطي.
3- يتركز النشاط على تنمية الجوانب الجسمية والذهنية والوجدانية والاجتماعية والشعور بالمسؤولية، وتعويد الطفل على السلوكيات الجيدة للحياة اليومية، وإتاحة الفرصة له للعب وممارسة الأنشطة المناسبة وتشير الاتجاهات الحديثة في رياض الأطفال إلى تشعب وظائف الروضة لتغطي الكثير من جوانب النمو، ومن الوظائف التي تقوم بها الروضة وفق الاتجاهات المعاصرة ما يلي:
- الوظيفة التعويضية: وتظهر أهميتها للأطفال وبالأخص المحرومين اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً. وذلك بتوفير ظروف بيئية أكثر ملائمة لفرص النمو والتعلم.
- الوظيفة التربوية الإنمائية: وهي التي توفر أساليب التنمية الشاملة للأطفال في مجالات مختلفة، كالمجالات الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية، وإشباع حاجاتهم بما يتفق وأعمارهم.
- التمهيد لدخول المدرسة والاستعداد لها: حيث أن الإنجاز في المدرسة يعتمد على رصيد الطفل من المهارات والاتجاهات النفسية والسلوكية ذات الأهمية بالنسبة للتعليم، وقد أصبحت وظيفة تهيئة الطفل للمدرسة من بين أهم وظائف رياض الأطفال وبالأخص في حالة عدم قدرة الوالدين على تولي هذه المهمة.
- مساعدة أولياء الأمور على تفهم حاجات أطفالهم وطريقة إشباعها بما يكفل نمو الأطفال وتنشئتهم: وتوعية أولياء الأمور بأهمية إثراء البيئة الثقافية للأطفال وإشراكهم في تخطيط برامج التربية لما قبل المدرسة.
- التنشئة الاجتماعية السليمة للطفل: وتوفير الرعاية التربوية والنفسية التي تحقق تكيفه الاجتماعي مستقبلاً.
- رعاية الأطفال أثناء غياب أمهاتهم للعمل.