كتاب " قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
ما الذي يجعل المنهج منهجاً
يعرف المنهج على أنه ماذا نعلّم وكيف نعلَم ذلك. وهذا يتطلب بالطبع تحديد
المفاهيم والمهارات المهمة التي يجب أن يكتسبها الأطفال والأدوار التي ستعهد للطفل
للإنجاز والتحصيل المطلوب، وما هي المنظمة التي تتيح للطفل اكتساب الخبرات التعليمية للوصول إلى أقصى قوة معرفية.ولذلك فإن أي نموذج للمنهج في رياض الأطفال، يجب أن يمثل العرض النظري المثالي المقترن بالتطبيق، والقوانين والتشريعات الإدارية اللازمة، والعناصر التربوية للبرنامج الذي يهدف إلى الحصول على مخرجات تربوية معينة.فالمنهج
يؤثر في الأطفال عن طريق حفز المبادرات التعليمية، وتعريض الأطفال إلى الخبرات
التي تصمم عادة لمساعدتهم في اكتساب المعارف والمهارات وتغيير القيم والمشاعر
(Frede and Ackerman,2007) وفي الوقت نفسه فإن المنهج يمكن أن يعكس مجموعة من المعاني في برامج رياض الأطفال، فالمنهج يعرف غالباً وفق المحتوى الذي يراد أن يعلم للأطفال، لكن نظريات نمو الطفل والتعلم، تنصح بتقديم الطرق التي يفضل أن يدرس المنهج من خلالها بدلاً من ماذا يجب أن يتعلم الأطفال. وكنتيجة لذلك فإن بعض أصحاب المصالح في مجال رياض الأطفال يشعرون بأن المنهج يجب أن يشتمل على تفاصيل دقيقة حول ماذا يجب أن يدرس للطفل،وكيف يتم ذلك، وعليه يجب أن تزود معلمات الروضة بأهداف التعلم وبأدلة لإعداد- النشاطات اللازمة لتحقيق تلك الأهداف. وهذا يتضمن تخطيط بيئة التعلم، والنشاطات داخل حجرات الدراسة، مثل سرد القصص على الأطفال، والعمل في الأركان،بالإضافة إلى التخطيط للنشاطات التي يمارسها الأطفال خارج حجرة الدراسة. والمنهج ليس مجرد جمع النشاطات الممتعة وترتيبها، لكنه فكرة معقدة تشتمل على مجموعة من العناصر مثل: الأهداف، والمحتوى، وأساليب وطرق التدريس.ويتأثر المنهج بعدة عوامل بضمنها القيم الاجتماعية، وأنظمة المحاسبات، ومستويات المحتوى، ونتائج البحوث والدراسات، وتوقعات المجتمع المحلي، والثقافة السائدة، واللغة، بالإضافة إلى الصفات الفردية لكل طفل. ولذلك لكي تكون برامج الطفولة المبكرة فاعلة تربوياً، فإنه ليس كافياً لإعداد بيئة التعلم وتجهيزها بمعلمة متدربة جيداً وبمعدات مناسبة، ولكن مربي طفل ما قبل المدرسة بحاجة إلى عمل بعض القرارات المتعلقة بالمنهج من أجل دعمه وجعله يناسب جميع الأطفال ويلبي حاجاتهم.
ويواجه واضعو أنظمة وقوانين رياض الأطفال، وأصحاب المصالح، مجموعة من القرارات المتعلقة بالمنهج ومنها اختيار المنهج لبرنامج معين في رياض الأطفال، أو تعميم قائمة مقترحة بالبرامج المتعلقة بالمنهج أو حذف أو إضافة عناصر من أو إلى المنهج وفقاً لنتائج تقويم المنهج الحالي. مع التركيز على ضرورة مناسبة المنهج لكل المعلمين والمعلمات فيما يتعلق بتأهيلهم، واقتراح دورات تدريبية ذات علاقة بما يستحدث في المنهج، بالإضافة إلى تزويد المعلمين والمعلمات والأهالي بأدلة إرشادية ذات علاقة بالمنهج المقرر. إن المنهج الحديث لرياض الأطفال هو منهج متعدد الأغراض ويقوم على نظريات النمو، وهو بذلك يمثل ثلاثة طرق من التفكير حول النمو والتعلم، وهذه الفروع هي (المرجع السابق)
1- المنهج القائم على التعليم المباشر Direct Instruction Curriculum: إن أول منهج هو منهج التعليم المباشر، المستقى من السلوكين أو نظريات التعلم الاجتماعي والذي مفاده أن التعلم هو أحد المدخلات الرئيسية المشتقة من البيئة. وهنا تقوم المعلمة بعرض المعلومات لجميع الأطفال الموجودين في حجرة الدراسة، وتستخدم طريقة المحاضرة، بشكل سريع ومنظم ومن خلال تلك المحاضرة تعلمهم المهارات المنفصلة والحقائق المنفردة بخطوات قصيرة، وتشجع الإطراء المتكرر. إن الفائدة الرئيسية من هذه الطريقة في بعض البرامج وهو التنظيم المقدم للمعلمة، والذي قد أيؤمن التعلم بدرجة أكبر حتى إذا كان المعلمون يختلفون في الخبرات والقدرات والخلفيات التربوية.
2- منهج التنشئة الاجتماعية Socialization Curriculum: يقوم هذا النوع من المنهج على النظرية العقلانية Maturations التي تؤدي إلى بيئة تعليمية مفتوحة أو إلى منهج التنشئة الاجتماعية. وهذه النظرية مستمدة من الاعتقاد من أنه يتوجب على الأطفال أن يوجهوا تعلمهم بأنفسهم، فإذا كانت درجة نموهم كافية، فإنهم سيتعلمون لاسيما إذا قدمت لهم المعلمة التغذية الراجعة والمواد المحفزة على التعلم، والدعم الكافي لهم في اختيار نشاطاتهم بأنفسهم. إن الهدف الأساسي من هذا المنهج يقوم على طريقة التنشئة الاجتماعية. وهذه الطريقة تعتمد أيضاً على اللعب غير المنظم باعتباره نشاط هذه الطريقة الأساسي. وهذه الطريقة تتيح حرية عظيمة للمعلمة لاختيار الأنشطة وتطويرها معتمدة على خبراتها الشخصية، وإبداعاتها، وفهمها لنمو الطفل. ومثل هذا المحتوى والأنشطة يمكن أن تقوم على أساس حماس الأطفال لموضوعات معينة، وإشباع حاجاتهم الفردية، وتعكس قيم المجتمع المحلي والبرنامج معاً.
3- المنهج البنائي :constructivist Curriculum يقع هذا المنهج بين المنهجين الأول والثاني، ويستمد من النظريات البنائية التي قدمها جان بياجيه j.Piaget
أو فيكو تسكي vygotsy إن إتباع المنهج البنائي ينظرون إلى التعلم على أنه تبادل فعال بين الطفل وبيئته. وفي هذا النموذج تقوم المعلمة عادة بالمبادرة بتصميم النشاطات لتعزيز قدرات الأطفال في تحديد الأسباب وحل المشكلات، لكنها أيضاً تتفاعل مع الأطفال خلال قيامهم بتصميم النشاطات لتضيف فكرة جديدة أو لتعزيز التعلم، وتشجع هذه الطريقة أيضاً تفاعل الأطفال مع بعضهم البعض كأسلوب مناسب لعمليات التعلم.
إن المنهج البنائي يحترم المعلمة كصانعة قرارات ويتوقع منها أن تصمم النشاطات والتفاعلات الإنسانية لإشباع الحاجات الفردية للأطفال وحاجات المجتمع وتطلعاته أيضاً. وعلى أية حال، فإن الإطار العام لاتخاذ تلك القرارات واستخدام أساليب معينة لتحقيق أهداف التعلم، يشكله نموذج المنهج. وهذا النوع الثالث هو الأكثر شيوعاً من رياض الأطفال وتدعمه الوكالة القومية التربوية للأطفال الصغار.
إن أكثر المؤسسات الخاصة بتعليم طفل ما قبل المدرسة تصنف حسب أهدافها الأساسية إلى:
1- النوع الخاص بتقديم برامج الرعاية: وهو الذي يوفر العناية للأطفال بطريقة آمنة وصحيحة.
2- البرامج الأكاديمية: وهي التي تركز على القراءة ومفاهيم الأرقام لتنمية مهارات القراءة والحساب.
3- البرامج المعرفية الإدراكية: وهذه البرامج تحيد عن المحتوى الأكاديمي المنظم وتؤكد على الخبرات الفنية التي تصمم لتصعيد قدرة الذكاء.
4- البرامج التنموية: وهي البرامج التي تعني بتحفيز تنمية شخصية الطفل بأكثر قدر ممكن، وتحاول الموازنة بين المواد الإدراكية والمثيرات. وحيث إن البرامج التنموية أصبحت متزايدة وفي تطور مستمر،لذا فإن هناك بعض التغييرات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، وأن تتابع من قبل مديري المدارس الابتدائية، وذلك لمساعدة الأطفال الذين دخلوا للتو إلى المدرسة الابتدائية وهذه التغييرات هي:
1- تحسين البرنامج الغذائي المقدم للأطفال "المطعم والمقصف"
2- تحسين الوضع الصحي للأطفال جسمياً وذهنياً.
3- تحسين المستوى الاجتماعي.
4- تحسين وضع الطفل الذي ينتمي إلى بيئة فقيرة اقتصادياً واجتماعياً.
5- التعرف على بعض المدارس النموذجية.
6- تحفيز الأطفال على التفكير السليم الذي يكفل تطوير وتنمية مستوى الذكاء لديهم.
7- التحمس لمواد معينة مثل العلوم، الرياضيات، والاجتماعيات والتربية الوطنية.