كتاب " قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 10
الأسس التي يقوم عليها منهج رياض الأطفال
من المهم عند وضع الأنشطة لأطفال الروضة ترتيب وتسلسل هذه الأنشطة التي يفترض أن تحقق أهداف الخبرة بصورة متكاملة ومترابطة ووضع هذا الترتيب وفق برنامج زمني، ومراعاة الأسس التالية:(عريفج،2008) و(الناشف،2004)و(جاد،2007)
1- تعلم عادات ومهارات سلوكية تنفع في مواجهة الحياة اليومية.
2- متابعة تغذية الطفل وبرامج التلقيح ضد الأمراض والعناية بصحته ونظافته.
3- شمول برنامج النشاط لجميع جوانب الخبرة التي تغطي جميع مجالات النمو.
4- تعليم الطفل من خلال المشاركة والممارسة الفعلية في النشاط.
5- التركيز على التعلم الفردي للطفل.
6- إعطاء أهمية كبيرة للعب وتنمية مهاراته باعتباره وسيلة للتعلم والتفاعل الاجتماعي.
7- تنمية مهارات الإنصات عن طريق الاستماع للقصص والمنتقاة بعناية والمناسبة للفئة العمرية والتي تخدم أهداف مقبولة، وتنمية التذوق الفني عن طريق الموسيقى والأناشيد والرسم.
8- تهذيب الانفعالات وتكوين عواطف إيجابية نحو الأشياء والأفراد.
9- توفير المعلمة المتخصصة والمؤهلة تأهيلاً تربوياً وذات خيال مهني ومقدرة فنية كبيرة لتنفيذ هذا المنهج.
10- إتاحة الفرصة للأطفال لممارسة ألوان من النشاط بحرية مع التوجيه.
11- أن يساعد المنهج الأطفال على توثيق الصلة بينهم وبين البيئة الطبيعية من حولهم، فيتيح لهم فرصة التعامل مع الأشياء وبشكل مباشر.
12- أن يؤكد المنهج على وحدة وتكامل المعرفة.
13- مراعاة ميول وحاجات الأطفال واعتبارها المحدد الأساسي لمعالم العمل في الروضة.
14- الإكثار من استخدام الوسائل التعليمية الحسية، ومن الأدوات والخامات البيئية، ومن الألعاب التربوية التي تساعد على تشجيع رغبة الأطفال في الاكتشاف، وتنمي لديهم الإبداع، وتوسع خيالاتهم.
15- التنويع في الأنشطة بحيث تثير حيوية واهتمام الأطفال بموضوع البرنامج، وأن تكون مناسبة لمعرفة وخبرات المتعلمين، وأن تتسم بالاتزان بحيث لا تشتت انتباه الأطفال وتخرجهم من مجال التركيز أو الاهتمام.
إن المنهج الجيد لرياض الأطفال يجب أن يقدم النشاطات التي تشتمل على:
1- تقديم دراسات ذات عناوين معينة، بدلاً من تدريس الأطفال عن طريق المحاضرة وبشكل جماعي مهارات منعزلة عن بعضها.
2- منح الفرص للأطفال ليتعلموا عن طريق الملاحظة والخبرة وباستخدام مواد حقيقية.
3- الموازنة بين نشاطات المبادرة بين الأطفال والمعلمة.
4- منح الفرصة للأطفال لاختيار نشاطات اللعب، مع مراقبة المعلمة لكل الأطفال
عن بعد.
5- المشاريع الجماعية للأطفال تشجع التعاون بين الأطفال بشكل طبيعي.
6- تنظيم النشاطات التي تشتمل على استخدام العضلات الصغيرة، والعضلات الكبيرة.
7- تزويد الأطفال بنشاطات تتعلق بثقافة مجتمعهم، وأخرى تتعلق بمجتمعات أخرى، كالموسيقى وعرض الأزياء، ومناقشة وتمثيل العادات والتقاليد السائدة في المجتمع المحلي، وفي المجتمعات الأخرى، ومقارنتها.
8- التقويم الدقيق لتقدم ونمو كل طفل.
9- منح الفرصة للأطفال من خلفيات وأقليات أخرى، ومستويات نمو مختلفة للمشاركة في النشاطات الجماعية للأطفال.
10- توفير بعض الوقت للمجموعات الصغيرة، وللأفراد لمقابلة المعلمة لمراجعة بعض المهارات معهم كالقراءة، والكتابة، وحل المسائل البسيطة، والمهارات الأخرى حسب
الحاجة لذلك.
11- تقديم برامج النشاط الحر التي تلبي حاجات الأطفال الانفعالية والاجتماعية والعقلية، والتي يحدد فيها الطفل اختيار العمل أو النشاط بنفسه.
12- تقديم برامج النشاط الفكري التي تستند إلى أفكار منتسوري في التعلم الذاتي، بحيث يقوم كل طفل بالتعلم والعمل حسب ميوله معتمداً على قدراته وإمكاناته دون تدخل من المعلمة.(بدران،2000) وتحرص مؤسسات رياض الأطفال على توفير التحديات التي تدفع الطفل وتحفزه على العمل المتقن والمتابعة. ويتضمن هذا البرنامج خبرات مصممة للقيام بتمرينات مستمدة من الحياة اليومية، واستخدام الحواس الخمس في التعامل مع هذه التمرينات.
13- تقديم البرامج الأكاديمية المناسبة لهذه المرحلة، والتي تعتمد على تخطيط الخبرات التربوية، وتدريب الأطفال عليها، وتشتمل هذه الخبرات على القراءة البسيطة والتعبير الشفوي ومبادئ الحساب والعلوم.
14- تقديم برامج التعليم المفتوح ويتطلب تطبيق هذه البرامج توفير المساحات التي يمكن استخدامها بحرية مطلقة، وبطرق متعددة.(المرجع السابق)إذ لا توجد من هذه البرامج حجرات دراسية منفصلة، ولا تعمل المعلمة بمفردها بل من خلال العمل الفريقي مع معلمات أخريات، ويعتبر التعليم الفريقي من الأنظمة الحديثة في رياض الأطفال لمواجهة ظاهرة الفروق الفردية. ويسمح هذا التنظيم بإعطاء المزيد من العناية والرعاية لأطفال الصف الواحد. كما أنه يسهل تقسيم الأطفال للعمل في مجموعات تمارس نشاطات مختلفة. ويساعد هذا التنظيم على استفادة كل معلمة من خبرات زميلاتها في فريق العمل، وتبادل الخبرات ووجهات النظر.
15- توفير نشاط اللعب التمثيلي، فاللعب التمثيلي عبارة عن تنظيم سلوكي للاتجاهات والاستجابات المرتبطة بمواقف اجتماعية معينة. واللعب التمثيلي ينمي علاقات الطفل الاجتماعية، ويتيح له الفرصة لتعلم بعض الأوضاع الهامة التي تفيده في التفاعل مع المجتمع، ويبدأ هذا النشاط عندما يأخذ الطفل في المشاركة في الألعاب البسيطة، ثم في الألعاب المركبة التعاونية، التي تزيد من قدرته على مشاركة الآخرين، ومعرفة دور الجماعة في الحياة، ودوره في هذه الجماعة.(عدس،1995) ويتيح اللعب التمثيلي الفرصة لتعلم الأطفال بعض المهارات من خلال التظاهر التلقائي الذي يحدث في ركن التمثيل أو على المسرح ويشتمل ركن التمثيل أو ركن الأسرة على بعض الأشياء والأجهزة والملابس التي تساعد الأطفال على تقمص شخصيات معينة وتمثيل أدوارها، مثل تمثيل دور الأم ودور الأب، ودور المعلمة، ودور الطبيب..الخ وبالإضافة إلى المهارات الاجتماعية التي يكتسبها الأطفال من خلال أدائهم لهذا النشاط فإن هذا النشاط يساعد الأطفال الخجولين على التخلص من عقدة الخجل (1997،Beaty) كما انه ينمي مهارات الأطفال اللغوية، ويدفعهم إلى التعاون والتشاور، ويساعدهم في حل المشكلات الحياتية اليومية ويعتبر التمثيل المسرحي فرصة فريدة لتعلم المهارات الاجتماعية للأطفال وكيفية الانسجام مع الآخرين، ويجب أن يتعلم الأطفال المشاركة وتبادل الأدوار، وضبط تصرفاتهم لتناسب الآخرين وحل الخلافات الشخصية دون أي تدخل من الكبار، واللعب التمثيلي يمنح الأطفال الفرصة لتجربة أدوار الحياة الحقيقية التي يرونها. ومن فوائد التمثيل الأخرى هي محاولة الأطفال السيطرة على المشاعر غير المريحة، فالكبار، غالباً ما يتجاهلون الإحباطات التي يشعر بها الأطفال لكونهم صغاراً، فتظاهر الأطفال بأنهم كبار من خلال التمثيل يساعدهم على اكتساب السيطرة على عالمهم والتخلص من الخوف والإحباط.(المرجع السابق)
مدارس ريجيو أميليا The Reggio Emilia Schools
مدارس ريجيو أميليا هي مدارس تقع في شمال إيطاليا، وقد تأثر الفكر التربوي للطفولة المبكرة بهذه المدارس التي تعتمد على الأسس التالية (Brewer,2005)
1- يتمكن كل الأطفال من بناء تعلمهم الذاتي لأنهم قادرون على ذلك.
2- يعتبر المجتمع وحدة مكملة داخل المؤسسة التعليمية تقدم الدعم للأطفال.
3- للتعاون والمشاركة والعلاقات الإنسانية والشخصية قيمة جديرة بالاعتبار.
4- تعتبر البيئة المعلم الثالث، فهي مثير مهم لاهتمامات الطفل وتشجيعه على الإبداع.
5- يحدد اليوم عن طريق الطفل لأن إحساس الطفل بالزمن له احترامه.
6- يعمل المعلمون مع المعلمين الآخرين والآباء.
7- للطفل حق التعامل مع المواد المتعددة لتنمية تفكيره الإبداعي، والتعامل مع الفنون كوسيلة من وسائل المعرفة.
8- يسمح المنهج المتطور للطفل باختيار المشروعات وفق رغبته.
9- من الضروري لنجاح البرنامج إعداد سجلات خاصة بأعمال الأطفال.
ويشارك في إعداد السجلات الآباء والمجتمع، حيث أن كل سجل يصنع تاريخاً لتعلم الطفل ويستخدم من قبل المعلمة /المعلم لمعرفة ما يمكن تقديمه من خبرات مستقبلية للطفل.
هذا وتدعو مدارس ريجيو أميليا الأطفال للمشاركة والاندماج في النشاطات، ويقسم المعلمون فيها إلى قسمين: معلمين فعليين يضعون في اعتبارهم ما تعنيه الخبرات للأطفال، كما أنهم يخططون لخبرات جديدة، ومعلمين مساعدين للمعلمين والأطفال. ويركز التعليم في نظام مدارس ريجيو أميليا على كل طفل،ولا ينظر إليه كشخص منعزل، ولكن من خلال منظومة الأسرة والرفاق، والمعلمين، وبيئة التعلم فالطفل ينظر على أنه والمجتمع ككل وكل مدرسة تشتمل على منظومة متكاملة من هذه العلاقات والتفاعلات.
ولكي يتعلم الأطفال، فإنه من الضروري ضمان السعادة لهم، وهذا يرتبط أيضاً بسعادة الآباء والمعلمين. ويجب مراعاة حقوق الطفل، وهذا لا يعني إشباع حاجاته فحسب، فالطفل له الحق في الحصول على قدر من الرعاية الجيدة، والتعليم الذي ينمي ويطور قدراته، وحقوق الأطفال في الحصول على أفضل رعاية وأجود تعليم يرتبط بحقوق الآباء في الاشتراك بالحياة المدرسية، وكذلك حقوق المعلمين في الحصول على المزيد من المعارف والثقافة.(Hendrick,1997) ويعتبر الآباء عنصر مهم من عناصر البرنامج ومعظمهم جزء من اللجنة الإرشادية التي تعين في إدارة المدرسة، كما أنهم يشاركون في التفاعلات اليومية، والرحلات العلمية، والاحتفالات، والمناقشات حول المحاور التعليمية النفسية، ويلعبون دوراً مهماً في الخبرات التي تقدم لأطفالهم. وتتميز مدارس الأطفال في ريجيو أميليا بالمبني الذي يعطي انطباعاً مؤثراً حول جودة التعليم ونوعيته، فالخطوط الطبيعية للمكان والترحيب بكل من يدخل إلى تلك المؤسسات التعليمية وتشجيع الاتصالات والعلاقات،وتنظيم المبنى والمواد لكل هذه الأمور تجعل هذه المؤسسات التعليمية تتميز بلون خاص، بالإضافة إلى بساطة المبنى التي تتسم بالجمال، والجمال لا يقصد به توفير الأثاث باهظ الثمن، وإنما يقصد به الرسالة التي تنقلها المدرسة عن الأطفال والمعلمين الذين تفاعلوا مع بعضهم لتحقيق متعة عملية التعليم والتعلم. فهناك اهتمام كبير بالتفاصيل الصغيرة مثل ألوان الجدران، وشكل الأثاث المختار، وترتيب الأشياء الصغيرة على الأرفف والطاولات بشكل جذاب، بالإضافة إلى الضوء الذي ينبعث من خلال الزجاج لينور المكان كله، والنباتات الخضراء المنتشرة هنا وهناك. وهذه البيئة تتسم بالإضافة إلى جمالها،بتقوية العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين الأفراد واحترام شخصية كل طفل، فعلى سبيل المثال، وضعت في إحدى القاعات صناديق صغيرة مصنوعة من الورق المقوى الأبيض ورصت بشكل منظم قرب الحائط، وكان كل صندوق قد كتب عليه اسم طفل أو معلم، وكانت هذه الصناديق تستخدم لتبادل الرسائل بين الأطفال بعضهم البعض وبين الأطفال والمعلمين، وكانت هذه الطريقة تستخدم لحفز التواصل والتفاعل بين الأفراد وتقوية أواصر العلاقات الإنسانية، بالإضافة إلى تشجيع الأطفال على الاهتمام بقيمة القراءة والكتابة قبل دخولهم المرحلة الابتدائية. ومن الجدير بالذكر أن أطفال رياض الأطفال لا يمكنهم الكتابة بشكل متقن، ولكن قد يعبرون عن أفكارهم ببعض الكلمات البسيطة أو الصور أو الملصقات الصغيرة. ويعد مكان ريجيو أميليا حالة شخصية فريدة تعبر عنها أعمال الأطفال، ففي كل مكان توجد رسومات وأشكال، وأعمال الصلصال والرسوم الملونة، والأفكار التي تعكس آراء المعلمين، وصور الأطفال، والحوارات التي تتم بينهم، وهذه كلها يتم عرضها في هذه المؤسسة التربوية ليتفهم الزائرين كيفية تفكير الأطفال وإبداعاتهم. ويتم تعليم الأطفال بإعطائهم الوقت الكافي للمشاركة، وقد لاحظ المراقبون أن أفضل النتائج ظهرت خلال جدول اليوم الكامل، وذلك لأن قضاء وقت أطول للأطفال يتيح لهم الفرصة لقضاء أطول الوقت مع أصدقائهم في بيئة سليمة ومفرحة مما يؤدي إلى إنجاز الأعمال بتمهل ورضا تامين. ويجب على المعلمين معرفة الوقت الشخصي والذي تتكون من خلاله الخصائص الشخصية للأطفال، حيث أن الأطفال يبقون مع نفس المعلمين ونفس مجموعة الزملاء والأقران سنوات (منذ الولادة إلى 3 سنوات ومن 3 سنوات إلى 6 سنوات) وكل مجموعة عمرية تغير من البيئة المحيطة بها بسبب تغير اهتماماتها وتطور احتياجاتها، ولكن العلاقات مع المعلمين والأقران تبقى متصلة ومتينة. وتعد المشروعات الحجر الأساس في تكوين خبرات الأطفال والمعلين، وهي تقوم على الإيمان الشديد بأن التعلم من خلال الأداء له أهمية كبيرة، وإن تبادل الآراء والخبرات داخل المجموعة هو أفضل الطرق للتعلم. وتبدأ أفكار المشروعات بسلسة متصلة من خبرات الأطفال والمعلمين عندما يقومون بتشكيل وبناء المعرفة سوياً، وتستمر المشروعات من عدة أيام إلى شهور عديدة،وقد تبدأ المشروعات بطريقة الصدفة عندما يثير أحد الأطفال فكرة معينة أو مشكلة،أو قد تطرح المشروعات عن طريق خبرة المعلمين مباشرة. هذا ومن الجدير بالذكر فقد أشارت إحدى التربويات الأمريكيات من أن الأفراد في منهج ريجيو أميليا والأفراد في المنهج الأمريكي يشتركون في كثير من القيم والجذور الفلسفية التي تنبثق منها نظريات ديوي وبياجيه وفيجو تسكي، ومن بين تلك الفضائل المشتركة، قيمة التعليم التساؤلي، والتحدث مع الأطفال لدعم التعليم التعاوني، وتشجيع الأطفال على المبادرة والسؤال. وبالإضافة إلى ذلك فإن كل من الثقافتين التربويتين تعتقد بأهمية قيام التعليم على الخبرات المادية الحقيقية، ويفضل التعليم عن طريق الأداء، والمنهج القائم على الطفل كمحور أساسي لعملية التعليم والتعلم.