أنت هنا

قراءة كتاب قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة

قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة

كتاب " قضايا معاصرة في تربية طفل ما قبل المدرسة " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
دار النشر: دار المناهج
الصفحة رقم: 9

الاتجاهات الحديثة في بناء مناهج الروضة

تتطلب الاتجاهات المعاصرة في التربية تقديم منهجاً شاملاً متكاملاً للطفل،ويقدم له تعليماً شاملاً حول الأبعاد المتعددة للذات، وذلك من خلال الأنشطة والمواد المختلفة، لتنمية الذات الجسمية كتمرين العضلات، والذات العاطفية كتمثيل المستشفى للسيطرة على مشاعر الخوف، والذات الاجتماعية، مثل لعب الطفل مع أقرانه أو قيامه بأرجحة الأرجوحة التي يجلس عليها طفل أصغر منه سناً لإسعاده والشعور بالمتعة من وراء ذلك أو إطلاع الأطفال على صور لأطفال من بلدان مختلفة والتحدث إليهم عن هؤلاء الأطفال لإطلاعهم على ثقافات مختلفة، وتعويدهم على احترام ثقافات الغير، وتدريبهم على ممارسة النجارة، وتقديم بعض الأنشطة التي تنمي لديهم الذات الإبداعية عن طريق الأنشطة والألعاب مثل لعبة الدومينو، أو إعادة تشكيل أجزاء مقطعة لشكل أو صورة، وكذلك تقديم بعض الأنشطة الفنية لتنمية المهارة اللغوية وأخرى لمقابلة الاحتياجات الخاصة (Hendricks,1986) أن التعلم بالعمل الحر الطليق والخبرة الغنية باللعب وبرامج النشاط والتركيز على دوافع الطفل واهتماماته، هي أبسط الطرق وأقربها التي تدل على أن الطفل ينمو في قدرته على الملاحظة والتركيز وذلك لأنها تتفق مع ميوله ودوافعه المختارة، ويحتاج الأطفال إلى اللعب بأدوات تساعدهم على الإبداع يختارونها هم أنفسهم وخاصة المواد الخام مثل الخشب والرمل والألوان، فيشكلون فيها ما يحلو لهم، وما يمكن أن يتصوروه ويرتبط النمو العقلي ارتباطاً وثيقاً بالنمو الجسمي، فالطفل يتعلم التفكير وهو يلعب في ظل ما يقوم من نشاط أولاً، وفي ظل امتلاكه للمهارات اللغوية اللازمة ثانياً، فهو يتعلم كيف يحلل الأمور وكيف يحلل المشاكل عقلياً دون اللجوء إلى الاستعانة بأدوات حسية، ولذلك ينبغي على الروضة أن توفر الفرصة المناسبة للنمو العقلي للطفل، وخاصة في السنوات الأولى من حياته، ومادام الطفل يتعلم بالعمل،يجب تهيئة البيئة المناسبة لنمو حب الاستطلاع لديه والمبادرة والتجربة، والقدرة على التعامل مع المشكلات.

والطفل ينمو في المجال المعرفي من خلال قدرته على ممارسة الانفعالات والتعبير عنها ثم ضبطها فيما بعد، وهذا يجعل للعب أهمية كبيرة باعتباره منفذاً للطاقة العاطفية، والتغلب على التوتر وللنمو الاجتماعي صلة قوية بالنمو العاطفي، بل ويعتمد عليه كثيراً، فإذا كان سلوك الطفل مقبولاً من المجتمع دل ذلك على أنه قد مر في صراع مع دوافعه ورغباته الخاصة واستطاع معه أن يتحرر من الانسياق ورائها. ولذلك يتوجب على الروضة أن تهيئ برنامجاً يوفر للطفل فرصاً جيدة لتحقيق نموه الاجتماعي.(عدس،2009) وللميول أهميتها في إمداد طفل الروضة بالحافز وتيسير أدائه وزيادة الإقبال عليها، فلم تعد وظيفة التربية إتباع الميول، بل بناء المناسب منها وتنميته وتوجيه المنحرف منها، وللنجاح والقدوة الحسنة والتعزيز والعلاقة مع المعلمة أثرهم في بناء الميول وتوجيهها، أما الاتجاهات أي المواقف التي يتخذها الطفل نحو مكونات بيئته بحيث تتكون فكرته عنها ونظرته إليها وتقديره لها فيتأثر بناؤها وتعديلها بالجانب المعرفي، وبالمصدر الذي يتلقى منه الطفل المعرفة والانفعالات المثارة، والضبط الاجتماعي، والقدوة أو التعزيز. وتعد مرحلة رياض الأطفال مرحلة اكتساب الكثير من المهارات الحركية و العقلية والاجتماعية التي تسهل أداء الأعمال ومسيرة الحياة، ويقوم اكتساب المهارات على التدريب والممارسة والتكرار في مواقف طبيعية، مع مراعاة التوجيه والفهم والتشجيع وتقدير مستوى النضج حتى لا يكون اكتسابها على حساب أمور أخرى قد لا تقل أهميتها عنها.(جاد،2002) أن المهم في منهج رياض الأطفال هو الدور الذي تلعبه المعلمة في توجيه النشاط وفي استغلال أدوات ووسائل التعلم، ولذلك أن المواد والأدوات التي تختارها المعلمة لأطفالها يدفعهم لاكتشاف العلاقات وملاحظة الأحداث وتجريب احتمالات ممكنة، وتشغيل أدوات، وهذه مجتمعة تفتح آفاق التعلم أمام المتعلم النشط. (الناشف،2004) لقد قدمت التربية الحديثة الكثير من المبادئ الأساسية التي تقود عمليتي التعليم والتعلم في رياض الأطفال والاستفادة من هذه المبادئ لمناهج رياض الأطفال أهمية كبرى في تحقيق الأهداف المرجوة، ومن المبادئ الأساسية التي تقود العملية التعلمية في مرحلة رياض الأطفال ما يلي: (جاد،2007)

1- مراعاة مستوى نمو ونضج الأطفال: تقوم الطرق الحديثة في التربية على أساس العمل على الوصول بالطفل إلى حد أقصى في حدود مستوى نضجه، لذلك أن تكليف الطفل فوق مستواه يرهقه كثيراً ويزعزع ثقته بنفسه وبقدراته، ويكون ذلك على حساب الكثير من الأمور الهامة، كما أن تقديم الأشياء التي هي دون مستوى الطفل لا يؤدي إلى تحدي قدراته والاستفادة من طاقاته.

2- مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال: يختلف الأطفال عن بعضهم البعض اختلافات واضحة في جميع جوانب نموهم، والتربية الصحيحة هي تلك التي تراعي الفروق الفردية بين الأطفال، سواء فيما يمارسونه من أعمال ونشاطات أو في السرعة التي يتقدم بها الطفل في مجال تعلمه، ويقوم تفريد التعليم في رياض الأطفال على أساس تهيئة الظروف المناسبة أمام كل طفل لكي يشارك في اختيار نشاطه وممارسته وفق قدراته وتحت الإشراف والتوجيه للوصول بالطفل إلى رفع مستواه وتحقيق ذاته وقدراته.

3- اعتماد التربية على العمل والنشاط واللعب: تستهدف التربية في مرحلة رياض الأطفال إرساء قواعد الخبرة المتكاملة وتكوين المفاهيم المناسبة لدى الأطفال مما يجعل اكتساب الخبرات قائماً على الإدراك الحسي والتعامل مع البيئة ولذلك يجب تحديد حاجات الأطفال ومطالب نموهم وأهدافهم واتخاذ كل ذلك أساساً لبناء مناهجهم على أساس النشاط، حيث أن طفل الروضة ليس لديه القدرة على التعامل مع الأمور المجردة والدراسات اللفظية، فهو لا يستطيع مواصلة انتباهه إلى شرح نظري إلا لمدة قصيرة تستغرق بضعة دقائق، فاللعب هو العمل الرئيسي للطفل، وهو يتعلم من خلال اللعب الكثير من المفاهيم والمهارات.

4- إعداد البيئة والظروف المناسبة: أن لكل مرحلة من مراحل النمو خصائص معينة ينبغي للبيئة التعليمية أن تستجيب لها، وما يجب أن يكون في أذهان منظمي البيئة التعليمية في مرحلة رياض الأطفال توفير كل ما من شأنه تحقيق النمو الشامل عن طريق اختيار أفضل الأساليب بأقل وقت وجهد، وتوفير فرص التعلم الفعال الذي يضمن تعديل سلوك الأطفال وتحقيق أهداف التعلم.(طعمية،2009) ومن الضروري في إعداد البيئة العمل على توفير المساحة المناسبة للطفل لإتاحة الفرصة له للعب بحرية والتحرك وممارسة النشاطات الجماعية، كما أنه من الضروري جداً توفير ضمانات الأمان والسلامة في بيئة الروضة، مع توفير المواد والوسائل والأدوات والمواد الخام والألعاب التي تساعد على تحقيق الأهداف المنشودة.

5- التعليم الفريقي: بما أنه في مرحلة رياض الأطفال يحتاج الأطفال إلى عناية فائقة ورعاية فردية، فقد استحدث نظاماً في تربيتهم يطلق عليه مصطلح – التعليم بنظام الفريق- ويقوم هذا النظام على اشتراك أكثر من معلمة في تربية مجموعة من الأطفال داخل قاعة النشاط الواحد وقد يتكون الفريق من معلمتين أو أكثر أو معلمة تشترك معها مجموعة من المساعدات اللاتي يساعدنها في أداء واجباتها وتحت إشرافها، ويتميز هذا النظام بإعطاء مزيد من العناية والرعاية للأطفال، وقد تطور نظام التعليم الفريقي في وقتنا الحاضر، فلم يعد مقتصراً على استخدام أكثر من معلمة داخل قاعة النشاط الواحد بل يتعدى ذلك إلى حشد مجموعة كبيرة من الأطفال داخل قاعة النشاط قد يصل عددهم فيها إلى أربعين أو خمسين طفلاً ويشرف عليهم فريقاً من المعلمات، وهذا يتطلب صفوفاً واسعة وجدراناً متحركة وأدوات من نوع معين تسمح بإعادة تنظيم المكان لكي يتناسب مع هذا العدد الكبير من الأطفال والمعلمات اللاتي يشرفن عليهم، وبذلك يمكن تنظيم عدد أكبر من فريق العمل الذي يمارس مشروعات جماعية مع الاهتمام بالجوانب الفردية، والعمل الفريقي يقدم الفائدة للمعلمات كما يفيد الأطفال، فالمعلمة تمنح فرصة الاستفادة من خبرات زميلاتها بالإضافة إلى أنه يتيح الفرصة أمامها لكي تؤدي الدور الذي يناسبها وتقوم بالعمل الذي تتقنه.

مواصفات المنهج المناسب لرياض الأطفال

يتسم المنهج الرصين والجيد لمرحلة رياض الأطفال بالأتي: (طروانة،1989)

1- يستمد من البيئة القريبة والمحيطة بالطفل.

2- يعطي الطفل فرصاً للتكيف والنمو الاجتماعي، فأطفال الروضة يتقنون مهارات المشي والركض والتحدث، ولديهم عادات صحية وغذائية تعلموها من أهاليهم، ولكن هناك خبرة هامة لم يكتسبوها في بيوتهم، وهي التعاون والمشاركة مع أطفال آخرين في مثل سنهم، ومع أشخاص راشدين لا تربطهم بهم صلة قرابة أو معرفة، وبما أن هذه الخبرات جديدة على الأطفال، لذا فإنه يجب أن يهتم المنهج ببناء العلاقات والتكيف الاجتماعي للطفل بواسطة تكوين صورة إيجابية لدى الطفل عن ذاته وبناء ثقته بنفسه وبالآخرين.

3- المنهج الجيد هو الذي يستفيد من خبرات الأطفال ومعارفهم ومحاولاتهم التلقائية في إشباع حاجاتهم وأن يتدرج في هذه الخبرات والمعارف ويطورها.

4- المنهج الجيد هو الذي يعطي للأطفال وقتاً كافياً لاكتساب الخبرات والتعلم، ولإظهار مشاعرهم والتعبير عن ذواتهم وانفعالاتهم بحرية وأمان.

5- يجب أن يحقق المنهج للأطفال جوانب النمو بشكل متماثل، والتركيز على كل هذه الجوانب دون إهمال جانب على حساب الآخر.

6- المنهج الجيد لا بهمل المواضيع العلمية والأكاديمية المناسبة للطفل كالنمو المعرفي، والنمو اللغوي، والمفاهيم الرياضية، والأمور الحياتية الأساسية.

7- يستعين واضعو منهج رياض الأطفال بأهالي الأطفال وخاصة بمن لهم الخبرة بشؤون الطفولة والتربية والتعليم، والصحة، كما يمكنهم الاستعانة بالأطفال أيضا واستطلاع آرائهم في اختيار النشاط المناسب أو النشاط البديل في حالة عدم التمكن من ممارسة نشاط معين لظروف ما.

8- يتيح المنهج الفرصة لبناء علاقات اجتماعية بين الأطفال أنفسهم وبين الأطفال والكبار كالزائرين أو بعض المسؤولين في البيئة الخارجية مثل شرطي المرور والطبيب والمزارع والبائع وغيرهم.

9- يساعد على بناء استقلالية الطفل واختبار قدراته بنفسه والتعبير عنها بحرية.

10- يتولى الاهتمام بصحة الطفل وسعادته وأمنه.

11- يتحدى ذكاء الطفل ويتيح له فرصة المحاولة والتفكير والتجريب والتفكير الإبداعي.

وبالإضافة إلى ما ذكر أنفا فإن منهج رياض الأطفال يساعد الأطفال على حل المشكلات التي تعترضهم،واتخاذ القرارات، وينمي لديهم الاتجاهات الإيجابية والقيم السامية والنظرة إلى العمل باحترام وتقدير.

منهج الأنشطة في الروضة (المفهوم والخصائص)

يقوم منهج رياض الأطفال بالدرجة الأولى على النشاط فهو يختلف عن مناهج المراحل الدراسية المختلفة، وهدفه الأول تنمية مدارك الطفل وتربية حواسه وإشباع رغباته واكتشاف ميوله ومواهبه، والسماح لهذه المواهب والميول بالنمو في ظل جو تسوده الحرية والانطلاق بعيداً عن القيود المدرسية المتعارف عليها، ويستهدف منهج الأنشطة في رياض الأطفال توفير الفرصة للطفل لأن يستكشف بيئته وأن ينمو ويتطور من خلال التجارب الحسية والنشاطات الإبتكارية، بما تقدمه له من ألعاب وموسيقى وفنون وأفلام وصور وكتب مصورة، والعمل على تنمية اهتماماته، مع دعم أعماله ونشاطاته بالتوجيه والإرشاد. (حطيبة،2009) ويقوم منهج الأنشطة على التعلم الذاتي أي نشاط الطفل وحركته ويقصد بنشاط الطفل الذهني والعقلي والنفسي والبدني والاجتماعي، ويتميز منهج النشاط بالأداء الذي يصدر عن شعور داخلي وحاجة نفسية للقيام به، ويقوم منهج النشاط على التخطيط الجيد والتنظيم، إذ أن تنظيم الأنشطة في رياض الأطفال تحكمه ضوابط، فهو يتطلب بالدرجة الأولى تحديد الأهداف ورسم الخطط، واختيار الطرق والوسائل المناسبة.(بدر،2009) والأنشطة الجيدة والمجدية هي التي تتيح للمتعلم فرصاً للاختيار من العديد من البدائل المتاحة، سواء في الأنشطة المتعددة أو الوسائط المتعددة أو أساليب التعليم المتعددة أو المستوى المتعدد إضافة إلى أن تعدد مستويات الأنشطة يوفر للمتعلم فرصة البدء من نقطة بداية تنسجم مع قدراته العقلية واستعداداته. وتختلف أنشطة التعليم والتعلم من موقف تعليمي لآخر، وذلك باختلاف المحتوى وطبيعة الهدف التعليمي، ومستوى نمو الأطفال واستعداداتهم وخبراتهم السابقة.(الناشف،2004) ويستخدم اللعب كوسيلة نتعرف بها على هوايات الأطفال واهتماماتهم، بحيث ينشط كل طفل في الروضة في ممارسة اللعب بأنواعه المختلفة بطريقته الخاصة واهتماماته وعلى الرغم من وجود ألعاب وأنشطة وهوايات جماعية يمارسها الأطفال جميعاً في الروضة، فإن هناك أنشطة أخرى يقومون بها بشكل فردي وتختلف من طفل إلى آخر تبعاً لاختلاف العمر والجنس والبيئة والمستوى المادي والاجتماعي لكل طفل، ولابد من كشف هوايات الطفل وإبرازها وتنميتها من خلال توفير البيئة المناسبة لنموه وتهيئة الفرصة المناسبة لنمو تلك الهواية، لاسيما أن ممارسة الطفل لهواياته يقوى من تعلقه بها ويطيل ممارسته لها، كما أنها توفر له الفرصة لبناء علاقات اجتماعية مع الكثيرين من حوله وتزداد خبرته وتجربته في الحياة(عدس،2009) لقد كان الأساس في تخطيط منهج النشاط هو إشباع حاجات الأطفال المتعددة، وتعويض جوانب النقص فيها لأجل تحقيق النمو الشامل للطفل من الناحية الجسمية والحركية والعقلية والاجتماعية والنفسية، ويسعى هذا المنهج إلى مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال، وتزويدهم بالمعارف والمعلومات وإتاحة الفرص لهم للاكتشاف من خلال ممارسة الأنشطة ولفهم البيئة المادية والتعامل مع المشكلات.

الصفحات