أنت هنا

قراءة كتاب البحرية الإسلامية في الشعر الأندلسي من الفتح حتى سقوط غرناطة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
البحرية الإسلامية في الشعر الأندلسي من الفتح حتى سقوط غرناطة

البحرية الإسلامية في الشعر الأندلسي من الفتح حتى سقوط غرناطة

كتاب " البحرية الإسلامية في الشعر الأندلسي من الفتح حتى سقوط غرناطة " ، تأليف

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 3

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ (1)، والصلاة والسلام على نبيه الكريم الذي زويت له الأرض فرأى غايتها، وأبصر نهايتها وأخبر أن ملك أمته سيبلغ ما رآه وينتهي الى حيث قدره الخالق ونهاه، وعلى آله وصحبه ومن والاه .

البحر مشهد جليل من مشاهد الكون، ومظهر عظيم من مظاهر الحياة، فكما احتضنت أمواجه سفن المسلمين صارت مياهه صفحة مشرقة لشعر البحرية الأندلسية الذي عُدَّ من الفنون الأدبية رفيعة الشأن، وظاهرة تفرد بها شعر الأندلس منذ الفتح بقيادة طارق بن زياد وما نسب إليه : [ من الطويل ]

ركبنا سفيناً بالمجاز مُقيرا

عسى أن يكون الله منا قد اشترى (2)

وحتى سقوط غرناطة وما نسب لأبي البقاء الرندي (664هـ) : [ من البسيط ]

لكل شيء إذا ما تم نقصان

فلا يغرُّ بطيب العيش إنسان (3)

تأتي أهمية الدراسة كونها تمثل صفحة جهادية عظيمة في تاريخ المسلمين، ووثيقة تاريخية عن بطولاتهم البحرية، تعين الباحث على تفسير كثير من الظواهر التي تؤكد عظمة فتح الأندلس الذي كان مشهداً جليلاً ومظاهرة إسلامية لم يستطع الأسبان وأعداء الأمة أن يطمسوا حقيقتها ولن يكتب لهم ذلك .

بعد الفتح – وكما يرى د. علي الكتاني – (تكون شعب جديد مسلم العقيدة عربي اللغة له خاصية متأصلة في بلده، ولم يكن بذلك الفتح الإسلامي غزواً لأمةٍ أخْرَجَتْ أمةً أخرى، أو إجبار أمة على دين ولغة لم يرتضيهما وإنما الشعب الأندلسي هو نفسه اختار الإسلام ديناً واللغة العربية لغة حضارة ورحَّب بالفاتحين المسلمين الأوائل ترحيب المقهور للمنقذ)(4) .

كما أن المعارك البحرية لم تكن حدثاً تاريخياً عابراً فقط، بل أن الحقبة التي عاشتها البحرية الأندلسية شهدت صراعاً عالمياً للسيطرة على البحر المتوسط، ومنذ انتصار المسلمين في معركة ذات الصواري عمل الأوربيون وبكل ما استطاعوا من قوة القضاء على القوة البحرية الإسلامية في هذا البلد .

ولئن اشتهر جانب من الشعر الأندلسي ببكاء المدن، ورثاء الأندلس، وهذا ما يدفع إلى الألم ويبعث على الأسى، يؤجج الأحزان التي حاول التاريخ أن يسدل عليها – وهماً وتصوراً – ستائر النسيان (5) . فقد لمع في سماء الأندلس ما يمتع النفس ويبهج القلب ألا وهو وصف انتصارات البحرية الأندلسية، شأنه شأن وصف طبيعة الأندلس، والموشحات والأزجال .

وأن كان شعر البحرية الأندلسية قد تناثر متفرقاً في أثناء مصادر الأدب العربي، إلا أنني وبحمد الله استطعت أن أضعه في كيان واحد وأوزعه في اتجاهات فرضتها طبيعة الشعر، ذلك أنه تشكيل تاريخي أدبي ثقافي جغرافي، ضم صوراً تنم عن حركة التجديد التي أضافها شعر البحرية الأندلسية في تصوير دقيق، فضلاً عن استيعاب هذا الغرض من الشعر لأغلب التيارات التراثية البحرية وشكل انعطافة جديدة في التراث العربي، لذا وجدت هذا الفن الشعري جديراً بالاهتمام فانصرفت إلى دراسته بحثاً واستقصاءً للخروج برؤى واضحة توقِفُ القارئ العربي على جانب مهم من جوانب جهاد المسلمين في تلك الأصقاع التي رُفِعَتْ فيها راية الله أكبر لثمانية قرون أو تزيد .

الصفحات