أنت هنا

قراءة كتاب دراسات في أدب العرب قبل الإسلام

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
دراسات في أدب العرب قبل الإسلام

دراسات في أدب العرب قبل الإسلام

كتاب " دراسات في أدب العرب قبل الإسلام " ، تأليف د.

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
الصفحة رقم: 7

أشهر الخطباء العرب قبل الإسلام :

على الرغم من تحدث مصادر الأدب العربي لعصر ما قبل الإسلام عن عدد الخطباء ، إلاّ أنها لا تذكر الخطب التي خطبوها .

لقد تحدث الجاحظ عن خطباء العرب قبل الإسلام ، ذاكراً عدداً من هؤلاء الخطباء مسمياً القبائل التي ينتمون إليها ولاسيما قبيلتي تميم وإياد ، ويبدو أن الذي دفع الجاحظ لذلك ما ذكرته المظان عن رؤية الرسول (r) لقس بن ساعدة ، وسماعه خطبته المشهورة ، فالنبي (( هو الذي عجب من حسنه ، وأظهر من تصويبه ، وهذا إسناد تعجز عنه الآمال ، وتنقطع دونه الأماني )) ([33]).

هذا الذي جاء في شأن إياد ، أما قبيلة تميم ، فأن الجاحظ يروي في شأن ذلك كلاماً كالذي قيل في إياد ، لأن النبي ( علية الصلاة والسلام ) ، لما سأل عمرو بن الأهتم عن الزبرقان بن بدر أجيب تائه ، بأنه مانع لحوزته ، مطاع في دينه فقال الزبرقان : أما أنه علم قد علم أكثر مما قال ، ولكنه حسدني في شرفي ، فقال عمرو: أما لئن قال ما قال فوالله ما علمته إلاّ ضيق الصدر ، زمر المروءة ، لئيم الخال ، حديث الغنى ، فلما رأى أنه قد خالف قوله الأول ، ورأى الإنكار في عيني رسول ، قال يا رسول الله : رضيت فقلت أحسن ما علمت ، وغضبت فقلت أقبح ما علمت ، وما كذبت في الأولى ولقد صدقت في الأخرى فقال رسول الله (r) (( إن من البيان لسحرا )) ([34]).

وهكذا جعل الجاحظ منزلتي إياد وتميم من الخطابة منزلة رفيعة اعتماداً على الشهادة بحق خطبائهما التي رواها الجاحظ موصولة برسول الله (r) الذي شاهد قس بن ساعدة خطيباً ، وشهادته ببلاغة عمر بن الأهتم .

ويشير الجاحظ إلى عدد من الخطباء الذين صاروا مضرباً للأمثال في اللسن والفصاحة ، إذ يقول :

كقس إياد أو لقيطٍ بن معبِد

وعذرة المنطيق زيد بن جندب ([35])

فالشاعر المرثي من إياد والخطيب المضروب به المثل كذلك . إن هذا إن دلَّ على شيء فإنما يدل على تمكن إياد من الخطابة ، وعلو منزلتها في ذلك . وهذه إشارة أخرى في معنى ما سبق قول الشاعر من إياد ضارباً بمثال لخطيب إيادي ([36]) مشهور هو قس بن ساعدة :

فإنك ضحاك إلى كل صاحب

وأنطق من قس غداة عكاظها([37])

وفضلاً عما ذكر في شأن إياد وخطبائها فللجاحظ إشارة صريحة إلى أن لهم خطباً طوالاً ([38]) إذ يقول :

يرمون بالخطبِ الطوال وتارة

وحي الملاحظ خيفة الرقباء([39])

ومن خطباء تميم المشهورين أكثم بن صيفي ([40]). وهو رئيس الوفد الذي كلفه النعمان بن المنذر ليرأس الوفد الذي أرسله لمقابلة كسرى ملك الفرس والذي أعجب به كسرى حتى قال له : ويحك يا أكثم ما أحكمك وأوثق كلامك .

ومن خطباء كنانة كعب بن لؤي وهو الجد السابع للرسول (عليه الصلاة والسلام ) فقد ذكر عنه أنه من الخطباء القدماء ، وكان يخطب على عامة العرب ، ويحض كنانة على البِرِّ ، فلما مات أكبروا موته ، فلم نزل كنانة تؤرخ بموته إلى عام الفيل([41]).

وهناك عدد من خطباء العرب المشهورين الذين ذكرتهم المظان الأدبية وهم من قبائل متعددة منهم : قيس بن خارجة من سنان خطيب داحس والغبراء وخويلد ابن عمرو الغطفاني خطيب يوم الفجار([42]).

الصفحات