رواية كلاسيكية أميركية حول فتاة شابة في مطلع القرن، وهي رواية عميقة التأثير، صادقة وصحيحة تدخل في صميم الحياة. إذا فاتتك قراءة هذه الرواية فإنك سوف تحرم نفسك من تجربة غنية. إنها رواية تحمل تفهماً عميقاً وحاداً لعلاقات الطفولة والعلاقات العائلية.
أنت هنا
قراءة كتاب شجرة تنمو في بروكلين
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
اللغة: العربية
الصفحة رقم: 3
كانت فرانسي ونيلي ينزلان إلى القبو كل مساء ليفرغوا الرفوف التي يتم فيها تكديس القمامة. كان هذا الأمر يعتبر امتيازاً خاصاً بهما كون والدتهما تعمل حارسة هناك. وتغض النظر عما ينهبونه من ورق وخرق قماش وزجاجات فارغة. لم يكن الورق صيداً ثميناً إذ لا يتعدى ثمن 10 باوندات من الورق بنساً واحداً أما خرق القماش فكانت تباع بقيمة سنتين لكل باوند والحديد بأربعة سنتات. الأفضل كان النحاس، فالباوند منه يباع بعشرة سنتات. أحياناًً كان حظ فرانسي يقودها إلى قطعة من قاع سخان للغسيل وهي بالنسبة لها ثروة من النحاس كانت تقوم بخلعها بواسطة فتاحة للعلب ثم تطويها وتدقها عدة مرات قبل أن تصبح جاهزة للبيع.
بعد الساعة التاسعة بقليل من صباح كل يوم سبت كان الأولاد ينتشرون في الشوارع الجانبية لجادة منهاتن التي تعتبر الطريق العام، ثم يصعدون الجادة ببطء باتجاه شارع سكولز. بعضهم كان يحمل ما يلتقطه من حاويات القمامة في يده والبعض الآخر كان يجر عربات مصنوعة من صندوق خشبي مركب على عجلات خشبية، وقليل منهم كان يجر عربات أطفال محملة.
أما فرانسي ونيلي فكانا يضعان ما يجمعانه في كيس من الخيش يمسك كل منهما بأحد طرفيه ويجرانه صعوداً عبر جادة منهاتن ثم شارع موجر فشارع تن أيك وستاغ حتى شارع سكولز. حقاً إنها أسماء جميلة لشوارع قبيحة. من كل جانب من تلك الشوارع، كانت أفواج الصعاليك تنضم إلى المارّين. على الطريق إلى محل كارني كان هناك المزيد من الأولاد عائدين ولكن فارغي الأيدي بعد أن باعوا قمامتهم وأنفقوا ما حصلوا عليه من بنسات قليلة، كان هؤلاء يتسكعون ويسخرون من الأولاد الآخرين وينادونهم: يا جامعي الخرق البالية.. يا جامعي الخرق البالية.
ظل وجه فرانسي يلتهب احمراراً وغضباً كلما سمعت هذه الكلمات. لم يكن يعزيها أن الذين ينعتونها بهذه الصفة هم أيضاً من جامعي الخرق ولا كون أخيها يفعل مثلهم حين يعود فارغ اليدين ويشرع بالسخرية من القادمين الجدد، بل كانت تشعر بالخجل.
كان كارني يمارس عمله في شراء القمامة داخل إسطبل متداعٍ. وصلت فرانسي إلى زاوية المكان ورأت أن كلا البابين مشرّعان في وضع استقبال وعبرهما شاهدت الميزان الضخم وهو يتأرجح استعداداً لاستقبال البضائع. وراء الميزان كان يقف كارني بشاربه الصدئ وشعره الصدئ وعينيه اللتين كانتا أيضاً بلون الصدأ. كان كارني يحب التعامل مع الفتيات أكثر من الفتيان وكان يمنح الفتاة بنساً إضافياً إذا لم تنفر منه حين يقرص طرف خدِّها.