أنت هنا

قراءة كتاب شجرة تنمو في بروكلين

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
شجرة تنمو في بروكلين

شجرة تنمو في بروكلين

رواية كلاسيكية أميركية حول فتاة شابة في مطلع القرن، وهي رواية عميقة التأثير، صادقة وصحيحة تدخل في صميم الحياة. إذا فاتتك قراءة هذه الرواية فإنك سوف تحرم نفسك من تجربة غنية. إنها رواية تحمل تفهماً عميقاً وحاداً لعلاقات الطفولة والعلاقات العائلية.

تقييمك:
3.5
Average: 3.5 (2 votes)
المؤلف:
الصفحة رقم: 9
دخلت مترددة إلى دكان بيع اللحم، كان البائع أحياناً راضياً عن بيع اللسان وأحياناً ساخطاً. كانت شرائح اللسان المقطعة تباع للأغنياء بثمن يصل إلى خمسة وسبعين سنتاً للباوند ولكن طرف اللسان المربع كان يباع بنيكل للفقراء إذا كان السيد سويرواين راضياً. بالطبع لم يكن هناك شيء من اللحم في طرف اللسان بل كان عبارة عن عِظام صغيرة رقيقة وهشة، أما اللحم فعبارة عن ذكرى متبقية.
 
كان السيد سويرواين في ذلك اليوم في حالة رضا: لقد بعت اللسان بالأمس وأبقيت الطرف لكم. أنا أعرف أن أمك تحب طرف اللسان وأنا أحب أمك قولي لها ذلك، هل تسمعين؟
 
حاضر يا سيدي ... همهمت فرانسي ثم وجهت نظرها إلى الأرضية وهي تشعر بحرارة تدب في وجهها. كانت تكره السيد سويرواين ولذلك لن تخبر أمها بما قاله.
 
عند الخبّاز تناولت فرانسي أربع قطع من الكعك، واختارت بعناية القطع التي تغطيها أكبر كمية من السكر. في الخارج قابلت نيلي الذي راح يسترق النظر إلى كيس الكعك ثم وثب مرحاً حين شاهد الكعك داخل الكيس. ورغم أنه كان قد تناول ما قيمته أربعة سنتات من الحلوى في ذلك الصباح إلا أنه كان جائعاً وأجبر فرانسي على الهرولة معه بسرعة باتجاه المنزل.
 
لم يأت أبي للبيت ذلك المساء. كان يعمل نادلاً مغنياً حراً دون الالتزام بمطعم واحد وهذا يعني أنه كثيراً ما كان يقضي الوقت دون عمل. غالباً ما كان يمضي صباح يوم السبت في مقر النقابة بانتظار عمل يأتي إليه.
 
تمتعت الأم ونيلي وفرانسي بوجبةٍ رائعة فقد كان نصيب كل منهم شريحة كبيرة من طرف اللسان وقطعتين من خبز الشوفان الطازج مع مسحة من الزبدة غير المملحة إضافة إلى قطعة كعك بالسكر وفنجان من القهوة الممزوجة بالحليب.
 
كان هناك أمر خاص في شأن هذه القهوة فقد كانت تشكل متعة لهم وأي متعة! كانت الأم تصنع منها إبريقاً كبيراً في الصباح وتعيد تسخينه عند الظهر وعند العشاء وهكذا كان طعم القهوة يزداد حدة مع مرور النهار. لم تكن كمية القهوة متناسبة مع الكمية الكبيرة من الماء، ولكن الأم كانت تضيف شيئاً من الهندباء مما يعطي المحلول طعماً قوياً ومراً. كانت حصة كل فرد في المنزل ثلاثة فناجين مع الحليب. أما بدون الحليب فكان فبإمكان كل فرد أن يتناول القهوة السوداء في أي وقت يشعر بالرغبة في تناولها. أحياناً عندما لم يكن يوجد شيء في البيت والسماء ماطرة وأنت وحدك في المنزل، كان رائعاً أن تعلم إن بإمكانك تناول فنجان من القهوة المرة السوداء.

الصفحات