أنت هنا

قراءة كتاب العالم الإسلامي وتحديات 11 شتنبر 2011

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العالم الإسلامي وتحديات 11 شتنبر 2011

العالم الإسلامي وتحديات 11 شتنبر 2011

كتاب " العالم الإسلامي وتحديات 11 شتنبر 2011 " ، تأليف د .

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 3

2 - قضية الأرضية المرجعية

إن هذا البحث موجه إلى القارات الخمس وإلى مختلف الجنسيات والإثنيات بشكل عام، وهو موجه بشكل خاص إلى المسلمين أولاً وأخيراً.

نحن نرى أن تبعات الظرفية الزمنية التي تحدثنا عنها (أي انفجارات 11 أيلول (شتنبر) 2001) أننا بدأنا نشهد تصاعد أصوات إسلامية من داخل المجال العربي والإسلامي تدعو تارة إلى إعادة قراءة القرآن أو تطبيق منهج الإصلاح الديني على شاكلة ما حصل مع المسيحية، أو تطالب بإقامة أنظمة سياسية تكون علمانية بالدرجة الأولى، وغيرها من الرؤى والقراءات التي سنتعرض لبعضها في باب التحديات الدينية التي تواجه الأمة.

إن أهم ميزة تجمع بين جميع هذه الأصوات، تكمن في إشكالية المرجعية. إن سؤال المرجعية يحتم علينا أن نحدد أي مرجعية ننطلق منها، مرجعية الله عز وجل أم مرجعية أخرى؛ التي لن تخرج في الغالب عن مرجعية الإنسان؟ ومعلوم، بل إنه مُسَلّم به، بأن قصة العجز عن رعاية الإنسان لحقوق العدالة الإنسانية الشاملة، عندما يستأثر هو بحق التشريع ورعاية حقوق الإنسان، ليست جديدة، بل هي قديمة قدم الإنسان الذي ركبت فيه نوازع الأنانية وحب الذات، ومنها انبثقت الحاجة إلى أن يتدارك الله الأسرة الإنسانية بالنظام الذي يجب أن تخضع له الشرعة التي يجب أن تستسلم لسلطانها، وتلك هي الحكمة العظمى لضرورة الدين الحق، كما تحدث عن ذلك فضيلة الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي[2]، ولهذا السبب، نرى أنه من الضروري جداً الاتفاق على أرضية صارمة في النقاش، أو مقدمات متفق عليها سلفاً حول إشكالية المرجعية، وإذا لم نتفق على هذه الأرضية، سوف يصبح من العبث التفكير في الاتفاق على تحديد أهم التحديات التي تواجهها الأمة، ومن ثم الاجتهاد في طرح حلول أو مقترحات تصب في مجابهة هذه التحديات.

والملاحظ حول عنوان كتاب الشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، أنه يدفعنا للتأكيد على أهمية المرجعية، فقد جاء العنوان في شكل تساؤل كالتالي: (الله أم الإنسان: أيهما أقدر على رعاية حقوق الإنسان؟).

ولتبيان أهمية المرجعية ودورها في قراءة هذه التحديات، نستشهد بما جاء في كتاب (تجديد الفكر الإسلامي) للداعية المغربي حسن العلمي، ففي معرض الإشارة إلى ضوابط التجديد في الفكر الإسلامي، يؤكد الكاتب على نقطتين أساسيتين، وهما المصدرية والمرجعية. وإذا كانت المصدرية معلومة ومعروفة، وتتعلق بمصادر الوحي والتشريع من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة وأصول التشريع المتفق عليها بين علماء الملة، فإن مسألة المرجعية تتطلب تدقيقاً وصرامة لا محيد عنهما، ويحددها الكاتب في الوسائط الفكرية التي يرجع إليها في قراءة التراث وفهمه واستيعابه، وهم العلماء والمفكرون الذين يعدون مراجع الأمة في هذا الشأن، أي موضوع التجديد في الفكر الإسلامي[3].

الصفحات