كتاب " العالم الإسلامي وتحديات 11 شتنبر 2011 " ، تأليف د .
أنت هنا
قراءة كتاب العالم الإسلامي وتحديات 11 شتنبر 2011
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
2 - الوجه الآخر للحرب الأمريكية على الإرهاب: تعديل المناهج الدراسية
يقوم الوجه الآخر للحرب الكونية على ما يسمى بالإرهاب، على ما وصفه وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد بـ(حرب الأفكار)، فالولايات المتحدة الأمريكية ترى حسب هذه الأطروحة أنه يجب محاربة مسببات العنف الإسلامي أو ما تسميه (الإرهاب الإسلامي)، ولذلك، فقد كان في مقدمة تطبيقات ونتائج الضغوط الأمريكية على الدول العربية والإسلامية من أجل تعديل وتغيير المناهج الدراسية، وخاصة المناهج المتعلقة بتدريس الخطاب الديني، أنها آتت أكلها في بعض الدول العربية والإسلامية إلى درجة أن قراءات الآيات القرآنية في شاشات الفضائيات العربية أصبحت تتحاشى قراءة الآيات التي تتعرض لليهود والنصارى، كما حذفت العديد من سور القرآن الكريم في بعض المناهج الدراسية في دول الخليج العربي، حتى بدا أننا أمام ضغوط تهدف لأن يتحول الإسلام إلى طقوس وعبادات، لا بد أن تسطر خطوطها العريضة وأهدافها من قبل الدول الغربية، وليس من قبل الدول العربية والإسلامية.
ولعل القارئ الكريم يتذكر تصريحات المسؤولة عن (مبادرة المشاركة والديمقراطية) إيلينا رومانسكي التي أكدت على أن الإدارة الأميركية تسعى فعلياً إلى تغيير المناهج التعليمية في الدول العربية، بما يؤدي إلى التخلص من الحقد والتحريض على الكراهية والعنف في المنطقة، موضحة أن السعي لتغيير المناهج ليس له علاقة بالنصوص الدينية، لأنه ليس بمقدور أي جهة التدخل في النصوص الدينية، وأن هذا ليس ما تسعى إليه الإدارة الأمريكية، وأن المناهج التعليمية في العالم العربي هي المسؤولة عن تراجع معدلات التنمية العربية، وأن أي نظام تعليمي يسمح بمناهج تدعو صراحة إلى العنف والكراهية لن يكون قادراً على إعداد أفراد قادرين على التعامل مع العولمة والنظام العالمي الجديد.
إننا أمام مجموعة من المؤشرات التي تؤكد انخراط بعض الدول العربية والإسلامية في هذه الاستراتيجية، وسوف نورد بعض تطبيقات ونتائج هذه الضغوط من خلال النماذج التالية:
- قامت وزارة التربية والتعليم في إحدى دول الخليج العربي بمراجعة الكتب المدرسية، وحذف كل ما من شأنه التشجيع على التطرف الديني لمواكبة التغيرات الحاصلة في العالم.
- قامت وزارة التعليم في دولة عربية مشرقية بتنقيح المناهج الدراسية الخاصة بالعام القادم لمساعدة التلاميذ على التفرقة بين الإرهاب والمقاومة.
- قررت وزارة التربية والتعليم في دولة مشرقية أخرى إلغاء مادة التربية العسكرية من المناهج الدراسية للمرحلتين الإعدادية والثانوية.
- قررت وزارة التربية في إحدى الدول المغاربية إلغاء التكوين الأساسي في العلوم الإسلامية في التعليم الثانوي، واحتج لإلغائه بالرغبة في تعميم تدريس التربية الإسلامية في التعليم الثانوي وزيادة حجمها الساعي ومعاملها في كل مراحل التعليم الثانوي، إضافة إلى جعلها مادة أساسية في الامتحانات المفصلية في الحياة المدرسية (السادسة ابتدائي/الرابعة متوسط/البكالوريا)، والواقع، كما يلاحظ أحد الباحثين[7]، أن هذا محمود إن جسّد فعلياُ، ولكنه لا يمكن أن يكون بديلاً عن التكوين الأساسي في العلوم الإسلامية في التعليم الثانوي، وخاصة من جهة كونه تكويناً أساسياً للمنتسب إلى العلوم الإسلامية في التعليم الجامعي، بل يعد من مقتضيات تطوير تعليم العلوم الإسلامية في التعليم الثانوي الحفاظ على هذا التخصص في التعليم الثانوي، ولا يتوقف نفعه عند هذا الحد.
- قامت وزارة التعليم في إحدى دول الخليج العربي بتطوير كل المناهج وتعديل بعض أجزائها حسب حاجة المتعلم إلى العلم، ومتطلبات العصر، وظروف المجتمع، دون أن تحدد بالتدقيق المقصود الحقيقي لمتطلبات العصر وظروف المجتمع.