أنت هنا

قراءة كتاب العالم الإسلامي وتحديات 11 شتنبر 2011

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
العالم الإسلامي وتحديات 11 شتنبر 2011

العالم الإسلامي وتحديات 11 شتنبر 2011

كتاب " العالم الإسلامي وتحديات 11 شتنبر 2011 " ، تأليف د .

تقييمك:
1
Average: 1 (1 vote)
المؤلف:
الصفحة رقم: 6

1 - سوابق في موضوع التجديد الديني

وما يؤكد أن هذا الموضوع يعتبر أحد أكبر التحديات التي نعشيها اليوم هو عدد المؤتمرات والندوات التي خصصت له، وكذلك الأبحاث والدراسات، وحسب استفتاء أجراه أحد الكتاب[4] فقد أحصت صحيفة الأهرام المصرية نحو 85 عنواناً عن تجديد الخطاب الديني، أو تجديد الخطاب الثقافي، مع غلبة المقالات المخصصة لتجديد الخطاب الديني، وذلك في الفترة الممتدة ما بين 7/11/ 2001، و21/11/2003. فضلاً عن الإصدارات مثل: الإسلام وتطوير الخطاب الديني، تحت إشراف جعفر عبد السلام، القاهرة: رابطة الجامعات الإسلامية، 2003 (ويضم أعمال ندوة جامعة قناة السويس 2002، سلسلة فكر المواجهة). وسالم عبد الجليل: تجديد الخطاب الديني، القاهرة، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، دراسات إسلامية، عدد 90، سنة 2003. وندوة تجديد الخطاب الديني: لماذا وكيف؟، القاهرة، وزارة الأوقاف، المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، قضايا إسلامية، عدد 100 سنة 2003، ومحمد سيد طنطاوي: الخطاب الديني وكيف يكون؟ ملحق مجلة الأزهر، ربيع الآخر/حزيران (يونيو) 2002.

بالنسبة إلى الندوات واللقاءات الفكرية، يمكن الحديث عن ندوة تجديد الخطاب الديني، (محور ضمن مؤتمر الثقافة) بالقاهرة، سنة 2003، والسبل العملية لتجديد الخطاب الديني، ندوة باريس 12-13 أغسطس 2003. وندوة الحوار الوطني السعودي التي أوصت بتجديد الخطاب الديني بما يتناسب والمتغيرات المعاصرة، 3/1/2004، فضلاً عن فعاليات المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ووزارة الأوقاف المصرية ودورات تجديد الخطاب الديني للدعاة فيها، وغيرها، وسوف نتوقف مع ما جاء في إعلان باريس حول سبل تجديد الخطاب الديني بدعوة من مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان انعقد بباريس يومي 12-13 أغسطس (آب) 2003، والذي سمي باللقاء التشاوري حول السبل العملية لتجديد الخطاب الديني، وجمع نخبة من المفكرين والباحثين والمدافعين عن حقوق الإنسان من 8 دول في العالم العربي (نحو ثلاثين مفكراً وباحثاً وحقوقياً). وعبر ست جلسات، قدمت أوراق عمل أساسية للكتاب: أحمد عبد المعطي حجازي، الباقر العفيف، جمال البنا، صلاح الجورشي، فيصل دراج، نصر حامد أبو زيد. وقد دار الحوار حول هذه الأوراق شفاهة تارة وبالتعليق المكتوب تارة أخرى، ومن أهم الملاحظات حول المشاركين في ندوة باريس، ما تحدث عنه الكاتب المصري محمود إسماعيل[5] من أن مشاركة بعض المفكرين العرب المقيمين بباريس كان ذا تأثير إيجابي ملحوظ، نظراً لكونهم على صلة مباشرة بحقائق الأمور المتعلقة بموقف الغرب من الإسلام، لذلك أثروا أعمال الندوة بتوجيهات فريدة غابت عن نظرائهم المقيمين في أوطانهم العربية.

وتوصل المتدخلون إلى مجموعة من المستخلصات الأساسية في هذا اللقاء، نقف في هذا المقام مع ما جاء في النقطة الثامنة، التي تتعلق بموضوع التعامل مع القرآن. فقد جاء في هذه النقطة أنه تبلورت، عبر الحوار ثلاثة اتجاهات أساسية:

- الاتجاه الأول : يرى أن القرآن فيه كل الإجابات، وأن قراءة سليمة صحيحة للدين ستكشف عن أن القرآن زاخر بالتجديد والحرية والعقل والتقدم والعدالة والشورى واحترام الآخر، فهو عقيدة وشريعة.

- الاتجاه الثاني : يقول بتاريخية النصوص، وضرورة الاجتهاد على كل مستويات قراءة النص. فالمعاني لا تعطي ذاتها للقارئ، وإنما يتم استنباطها على ضوء التجربة التاريخية، حيث إن النص القرآني ذاته استعمل لغة التاريخ. ومن ثم تصبح كل قراءة ممكنة مرهونة بالتاريخ المعطى، حيث تتجلى ضرورة إخضاع التفسيرات الموروثة للنقد باعتبار أنها القراءة الخاصة بزمانها، وذلك على ضوء معاشنا الراهن ومعطيات حياتنا المعاصرة. ويدعو هذا التيار إلى الدولة العلمانية التي لا تعني نفي الدين أو التناقض معه، وإنما تطلق إمكانياته الروحية الكامنة من عقال القراءات الزمنية، وأسر التوظيف السياسي والانتهازي. وفي نفس الوقت تصبح المرجعية في شؤون السياسة والتشريع مدنية لا دينية.

- الاتجاه الثالث : يقوم على أساس الفصل بين (الدين) و(الفكر الديني). حيث الأول مقدس إلهي لا يمس، بينما الثاني بشري يخطئ ويصيب ويتغير بتغير العصور والحاجات الإنسانية المتحولة.

إننا نرى بأن تنظيم هذه اللقاءات والندوات، وخاصة من طرف المفكرين والكتاب الذين يتبنون أيديولوجيات قريبة من التوجهات العلمانية يتماشى مع أحد أوجه الخطة الأمريكية العالمية فيما أصبح يسمى بـ(الحرب على الإرهاب).

فالولايات المتحدة لم تجد الشريك المطلوب فيما بدا، ولكونها غير قادرة على حل الإشكاليات التي توتر العلاقات بينها وبين الإسلاميين (خصوصاً دعمها غير المشروط لإسرائيل، والعنف والكراهية لها)، فقد قررت حلها عن طريق ما أسمته بالإصلاح التعليمي والديني لإعادة صياغة المفاهيم التي تغذي أعمال العنف والإرهاب بما يتوافق مع مصالحها، وبما يحقق لها الأمن، وبما يستجيب مع عملية الإصلاح السياسي المفترض، والمتعثر بفضل الثقافة الدينية السائدة (وخصوصاً الجهاد) التي تغذي بذور الكراهية بحسب رؤيتها، وهي ما سبق وصفها بـ(حرب الأفكار) أو (حرب المبادئ). فالتطرف الإسلامي: «ليس ديانة بل هو أيديولوجية تجب مواجهتها من خلال حرب مختلفة للتعامل مع القيم والمبادئ التي ينادي بها». ومع (حرب المبادئ أو الأفكار) يبدو الهدف أوسع من مجرد (الحرب على الإرهاب)، ويبدو أن الرؤية الأمريكية مرت بخطوات تدريجية حتى تبلورت في شكلها الحالي، فابتدأت من 20 أيلول (شتنبر) 2001 - على لسان بوش - بالدعوة إلى استنقاذ الإسلام من خاطفيه المتطرفين، وانتهت إلى الإصلاح التعليمي (بالإضافة إلى السياسي والاقتصادي) الذي ترافق مع الحديث عن الإصلاح الديني، مروراً بالحديث عن (الإسلام المعتدل) عبر استبعاد (الجهاد)، العلاقة مع الغرب، الشريك الإسلامي، وجملة المطالب: حقوق المرأة في أولها[6].

الصفحات