كتاب " العداء الإسرائيلي للسياسة الواقعية الفلسطينية " ، تأليق حمادة فراعنة ، والذي صدر عن دار الجليل للنشر وال
أنت هنا
قراءة كتاب العداء الإسرائيلي للسياسة الواقعية الفلسطينية
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
سياسة إسرائيل العدوانية الخبيثة نحو كل من أبي مازن وسلام فياض، سببها المصداقية التي يتمتعان بها على المستوى الدولي، وهي نتيجة تحرج إسرائيل وتعريها، إضافة إلى أنها منهجية أعادت للسلطة الوطنية مصداقيتها الوطنية وسط شعبها، بشفافيتها المالية والأمنية والمهنية، وهي منجزات حققتها إدارة سلام فياض بمواصفات احترافية عالية المستوى، كانت مفتقدة في عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات، وذلك لأن نهجه كان مختلفاً، وكان يعمل بازدواجية مفرطة أربكت إسرائيل وأفقدتها خاصيتها وتفوقها، فحاربوه وشوهوا سمعته واغتالوه فدفع بذلك ثمن صلابته في كامب ديفيد، وها هي تتجدد بشكل مختلف مع أبو مازن بسبب موقفه من عرض أولمرت أولاً، وعرض نتنياهو الأدنى ثانياً، مما دفع ليبرمان ليقول بوضوح بالغ أنه لا مجال للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين خلال المدى المنظور.
أبو مازن يحاربوه بتشويه سمعة أولاده، والمس بوطنيته، وتسريب معلومات مفبركة عن رضاه عن "حرب الرصاص المصهور" لتصفية حماس، ولو كان كذلك لماذا لم يردوا عليه خصومه الذين يدعون أنهم يتحلون بالأخلاق والصدق والرحمة والاستقامة؟
الصورة مقلوبة ومشوهة ومع ذلك تجد من يقبلها بل ويروجها، ويعود ذلك لضيق أفق البعض وضعفه، وإحساسه بالعزلة عن مؤسسات صنع القرار الفلسطيني في اللجنة التنفيذية للمنظمة أو في اللجنة المركزية لحركة فتح، أو لأن البعض الآخر يراها فرصة لإعادة شرعنة الانقلاب، فيقبل بالإشاعات لأنها تخدم مخططاته الانقلابية ضد قادة فتح، بدءاً من ياسر عرفات ومروراً بمحمد دحلان وجبريل الرجوب وتوفيق الطيراوي وكل من يتعامل معهم بندية ورجولة ووطنية.
سياسة إسرائيل الأمنية، محرقة مميتة، لأن نتنياهو كما يقول الصحفي الإسرائيلي ألوف بن في هآرتس 9/10/2009، " ينظر إلى عباس ويتعامل معه كخصم سياسي يدير حرباً دبلوماسية ضد إسرائيل وينبغي الرد عليه بما يتناسب مع ذلك، ونتنياهو لا يؤمن أنه يمكن حل مشكلتي القدس واللاجئين، والدولة المجردة من السلاح التي يقترحها على الفلسطينيين بعيدة عن أن تشبع مواقف الحد الأدنى لديهم ".