أنت هنا

قراءة كتاب ضريبة هوليود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ضريبة هوليود

ضريبة هوليود

كتاب " ضريبة هوليود " ، تأليف أحمد دعدوش ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 4

وبعد انفراج أزمة الكساد الأمريكي في نهاية العشرينيات، تسارعت وتيرة الإنتاج في هوليود وأُسست فيها البنية التحتية اللازمة لمنافسة الاستوديوهات الأوربية العملاقة، والألمانية منها على وجه الخصوص، وأصبحت صناعة الترفيه قطاعاً اقتصادياً مستقلاً بذاته، يعمل فيه آلاف الموظفين من الكتاب والمخرجين والنجوم والفنيين، إلى جانب المنتجين والموزعين والإداريين المتخصصين بتنظيم أعمال هذه الصناعة، فسارعت السلطات الأمريكية إلى سن القوانين لتنظيمها، ووضعت لها عدداً من الضوابط الأخلاقية؛ مثل حظر مشاهد الإغراء والألفاظ السوقية، ثم تراجعت حدة الرقابة الأخلاقية مع التقلبات الثقافية الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية.

وبعد مرور أكثر من قرن على اختراع آلة التصوير السينمائي، ما زالت السينما تكافح في سبيل الوفاء لبذورها الأولى في تربة الفن والإبداع، ولتحمل في ثمارها خلاصة الحس الإنساني وتفلسف العقل البشري، كما هو حال الفنون والآداب الراقية، ولكن ظروف القرن العشرين أعطت السيادة للجوانب الأخرى التي حولت هذا الفن إلى صناعة تخضع لقواعد السوق الصارمة، وإلى وسيلة إعلامية تعكس في أحسن حالاتها ثقافة المجتمع الذي تنشأ فيه، وتتأثر بالحراك الاجتماعي وبالتقلبات السياسية والفكرية التي تعصف به، وأيضاً بالتطورات التكنولوجية والاكتشافات العلمية التي يكتسبها. لذا أصبحت هوليود البيئة الأكثر ملاءمة لغرس بذور الثقافة الأمريكية، ومن ثم لجني ثمارها وتصديرها إلى العالم كله، مما جعلها محط أنظار المهتمين بالتأثير والتغيير فضلاً عن الربح، ولتتحول هوليود من مجرد مركز للترفيه إلى ساحة للصراع بين القوى المختلفة، وإلى واحدة من أهم أذرع الدعاية الموجهة (البروباغاندا) لمصلحة الطرف الأقوى!

الصفحات