كتاب " ضريبة هوليود " ، تأليف أحمد دعدوش ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتا
أنت هنا
قراءة كتاب ضريبة هوليود
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
جوائز عالمية
بالانتقال إلى قائمة الأوسكار، نجد عدداً لا بأس به من الأمريكيين ذوي الأصول العربية أو الإسلامية الذين رُشحوا لها أو فازوا بها، ونبدأ مع إميل كوري (Emile kuri) مصمم الديكور الشهير والحائز على جائزة الأوسكار مرتين عن فيلمين هما: (الوارثة) عام 1949 و (20 ألف فرسخ تحت الماء) عام 1954، كما رشح (كوري) للجائزة نفسها ست مرات أخرى خلال الخمسينيات والستينيات، ونذكر أيضاً المنتج رونالد شويري (Ronald Schwary) الذي حصل فيلمه (أناس عاديون) على جائزة أفضل فيلم عام 1980، كما رشح فيلمه (قصة جندي) للجائزة نفسها عام 1984، ورشحت أفلامه (عطر امرأة)، (توتسي) و(لقاء جو بلاك) لعدة جوائز أوسكار.
أما الكاتبة كالي خوري (callie khourie) ففازت بالأوسكار لأفضل سيناريو أصلي عن فيلمها (ثيلما ولويز)، كما فاز الموسيقي بول جبارة (Paul Jabara) بالأوسكار لأفضل أغنية عن فيلم ( شكراً للرب إنه يوم الجمعة )، ولمع اسم المخرج والكاتب وليام بيتر بلاطي (William Peter Blatty) الذي رُشح فيلمه الشهير ( طارد الأرواح الشريرة ) عام 1973 لعشر جوائز أوسكار، وفاز باثنتين منها حيث ذهبت إحداهما إلى وليام عن فئة أفضل سيناريو[10].
وفي عام 1984 أدى الممثل (ف. موراي أبراهام) واحداً من أنجح الأدوار في تاريخ السينما مجسداً شخصية (أنتونيو سيليري) الذي عاش صراعاً مريراً بين الحقد على الموسيقار الناشئ موتزارت وبين تقبل فنه المبدع بحسه المرهف، وذلك في الفيلم الشهير (أماديوس) والذي مُنح لأجله جائزة الأوسكار عن فئة أفضل ممثل، إضافة إلى جائزة الكرة الذهبية (الغولدن غلوب)، ولكنه تراجع بعدها عن النجومية ولم يحصل على أي دور لافتٍ منذ ذلك الحين، ومن الجدير بالذكر أن والد (أبراهام) هاجر من سورية في مطلع القرن وأطلق على ابنه اسم فريد، ولكن فريد اختار الإشارة إلى اسمه بالحرف الأول ثم تغيير اسم والده من مرعي إلى موراي.
وينضم إلى قائمة الجوائز الكبرى أيضاً النجم التلفزيوني والسينمائي (توني شلهوب) ذو الأصول اللبنانية، الذي اشتهر بدور (أدريان مونك) في المسلسل الذي حمل اسمه (مونك) وفاز من خلاله بجائزة (الأيمي) ثلاث مرات على أنه أفضل ممثل في مسلسل كوميدي خلال أعوام 2003، 2005، 2006، إضافة إلى جائزة (الغولدن غلوب) عام 2003 لأفضل ممثل في مسلسل كوميدي، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة مرتين بوصفه أفضل ممثل في مسلسل كوميدي عامي 2004 و2005.
ومن الجدير بالذكر أن معظم هؤلاء الناجحين ينتمون إلى طوائف غير مسلمة، ربما لكون أتباعها أكثر قدرة على الاندماج والقبول في هوليود، أو لأن بعض التقديرات تشير إلى أن نحو ثلاثة أرباع الأمريكيين العرب هم من المسيحيين واليهود.
ومن الملاحظ أن معظمهم اندمجوا في المجتمع الأمريكي كبقية زملائهم المتحدرين من أصول وعرقيات مختلفة، وربما نسي أو أخفى كثيرون منهم هويتهم الأصلية، كما لم يحملوا من بلاد أسلافهم رسالة ما يدافعون عنها في هوليود، ولم يسخّروا مواهبهم لإبراز أي خصوصية لهويتهم تتعدى بعض مشاعر الحنين إلى الوطن الأم الذي عرفوه في حكايا الأجداد، ولم يكونوا في غالب الأحيان أكثر من طامحين إلى النجومية والنجاح والثروة، وأحياناً إلى إنشاء بعض الأعمال الخيرية والإنسانية، دون أن يحملوا على عاتقهم أي عبء آخر من قبيل ذاك العبء الذي حمله زملاء آخرون من أقليات مختلفة، وعلى رأسهم اليهود الذين سخّروا هوليود لمصلحة قضيتهم المشتركة!