كتاب " ضريبة هوليود " ، تأليف أحمد دعدوش ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتا
أنت هنا
قراءة كتاب ضريبة هوليود
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
تاريخ حافل بالنجاح
قد يتعذر على الباحث حصر جميع الأسماء العربية التي نجحت في هوليود، إلا أن عدداً لا بأس به من هؤلاء تمكن من تحقيق درجة متقدمة من الشهرة والنجاح، كما حاز عدد منهم على جائزة الأوسكار أو ترشح لها، فضلاً عن جوائز أخرى رفيعة.
نبدأ استعراضنا لبعض النماذج الناجحة في هوليود مع الكوميدي (داني توماس)، الذي هاجر والده من بلدة الكاتب اللبناني المعروف جبران (بشرّي) إلى الولايات المتحدة في مطلع القرن العشرين، وأطلق على أحد أبنائه الأربعة اسم مزيد، وهو الذي ظهرت عليه بوادر الموهبة منذ الصغر، فقرر احتراف الكوميديا الإلقائية وغيّر اسمه إلى (داني توماس)، ثم استفاد من تجربة زملائه المتحدرين من أقليات أخرى كالإيرلنديين والإيطاليين الذين يستمدون نكاتهم من أصولهم العرقية، فابتكر شخصية (العم طنوس)، وأخذ يستمد نكاته من صعوبات والده المهاجر في العثور على عمل على الرغم من الفقر والجهل باللغة والبيئة، ومع انتشار الاختراع الجديد (التلفزيون) تمكن داني من الدخول إلى بيوت الأمريكيين والاستحواذ على قلوبهم في الستينيات والسبعينيات، وجمع ثروة كبيرة سخّر قسماً كبيراً منها لتأسيس مستشفى (سانت جود) الخيري لعلاج وأبحاث السرطان في أمريكا، ولتعلقه بجذوره العربية أوصى داني بأن تبقى نسبة 70% من أعضاء مجلس إدارة المستشفى من أصول عربية. وقبل وفاته في مطلع التسعينيات دفع بابنته ( مارلو ) إلى التمثيل أيضاً في هوليود، وكان داني قد فاز بجائزة آيمي التلفزيونية، كما فازت ابنته (مارلو) بها مرتين.
وطوال القرن العشرين، تتابعت الأسماء ذات الأصول العربية في الظهور، ونذكر منها الممثل اللبناني الأصل (جورج نادر) بطل أفلام المغامرات في الخمسينيات والستينيات، والممثل السوري الأصل (مايكل عنصرة) الذي بدأ العمل في فيلم (Action in Arabia) سنة 1944، ثم اشتهر بتمثيل أدوار الهنود الحمر، ويُحسب له رفض تمثيل الشخصيات العربية الناطقة باستثناء دور (أبي سفيان) في فيلم (الرسالة)، والممثل (مايكل نوري) المتحدر من أصول لبنانية والذي كانت له بطولة فيلم (Flash Dance) كما ظهر في المسلسل التلفزيوني (يوميات رجل عصابات)، والممثلين (جيمي فار) (فرح) و(فيك تيباك) (طباخ)، أما الأسماء النسائية فاشتهرت منها كل من الممثلات (كاثي نجمي) و(آمي يزبك ) و(ويندي مالك) و(كريستين الحاج).
وفي السنوات الأخيرة لمع اسم الراقصة (بولا عبدول) ذات الأصول السورية اليهودية، والممثلة البريطانية (جابرييل أنور) ابنة المونتير هندي الأصل ( طارق أنور )، والتي صُنفت في قوائم أجمل نساء العالم، وأدّت أدواراً مهمة؛ ومنها دور (إيملي) التي تسعى بصحبة المغامر (فلِن) إلى البحث عن كنوز النبي سليمان عليه السلام في فيلم (العودة إلى مناجم الملك سليمان) (The Librarian) المنتج عام 2006[8]. كما نذكر الممثلة (سارة شاهي) ذات الأصل الإيراني والتي ظهرت في بعض المشاهد الساخنة، مما أثار استياء بعض الإيرانيين الأمريكيين الذين يرون أنها لا تمثلهم، أما الممثلة الشابة شانون إليزابيث فأثارت استياءً أكبر عندما أشارت وسائل الإعلام الأمريكية إلى أنها من أصل سوري- لبناني، حيث رأى بعض أتباع الجاليتين أنها تسيء إلى سمعتهم عندما تتسلق سلم الشهرة بالتعري[9].