كتاب " ضريبة هوليود " ، تأليف أحمد دعدوش ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتا
أنت هنا
قراءة كتاب ضريبة هوليود
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"
مع ذلك؛ شهدت المرحلة نفسها تحولاً جديداً في علاقة هوليود بالعرب والمسلمين، إذ بدأت مفاوضات السلام بين الإسرائيليين والعرب تؤتي ثمارها، كما أحدثت حرب الخليج، والتي نُقلت أحداثها مباشرة عبر أخبار (CNN) للمرة الأولى في تاريخ التلفزيون، وعياً جديداً في الشارع الأمريكي تجاه الصراع الخارجي، إذ تؤدي الحروب عادة إلى نوع من الاحتكاك مع الآخر والمفضي إلى قليل من الحوار والانفتاح، وهكذا أصبح من الممكن ظهور أدوار عربية طبيعية أو حتى إيجابية، ففي فيلم (قبلة الليل الطويل) (1996) يُتهم أحد العرب ظلماً بتهمة الإرهاب، وفي فيلم (جريمة كاملة) (1998) يحرص المحقق العربي- الأمريكي على كشف الحقيقة والوقوف إلى جانب سيدة أمريكية مهددة بالقتل على يد زوجها، أما فيلم (روبن هود أمير اللصوص) فيُظهر العربي في صورة نموذجية للأمانة والنبل، وبلغت هذه الصورة نضجها التام عندما مثّل (أنتونيو بانديراس) رحلة الفارس العربي المتحضر إلى شمال أوربا المتخلفة في فيلم (المحارب الثالث عشر) (1999). ومنذ ذلك الحين أصبح من الممكن رؤية صورتين متوازيتين، وغير متكافئتين بالطبع، للشخصية العربية المسلمة في هوليود، وكان من الممكن للصورة الإيجابية أن تشق طريقها بسرعة لولا تدهور العلاقات السياسية وانقلاب الموازين.
ففي مطلع الألفية الجديدة استأنفت هوليود مرحلة جديدة من الدعاية الممنهجة بعد وقوع أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر، والتي ما زالت الشكوك تحوم حول صحة نسبتها إلى المسلمين، ولكن هذه الشكوك لم تقف حائلاً دون إعلان الحرب على الإرهاب ، أو على الإسلام كما يرى كثيرون، وكان لا بد للمنتجين في هوليود من مواكبة هذا التطور في الأحداث، فبعد شهرين فقط من وقوع هجمات أيلول/سبتمبر استدعى أحد مستشاري الرئيس الأمريكي أبرز منتجي ومخرجي هوليود إلى البيت الأبيض للبحث في السبل الممكنة لإشراك هوليود في «الحرب على الإرهاب»[7]. وبالرغم من ذلك، تابعت التيارات المنشقة عن الخط العام في هوليود نموها وأثبت بعض المنتجين والمخرجين قدرتهم على الاستقلال والتحرر، وخصوصاً بعد تفاقم أزمة الوجود الأمريكي في العراق وانكشاف الكثير من أسرار "الحرب على الإرهاب"، كما أن التنميط السطحي والسخيف لكل ما هو عربي مسلم لم يعد مقبولاً كما كان في الماضي، مع أنه مستمر في بعض الأفلام، حيث قامت أدوات العولمة وثورة الاتصالات بدورها في الانفتاح على الشعوب الأخرى وإعادة تقييم الصور النمطية المسبقة بشيء من الموضوعية والاعتدال.