أنت هنا

قراءة كتاب ضريبة هوليود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ضريبة هوليود

ضريبة هوليود

كتاب " ضريبة هوليود " ، تأليف أحمد دعدوش ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 2

المقدمة

عندما نتحدث عن هوليود فحديثنا لا يكون عن مجرد ضاحية من ضواحي لوس أنجلوس، ولا حتى عن مركز صناعة السينما والإعلام في الولايات المتحدة، بل عن عاصمة هذه الصناعة في العالم كله، والتي تصدّر منتجاتها إلى أكثر من مئة وخمسين دولة، فمع أن ملايين الدولارات تُضخ كل عام في مراكز سينمائية أخرى في العالم، مثل الهند والصين وفرنسا وبريطانيا، ومع أن (بوليود) الهندية تنتج وحدها نحو ضعف عدد الأفلام التي تنتجها هوليود سنوياً[1]، تبقى هوليود هي الوحيدة القادرة على تصدير جميع منتجاتها، وبغض النظر عن قيمتها ومضمونها، إلى معظم دول العالم، لذا فإن كل من يعمل فيها أو ينتقل إليها، وكل ما يُنتَج في استوديوهاتها أو يتمكن من الوصول إليها من الخارج، فإنه يُعطى صفة العالمية.

ولما كانت منافسة مراكز صناعة السينما الأخرى ليست واردة في الوقت الحاضر أو المستقبل المنظور، فستظل هوليود محط أنظار جميع العاملين في هذه الصناعة والمهتمين بمنتجاتها، وكما تخطّى الدولار الأمريكي حدود الدولة التي يُطبع فيها ويمثل قوتها الاقتصادية ليصبح في الوقت نفسه عملة العالم؛ فقد تخطت هوليود أيضاً حدودها الجغرافية مع أنها محكومة بسياسة الدولة التي تقع فيها وثقافتها، وهذه هي أبرز ملامح العولمة الثقافية التي نعيشها اليوم، والتي تعطي من يملك السلاح الأقوى والاقتصاد الأضخم الحقَّ في فرض وجهة نظره ورؤيته وفلسفته على الآخرين بما يحقق مصالحه الخاصة.

انطلاقاً من هذه الحقائق، فإن اختراق حدود عاصمة السينما والإعلام العالميين قد لا يكون بالأمر السهل، خصوصاً عندما تأتي هذه المحاولة من قبل أشخاص لا يتفقون بالضرورة مع توجهات القوى المسيطرة، مما قد يضطرهم إلى دفع ضريبة ما، تتناسب طرداً أو عكساً مع درجة انسجام مواقفهم مع التوجهات والرؤى المسيطرة على الساحة، ومع قدرتهم على الثبات والمقاومة وترتيب الأولويات. ولأن العلاقة القائمة بين العرب والمسلمين من جهة وبين القوى المسيطرة على هوليود من جهة أخرى كانت تتسم دوماً بالصراع والتنافر، فإن احتمال دفع هذه الضريبة قد يرقى إلى درجة الضرورة.

في هذا الكتاب المختصر، نسعى إلى تسليط الضوء على هذا الجانب من علاقة العرب والمسلمين بهوليود، دون الإغراق في تفاصيل هذه العلاقة وجوانبها الأخرى والتي قد سبق للعديد من الباحثين الخوض فيها. بدءاً بالسرد التاريخي الموجز لتطورها مع التركيز على الضريبة التي يدفعها العرب والمسلمون بوصفهم الطرف الأضعف في معادلة غير متكافئة، علماً بأننا لا نهدف في هذا الكتاب إلى حصر جميع التفاصيل التي تتعلق بموضوعه، بل نهتم بالتعمق في تحليل بعض الأمثلة التي نجدها نموذجية، بهدف الارتقاء بوعي القارئ لفهم أبعاد القضية المطروحة، وتدريبه بصرياً على المشاهدة الواعية في المستقبل ليتجنب الوقوع في أسر الرسائل غير المباشرة والصور النمطية، مع تركيزنا على السنوات الأخيرة من تاريخ العلاقة المذكورة والتي تلت أحداث الحادي عشر من أيلول/سبتمبر عام 2001، حيث دخلت منذ تلك اللحظة مرحلة جديدة في غاية الأهمية. كما لم نقصر اهتمامنا في بعض الأمثلة على ما تنتجه هوليود دون غيرها، خصوصاً عندما تنجح بعض الأعمال السينمائية، أياً كان مصدرها، في الوصول إلى العالمية دون المرور بعتبة هوليود.

ولا ننسى التذكير بأن دور الباحث والناقد يقتصر على جمع وتحليل المعلومات وطرح التساؤلات ومحاولة البحث عن بعض الأجوبة، لذا فإن نقدنا لتجربة أي شخص أو جهة أو دولة في هذا الكتاب لا نقصد منه المحاسبة أو الطعن أو التجريح، ولا سيما أن موضوع الكتاب يستلزم تسليط الضوء على الثغرات والنواقص دون أن يعني ذلك بالضرورة عدم الاعتراف بالجوانب الأخرى المضيئة أو التقليل من شأنها.

والله من وراء القصد.

أحمد دعدوش

الصفحات