أنت هنا

قراءة كتاب ضريبة هوليود

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
ضريبة هوليود

ضريبة هوليود

كتاب " ضريبة هوليود " ، تأليف أحمد دعدوش ، والذي صدر عن دار الفكر للنشر والتوزيع ، ومما جاء في مقدمة الكتا

تقييمك:
0
لا توجد اصوات
المؤلف:
الصفحة رقم: 5

كيف قدمت هوليود صورة العرب والمسلمين؟

حسب شهادة البروفسور (جاك شاهين) أستاذ الاتصال في جامعة (إلينوي الجنوبية) والمستشار السابق لشبكة (CBS) التلفزيونية لشؤون الشرق الأوسط، فإن نحو 25% من الأفلام التي أنتجتها هوليود في تاريخها تحقر بشكل أو بآخر العرب، إذ شاهد الأستاذ شاهين نحو ألف فيلم هوليودي مما أنتج بين عامي 1896 و2000م ولم يستطع أن يجد أكثر من 12 حالة إيجابية فقط للعرب والمسلمين، إلى جانب 52 حالة يصنفها على أنها معتدلة من وجهة نظره، في حين تبقى الأفلام المتبقية ذات صور سلبية ومسيئة!.. حيث لا تكاد صورة العرب والمسلمين تخرج عن إطار الصور النمطية القليلة المعروفة[2]، التي تطورت عبر مراحل مختلفة خلال القرن العشرين، ففي أواخر القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين اقتصرت هذه الصورة على ما يعرفه الغرب من قصص الرحالة الأوربيين وأساطيرهم عن الشرق الغامض المليء بقصص السحر والجان، حيث الصحراء الواسعة التي تملؤها عصابات قطاع الطرق وتتخللها الواحات الخضراء، والتي يكتشف فيها الرحالة الأوربي قصراً منيفاً للباشا المحاط بجَوارٍ حسناوات لا يفعلن شيئاً سوى الرقص، ولا يكتمل القصر إلا بقبو للتعذيب، وخدم يرقّصون الأفاعي على ألحان الناي. وجسدت هوليود هذه الصور النمطية بإنتاجها ما بين أربعة أفلام وستة كل عام خلال الفترة الواقعة بين عامي 1910 و1920.

ومع ظهور النفط في الربع الأول من القرن العشرين تغيرت هذه الصورة ليتحول العرب من قطاع طرق إلى ملوك نفط متخمين، وتضخمت هذه الصورة في بداية السبعينيات بعد معاناة الأمريكيين من ارتفاع أسعار النفط إثر قرار العرب بقطع إمداداته عن الغرب إبان حربهم مع الكيان الصهيوني، وهو القرار الذي أعقبه تهديد الرئيس الأمريكي (ريتشارد نيكسون) ووزير خارجيته اليهودي (هنري كيسنجر) بأنهما لن يسمحا لمجموعة من البدو المتخلفين الذين يغمسون أقدامهم في بحيرات من النفط بالتحكم في مصير أمريكا.

النفوذ الصهيوني المبكر في هوليود قام بدور كبير في تشويه صورة العرب والمسلمين، إذ بدأ هذا النفوذ بعد عامين فقط من انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول عام 1897 مع فيلم (درايفوس)، الذي تلاه صدور عشرات الأفلام التي تكرس فكرة الهجرة إلى أرض الميعاد أو تجسد الأساطير اليهودية وتروّج لها. وبالتزامن مع حركة الهجرة اليهودية إلى أرض فلسطين؛ تصاعد الدعم السينمائي في هوليود لما يسمى بالقضية الصهيونية، وكانت النتيجة إنتاج عشرات الأفلام خلال العشرينيات والثلاثينيات ومنها (الوعد الكبير)، (ملك الملوك)، و(بيت أبي والشيخ)، كما اختارت المنظمة الإرهابية الصهيونية (آرجون) الكاتب والمنتج والمخرج السينمائي (بن هيشت) لتمثيلها في هوليود في منتصف الثلاثينيات.

ومع إعلان قيام دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين عام 1948، حملت هوليود على عاتقها مهمة الترويج المجاني لنشوء هذه الدولة وإظهارها في صورة الحمل الوديع المحاط بقطيع من الذئاب، وقام بهذه المهمة عشرات الصهاينة الذين كانوا قد سيطروا بالفعل على أهم شركات الإنتاج ومحطات التلفزة، واعتمدوا سياسة الإنتاج المشترك وغير المعلن مع مركز الفيلم الحكومي الصهيوني، ونجحت هذه السياسة في تأمين المزيد من دعم النجوم الباحثين عن الشهرة والمجد، الذين وجدوا في تعاطفهم مع إسرائيل طريقاً مضموناً للنجاح، وكان من أهم نتاجات هذه المرحلة فيلم (سيف في الصحراء) المنتج عام 1949، الذي يتنكر للدور البريطاني في قيام دولة الصهاينة، ويقدم الولاء للولايات المتحدة التي انتقل إليها مركز الثقل العالمي. كما أدّى (كيرك دوغلاس) سنة 1953 دور البطولة في فيلم (الحاوي) وهو أول فيلم يُصور على أرض فلسطين، التي يقدمها في صورة الوطن الوحيد لليهود الناجين من محارق ألمانيا النازية.

أما فيلم (الخروج) للمخرج الصهيوني (أوتو بريمنجر) فقد شبّه الفلسطينيين بالهنود الحمر الذين استحقوا الإبادة على يد الأمريكيين البيض القادمين من أوربا، ممهّداً الطريق لأفكار إبداعية أخرى في تشويه صورة العرب على مدار العقود المقبلة.

الصفحات