أنت هنا

قراءة كتاب تبيان الحدود بين تاريخ بني إسرءيل وتاريخ اليهودفي العصور القديمة

تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

‏اللغة: العربية
تبيان الحدود بين تاريخ بني إسرءيل وتاريخ اليهودفي العصور القديمة

تبيان الحدود بين تاريخ بني إسرءيل وتاريخ اليهودفي العصور القديمة

كتاب " تبيان الحدود بين تاريخ بني إسرءيل وتاريخ اليهودفي العصور القديمة " ، تأليف هشام أبو حاكمة ، والذي صدر عن

تقييمك:
5
Average: 5 (1 vote)
دار النشر: دار الجليل
الصفحة رقم: 1

المقدّمة

قال تعالى:”يَا بَني إسْرءيلَ اذْكُروُا نِعْمتيَ الّتي أنْعَمتُ عَليكُمْ وأنّي فَضّلتُكُمْ عَلَى العَالمينَ.” سورة البقرة 47، 122.

وقال تعالى:”لَتجِدنّ أشَدّ النّاسِ عَداوَةً للّذين آمَنُوا اليَهُودَ وَالّذينَ أشْرَكُوا...”سورة المائدة 82.

فهل يستوون؟؟؟

قال تعالى:”أفَمَن كَانَ مُؤْمناً كَمَن كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتوُونَ.”سورة السّجدة، الآية 18.

لست مبالغا، إذا قلت بأن تاريخ بني إسرءيل بأحداثه ووقائعه المختلفة، التي جرت على أرض فلسطين – كما يرى معظم المؤرخين والكتاب- وغيرها، في الفترة التي سبقت التاريخ الميلادي بحوالي خمسمائة وألف سنة، يعتبر من أكثر التواريخ في العالم تشابكا وتداخلا وغموضا، نظرا لما يكتنف هذا التاريخ من خلاف بين المؤرخين. ويعود ذلك أساسا، إلى شُحِّ المعلومات التاريخية عن كثير من الوقائع، وعدم المصداقية التاريخية، والحيادية من قبل بعض العلماء والمؤرخين، في تناول مجريات الأحداث التي حصلت مع، وللشعوب التي عاشت على هذه الأرض، وإلى عدم جلاء الرؤية لبعض هذه الأحداث.

وأحيانا لا يكتفي بعضهم أن يزور التاريخ من أجل مصلحة قوم، أو شعب على آخر، بل إنه يكاد ينكر وجود الشعوب الأخرى لمصلحة تاريخ ذلك الشعب. ومن ناحية أخرى فـإن تداخـل (الأديان) في أمور الشعوب التي عاشت على هذه الأرض، أكثر من غيرها من الشعوب، وما حدث من تزوير في حقيقة هذه الأديان، قد أعطى الموضوع بُعداً آخر، أبعد ما يكون عن الحقيقة.

وقد كان للدعاية التي يتولاها البعض أثر كبير في ترويج ذلك التزوير والاختلاق في التاريخ. ولا زلنا مع هذا التقدم الحضاري الكبير، والاكتشافات والتنقيبات الآثارية التي شملت كل بقعة من بقاع هذه الأرض، نشهد مزيدا من الافتراءات والإدعاءات، التي تنتشر بسرعة حتى أصبحت هي الحقيقة، بدون سند يدعمها، غير ذلك البوق الإعلامي الواسع، الذي يجرف أمامه كل كلمة حق، فإلى متى سيبقى هذا المدّ الإعلامي الكاذب سيد الموقف التاريخي، متجاهلا التاريخ الصادق، تاريخ شعوب المنطقة بأكملها، دون خداع وتزوير؟

وهذا الكتاب الذي بين أيدينا يتناول تاريخ بني إسرءيل – هكذا كتبت في القرآن الكريم ولنميز بينها وبين المسمى السياسي الحالي إسرائيل – وتاريخ اليهود، ويخطأ من يجمع بينهما ويعتبرهما تاريخا واحدا.

وإذا كان الله تعالى قد ميَّز بينهما في كتابه العزيز وهو أصدق القائلين، فما بالنا نحن نجمع في كتاباتنا بينهما؟

لقد سَمَّى الله تعالى بني إسرءيل بهذا الاسم، وتارة باسم قوم موسى.

قال تعالى عندما أرسل موسى عليه السلام، إلى فرعون قال له ولهارون عليهما السـلام:”فأتِيا فِرْعَونَ فقولا إنّا رَسُولُ ربَِ العَالمينَ. أنْ أرسِلْ مَعَنا بني إسْرءيلَ.”سورة الشُّعراء، الآية 16،17.

وقال تعالى عند خروج بني إسرءيل من مصر وقطع البحر:”وَجَاوزْنَا بِبَني إسْرءيلَ البَحْرَ فأتبعهُم فِرعَونُ...”سورة يونس، الآية 90.

وقال تعالى عنهم وهم في سيناء في طريقهم إلى الأرض المقدسة:”وإذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَومِ إنَكُمْ ظَلمتُمْ أنفُسَكُمْ باتِّخاذكُمُ العِجْلَ....”سورة البقرة، الآية 54.

وبعد موسى عليه السلام، وفي نهاية زمن القضاة، قال تعالى:”ألَمْ تَرَ إلى المَلأ منْ بَني إسْرءيلَ مِنْ بَعدِ مُوسَى إذْ قالوُا لنبيٍّ لَهُمُ...”سورة البقرة، الآية 246.

وفي زمن داود وعيسى عليهما السلام، قال تعالى:”لُعِنَ الَذينَ كَفرُوا مِنْ بَنِي إسْرءيلَ عَلَى لِسانِ دَاودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ...” سورة المائدة، الآية 78.

وفي زمن عيسى عليه السلام، قال تعالى:”وإذْ قالَ عِيسَى ابنُ مَرْيمَ يَا بَني إسْرءيلَ إنَي رَسولُ اللهِ إليكُم....”سورة االصَفَ، الآية 6.

وهكذا نرى أن الله تعالى قد استعمل الاسم (بنو إسرءيل) منذ عهد يعقوب عليه السلام، حتى وفاة عيسى عليه السلام، أي خلال مدة تزيد عن ثلاثة عشر قرنا من الزمان، ولم يستعمل الاسم (اليهود)، ولا مرة واحدة في تلك الفترة، مما يدل على أن الاسم (اليهود) يختلف كليا عن الاسم (بنو إسرءيل).

أما اسم (اليهود)، فلم يظهر إلا متأخراً جداً عن ظهور الاسم بني إسرءيل، وما كان ظهوره واضحا ومتداولا إلا في الفترة التي سبقت مجيء الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وفي عهده.

قال تعالى:”وَقَالتِ اليهودُ ليْسَتِ النَصارَى عَلَى شَيءٍ وَقَالتِ النَصارَى ليْسَتِ اليهودُ عَلى شَيءٍ وَهُمْ يتلُون الكتابَ...” سورة البقرة، الآية 113. ومفهوم هذه الآية يدل على أنها قيلت في الوضع الذي كان قائما بعد مجيء عيسى عليه السلام.

وقال تعالى مخاطبا الرسول صلى الله عليه وسلم:”ولَنْ تَرْضَ عَنكَ اليَهُودُ وَلا النَصَارى حتَى تتَبعَ مِلَتهُمْ...” سورة البقرة، الآية 120.

وقال تعالى:”لَتَجِدنّ أشدّ النّاسِ عَدَاوةً للّذينَ آمَنُوا اليَهُودَ وَالّذينَ أشْركُوا...”سورة المائدة، الآية 82.

الصفحات