كتاب " صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا) " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا)
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا)
عصر الفتنة
توفي الحكم المستنصر سنة 366هـ بعد فترة من الازدهار العلمي و الادبي ووصى بالحكم لابنه هشام الملقب بالمؤيد، الذي لم يبلغ الحلم، وبأيحاء من امه صبح عُين المنصور بن ابي عامر حاجبا للصبي، فأستأثر بالحكم بعد ان ضرب خصومه واحدا بعد الاخر، ولم يبق للخليفة الا الدعاء على المنابر و ذكر اسمه على السكة والطرز وتلقب بالمنصور وامر ان يحيا بتحية الملوك وان يذكر اسمه عقب الدعاء للخليفة، وبنى مدينة الزاهرة قرب قرطبة و نقل اليها خزائن الاموال و الاسلحة، وامر ان تنفذ اليه الكتب و المخاطبات([1]).
ونظم الجيش على اسس جديدة متماسكة خاضعة لقيادة عليا([2]) واستخدم البربر المستقدمين من شمال أفريقيا محاربين محترفين في غزواته التي بلغت اثنتين وخمسين غزوة انتصر في جميعها، وتوسعت رقعة الدولة الاسلامية في عهده إلى اقصى حدودها، واستنجدت به امارتا قشتالة القديمة و ليون بعد خلاف بينهما فقضى عليهما([3]) وتكدست اموال ضخمة و ارتفعت المستوى المعاشي و كثرت السبايا و الجواري وبلغت الدولة قمة مجدها العسكري و الثقافي و العمراني([4]) وكان له باع طويل في الشعر و تذوقه،منه قوله([5]):
رميتُ بنفسي هولَ كل عظيمة
وخاطرت و الحر الكريم مخاطِـُر
وما صاحبي إلا جنان مشيـّـــع
وأسمر خطيّ وأبيضُ باتـــــــــرُ
فسدتُ بنفسي أهلَ كل سيـــادة
وفاخرتُ حتى لم أجد من أفاخرُ
وحكم سبعا وعشرين سنة و توفي سنةهـ392 بعد غزوة، وكان يحمل كفنه بيده في غزواته ووصى ان يكتب على قبره ([6]).
آثاره تنبيك عن أخبــــاره
حتى كأنك بالعيـــان تراه
تالله لا يأتي الزمان بمثلــه
أبدا ولا يحمي الثغور سواه