كتاب " صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا) " ، تأليف د.
أنت هنا
قراءة كتاب صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا)
تنويه: تعرض هنا نبذة من اول ١٠ صفحات فقط من الكتاب الالكتروني، لقراءة الكتاب كاملا اضغط على الزر “اشتر الآن"

صورة المجتمع الأندلسي في القرن الخامس للهجرة (سياسيا واجتماعيا وثقافيا)
دويلات الطوائف
ان ضعف السلطة المركزية وفساد ادارتها وانحلال اجهزتها التنفيذية من الجيش والمالية وتفاقم الصراع على السلطة كل هذا دفع الامراء من العرب والبربر والصقالبة على الاستقلال بمناطق نفوذهم ولا سيما (( ان خضوع المدن الاندلسية الكبيرة لقرطبة لم يعد ممكنا بعد ان تطورت هذه المدن ونشأت فيها ارستقراطية محلية مستقرة عميقة الجذور... كما لم يكن لدى قرطبة من القوة ما تسطيع فيها فرض سلطانها على هذه المدن )) ([98]) فنشبت بينهم حروب دامية ولاذوا بالجزية لدول النصاري وترفعوا عن المثل السامية وكان توزيعهم كالاتي: -
أ-الاندلسيون على الاجزاء الوسطى من الاندلس مثل قرطبة واشبيلية و بلنسية ومرسية ومرية....
ب- البربر: وقد استولوا على الجزء الجنوبي مثل غرناطة وقرمونة ومالقة.
ج- الصقالبة: وقد انحازوا الى شرقه واستبدوا به وسيطروا على الجزائر الشرقية.
وامارات صغيرة مختلفة العروق بين هذه المناطق تابعة لدويلات اكبر ومتأثرة بحروبها, وقد وصف ابن حزم الاندلسي ذلك العهد بقوله ((فضيحة لم يقع في العالم الى يومنا مثلها: اربعة رجال في مسافة ثلاثة ايام في مثلها كلهم يتسمى بامرة أمير المؤمنين, ويخطب لهم بها في زمن واحد وهم خلف الحصري باشبيلية, على انه هشام بن الحكم, ومحمد بن القاسم بن حمود بالجزيرة الخضراء, ومحمد بن ادريس بن علي بن حمود بمالقة, وادريس بن يحيى بن علي بن حمود ببشتر )) ([99]).
وقوله: - ([100])
حصلنا على هم واثم وحسرة
وفات الذي كنا نلذ به عنّا
في مقارنة بين ماضية السعيد في عهد الدولة الاندلسية الواحدة وبين حاضره التعيس في عهد ملوك الطوائف. وهذه الدويلات لم تكن تمتلك من مقومات الدولة ما يحفظ كيانها واستقراها, ويتلقب الامراء بالقاب في غير موضعها. ولنا في ذلك قول ابن رشيق القيرواني ([101]): -
مما يزهدني في ارض اندلس
سماع مقتدر فيها ومعتضد
القاب مملكة في غير موضعها
كالهر يحكي انتفاخا صوله الاسد